أجلت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمد السعيد، محاكمة 51 متهمًا في قضية "أحداث سجن بورسعيد" التي وقعت في 26 يناير 2013، وراح ضحيتها اثنان من رجال الشرطة فضلا عن 40 آخرين عقب صدور الحكم في قضية مذبحة استاد بورسعيد، لجلسة الغد لمواصلة سماع الشهود. وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين اتهامات بأنهم بتاريخ 26 و27 و28 يناير 2013 قتلوا وآخرون مجهولون الضابط أحمد أشرف إبراهيم البلكي وأمين الشرطة أيمن عبد العظيم أحمد العفيفي و40 آخرين عمدا مع سبق الإصرار والترصد بعد أن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل رجال الشرطة والمتظاهرين المدنيين عقب صدور الحكم في قضية مذبحة استاد بورسعيد ونفاذا لذلك الغرض أعدوا أسلحة نارية واندسوا وسط المتظاهرين السلميين المعترضين على نقل المتهمين في القضية إلى المحكمة. وأضافت النيابة أن المتهمين انتشروا في محيط التظاهرة بالقرب من سجن بورسعيد العمومي والشوارع المحيطة به وعقب صدور الحكم أطلقوا الأعيرة النارية من أسلحة مختلفة صوب المجني عليهم قاصدين من ذلك قتلهم فأحدثوا بهم الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياتهم. بدأت الجلسة في تمام الساعة الثانية عشرة بعد إيداع المتهمين داخل القفص وروت "إنجي. ع"، زوجة أحد المجني عليهم في وقائع قضية "اقتحام سجن بورسعيد"، روايتها عن وفاة زوجها في الأحداث أمام محكمة جنايات بورسعيد. واستهلت الزوجة المكلومة شهادتها بالإشارة إلى أنهم مقيمون بالعقار المواجه للسجن بمنطقة "الصباح" بمحافظة بورسعيد، وفي يوم 22 يناير قبل الأحداث بعدة أيام حدثت زيارة من مباحث قسم الشرق لتأمين الشقة خشية من الأحداث المتوقعة يوم الحكم في قضية المذبحة. وتابعت أنها وابنتها غادرتا المنزل للإقامة بمنزل والدتها تحسبًا للأحداث، وزوجها اتصل بها هاتفها واصفًا المشهد بأن أمطارًا من الرصاص تنهال عليهم. وتابعت بأن زوجها فقد الوعي لفترة بعد استنشاقه للغاز الذي امتلأت به الأجواء، وبعد إن استعاد وعيه وبعد أن سيطرت القوات المسلحة على الوضع قام بالتوجه لمنزل والدتها لزيارتهم والاطمئنان عليهم وبدا عليه الإعياء الشديد ووجهه كان "معفًرا" بالغبار الأبيض ثم دخل في نوبة صراخ. واصلت شاهدة النفي شهادتها بالقول: إن زوجها "وائل" في تاريخ الثالث من فبراير لعام 2013 تطورت حالته لينتفخ "وجهه" ليتم الانتقال به إلى المستشفى ويتم عمل التحاليل الخاصة بحالته ليتم توصيف حالته الصحية بأنه مصاب ب"خراج في الرئة اليسرى"، مشيرة إلى أن تقرير الطب الشرعي أورد أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية، لافتةً إلى أن الخراج المؤدي لوفاة زوجها سببه الغاز الذي استنشقه. كما استمعت إلى شهادة زوجة أحد المجني عليهم في الأحداث "وائل سيد سليمان"، حيث أكدت أن زوجها كان في شقته أثناء الأحداث، واستنشق هواءً سامًا جراء قنبلة تم إطلاقها، وتوفي بعد 6 أيام. وقال "مرسي الدسوقي"، شاهد النفي في قضية "اقتحام سجن بورسعيد"، بأنه بعد علمه بوفاة نجله، وأثناء تشييع جثمانه مع آخرين، انهالت فوق رءوسهم طلقات النار من جهة نادي الشرطة، مشيرًا إلى أن نجله أصيب برصاص قناصة من خلف سجن بورسعيد. وتابع: "الطبيب الشرعي الذي قام بالكشف على نجله هو من أكد له أنه أصيب برصاص القناصة"، وفق قوله. وفي سياق متصل، استمعت المحكمة لشهادة "محمد مرسي" والد زوجة أحد المتوفين في الأحداث ويٌدعى "محمد فاروق" ليؤكد بأنه تلقى اتصالا مع زميل عمله في أحد المصانع يخبره بإصابة "محمد "، وتابع بأنه عندما توجه لمستشفى "آل سليمان" وجد زوج ابنته وقد اخترقت رصاصة بطنه قائلًا: إن سيارة شرطة قامت بإطلاق النار في الهواء بمحيط المستشفى على حد شهادته. وواصل الشاهد باكيًا مؤكدًا بأن المتوفى كان لديه ابنة صغيرة، كانت تبلغ أيام لحظة مقتل والدها، وأنه ليس لديه مصدر رزق سوى معاشه المتواضع كما استمعت المحكمة إلى شهادة عصام محمد النحاس، لشقيق المجني عليه "محمود محمد النحاس". وأكد الشاهد أن شقيقه أصيب بطلقة في الرأس على الجانب الأيمن، أثناء شرائه "علبة مناديل"، من أحد محال السوبر ماركت، وأنه شاهد شقيقه يسقط أمام عينيه، وأن الطلقة جاءت من ناحية قسم شرطة قسم العرب.