عاد آلاف العراقيين إلى التظاهر في ساحة التحرير في بغداد والميادين العامة بعدد من مدن جنوبالعراق بمشاركة أوسع من المواطنين والناشطين المدنيين وأنصار التيار الصدري رافعين إعلام العراق، مطالبين بمحاسبة الفاسدين والمسئولين المفسدين بالحكومات السابقة وإصلاح القضاء واستعادة أموال الشعب العراقي.. وأكدوا ضرورة قيام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإجراءات فعالة تردع الفاسدين ومحاكمة المسئولين السابقين الذين سرقوا وساهموا في سرقة المال العام. واتهم المشاركون في تظاهرة الجمعة التاسعة منذ عصر اليوم بساحة التحرير وسط بغداد، والذين تنوعوا عمريا وطائفيا جغرافيا حيث شارك بها متظاهرون من محافظاتالعراق، حكومة العبادي والبرلمان بالتسويف في تطبيق حزم الإصلاح التي أعلنتها عصر اليوم، وطالبوا بمكافحة الفساد وملاحقة المسئولين الفاسدين قضائيا.. ودعا المتظاهرون العبادي إلى الاستقالة من حزب "الدعوة" وإطلاق سراح الناشط جلال الشحماني المختطف في بغداد على خلفية التظاهرات، وإصدار قانون "العفو العام" لإطلاق سراح الأبرياء. وفرضت القوات الأمنية العراقية المشتركة من الجيش والشرطة إجراءات أمنية مشددة بمنطقة التظاهر ابتداء من ساحة الفردوس عبر شارع السعدون الذي أغلقته حتى ساحة التحرير وسط بغداد ووفرت الحماية للمشاركين في المظاهرة وأخضعتهم للتفتيش الدقيق لمنع تسلل مندسين للتأثير على سلمية التظاهرات. واحتج المتظاهرون من أهالي محافظة الديوانية على تعيين المحافظ الجديد، واعتبروا تعيينه نتاجا للمحاصصة السياسية وليس وفق الكفاءة وطالبوا بوقف مجلس المحافظة الذي صوت على تعيين مصطفى الحسناوي محافظا للديوانية. وفي البصرة التي شهدت تسجيل أعلى نسبة للرطوبة وتسببت في انقطاع الكهرباء ولكنها لم تمنع خروج المظاهرات، حيث تجمع المئات من المواطنين قرب ديوان المحافظة للمطالبة بإجراء إصلاحات فعلية وتحسين الخدمات الأساسية وإخلاء سبيل الناشط المدني المختطف في بغداد جلال الشحماني.. وأعلنت مديرية إنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية توقف عدد من محطات توليد الكهرباء في البصرة بسبب الرطوبة الشديدة. وأكد مئات المتظاهرين في مدينة كربلاء، وسط إجراءات أمنية مشددة، بتنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد المالي والإداري في الحكومة العراقية وإصلاح القضاء.. كما تظاهر العشرات من الناشطين السياسيين والمواطنين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية بذي قار احتجاجا على سوء الخدمات وطالبوا بمحاسبة الفاسدين في مؤسسات الدولة.. وتظاهر العشرات وسط مدينة السماوة مركز محافظة المثنى للمطالبة بحل مجلس المحافظة ورفض المحافظ الجديد. وفي النجف جنوبيالعراق، طالب المتظاهرون بعدم اكتفاء العبادي بإجراءات التقشف والإصلاحات البطيئة، بل محاسبة المسئول عن الفساد والمفسدين من الحكومات السابقة واسترجاع الأموال المنهوبة، كما دعوا إلى الاقتداء بالإمام على بن طالب في يوم بيعة "الغدير" التي تصادف اليوم.. وانتقدوا سوء الخدمات والأزمة الاقتصادية التي أضرت بجميع العراقيين وأكدوا ضرورة إنهاء المحاصصة السياسية والحزبية وإصلاح القضاء. وكان المرجع الأعلى لشيعة العراق على السيستاني طالب اليوم بملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم بلا تردد وتوحيد الجهود الدولية في محاربة الإرهاب وتنظيم (داعش).. وقال " إن أهم الخطوات ملاحقة ومحاسبة المسئولين عما جرى خلال السنوات الماضية من ضياع مئات المليارات من أموال الشعب العراقي بمشاريع وهمية ومحاباة وفساد ". وأضاف أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من ملاحقة ومحاسبة من أفسدوا وضيعوا أموال الشعب أو استحوذوا عليها، وإذا لم يطبق القانون بحق هؤلاء وتسترجع منهم الأموال ويعاقبون على جرائهم بما يناسبها فسيستمر الفساد ولن يرتدع الفاسد، حيث أن الإصلاح حاجة أساسية وجوهرية تتعلق بمستقبل العراق. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا العراقيين والمنتمين للتيار إلى التظاهر في ساحة التحرير في مدينة بغداد، دعما للتظاهرات الأسبوعية التي تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد.. وطالب الصدر بإصلاح المؤسسة القضائية وعزل الفاسدين ومحاكمتهم، ومنع رفع صور "آل الصدر" أو أي شخصية دينية أو سياسية في التظاهرات. ويتظاهر العراقيون يوم الجمعة من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط بغداد وعدد من المدن العراقية،ولم تخرج فقط الجمعة الماضية بمناسبة عطلة عيد الأضحى المبارك، للمطالبة بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتدعمها المرجعية الشيعية العليا بالعراق، وأكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.