اتخذ حلمى النمنم وزير الثقافة زمام المبادرة، وذهب إلى المثقفين فى لقائهم الأسبوعى ب«ورشة الزيتون الثقافية» فى مقر حزب التجمع بالحى الشعبى، وأصر بذلك على أن تكون انطلاقته الأولى من ورشة سبق أن شارك فى أنشطتها، وفى حديثه أكد أن الوزارة تحتاج لاندماج المثقفين وتعاونهم للنهوض بحالة الثقافة من كبوتها، وإعادة الهوية المصرية. وأكد: «على الجميع أن يدرك أن الحرب مع المتأسلمين يلزمها توحيد الصف وإعداد العدة، ذلك أن تلك الجماعات لن يدحرها ويهزمها ويقضى عليها غير المثقفين وتأثيرهم فى المجتمع، فلنجابه الفكر الظلامى بالفكر المستنير ولننتشل أبناءنا من غياهب هذا الجهل وننقذهم من تلك الهوة السحيقة». وتابع «النمنم»، أنه سيعيد هيكلة الوزارة بشكل منسق، مؤكدًا أن هناك العديد من الإدارات التى تعمل من أجل الطفل فى قطاعات مختلفة ومن الممكن جمعها فى كيان واحد لتصبح قطاعًا أو هيئة مستقلة، كما توجد عدة إدارات للفنون والحرف التراثية وهى غير مفعلة بشكل صحيح، لذا يجب جمعها والعمل على إنشاء إدارة خاصة للنهوض بها. وأكد «النمنم» على تغلغل التدهور الإدارى البيروقراطى فى بعض مؤسسات الوزارة، مما يتطلب إعادة التطوير والهيكلة، بالإضافة إلى تفعيل البروتوكولات مع الوزارات الأخرى، وإعادة طبع الكتب القديمة إحياءً للتراث. واستمع النمنم لرؤى المثقفين وأجاب عن استفساراتهم، وقال إن هناك مشكلة تواجه أجهزة الدولة وليست وزارة الثقافة وحدها، مثل الترهل الإدارى، الذى بدأ يظهر منذ منتصف السبعينيات، مشيرًا إلى أن إعادة توزيع العمالة والموظفين سيكون الحل لمواجهة هذا الترهل لكى تعمل كل المواقع الثقافية بشكل جيد. وردًا على سؤال حول آليات اختيار القيادات الجديدة بالوزارة وخطة الهيكلة، قال إن هناك مواقع ثقافية شاغرة سيتم اختيار قيادات جديدة لها خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن الهيكلة تتم على المدى البعيد. الشاعر والناقد شعبان يوسف رئيس ورشة الزيتون أكد أن هذا الجمع ما جاء ليحتفى بتولى النمنم حقيبة الثقافة فحسب، وإن كان ذلك حقق بعضًا من تطلعات المثقفين، وكسر حصار اختيار الوزير من بين عدد محدود من الأسماء. ودار نقاش حول وضع الثقافة المصرية، شارك فيه كثر من الحضور، أبرزهم الروائية سلوى بكر التى طالبت باختيار قادة وطنيين يساندون النمنم فى إدارة حقيبة الثقافة، أما الدكتورة كريمة الحفناوى فقد أكدت على ضرورة إحياء قصور الثقافة والعمل إلى بعث الروح فيها من جديد، ودعا الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان، إلى عقد حوار وطنى ثقافى يضم مثقفى الأقاليم والمناطق النائية.