كشف تقرير عن الثروات العالمية أن أكثر من 8 آلاف مليونير من دولة جنوب أفريقيا غادروا البلاد منذ عام 2002 حتى الآن، وفضلوا العيش خارجها ولاسيما في دول أخرى مثل أستراليا والمملكة المتحدةوقبرص وموريشيوس والولايات المتحدة وكندا. وأطلقت مؤسسة "ثروة العالم الجديد" بالتعاون مع مؤسسة "ليو جلوبال"، مراجعتها السنوية لنماذج واتجاهات هجرة المليونيرات في أنحاء العالم، حيث أنها تصنف المليونير من وجهة نظرها وحسب المتعارف عليه، على أساس الأفراد الذين يتوافر لديهم أصول صافية تفوق قيمتها المليون دولار أمريكي (بما يعادل نحو 12.5 مليون راند جنوب أفريقيا)، وذلك بعد استبعاد المنازل الأساسية التي يقطنون فيها. واحتلت دولة جنوب أفريقيا المرتبة السابعة بين دول العالم في مستويات هروب الأثرياء والمليونيرات على مدار السنوات الأربعة عشر الماضية. ويقول محلل مؤسسة "ثروة العالم الجديد"، أندرو أمويلز إن دولة جنوب أفريقيا كان لديها عدد من المليونيرات في عام 2000 بلغ نحو 20 ألف مليونير، وخلال الأعوام ال14 الماضية تزايد العدد ليصل إلى 48 ألفا و800 مليونير، بعد استبعاد ال8 آلاف مليونير الذين غادروا البلاد للاستقرار في دول أخرى، مشيرا إلى أنه لو بقي مليونيرات جنوب أفريقيا الذين هاجروا إلى الخارج، لبلغ العدد الإجمالي لهم نحو 54 ألفا و800 مليونير. ويقول تقرير مؤسسة "ثروة العالم الجديد" إنه منذ بداية الألفية الجديدة ودخولنا في قرن جديد، تعاظمت أعداد المليونيرات الراغبين في الهجرة والبحث عن جنسيات أخرى لهم. وترى نادية رياض من مؤسسة "ليو جلوبال" أن السبب الرئيسي الذي يدفع الناس إلى التقديم إلى إقامة أو جنسية في بلد أخرى، هي رغبتهم في تأمين حرية أكبر في الحركة عالميا، علاوة على ضمان قدر أكبر من الأمان لثرواتهم وعائلاتهم". وتضيف رياض أن أغلبية المهاجرين المليونيرات يتطلعون إلى العيش في الاتحاد الأوروبي ، منوهة بأن دولتى قبرص ومالطا تتمتعان بصيت كبير في هذا المجال، ولاسيما أنهما يمنحان جنسية مباشرة دون الحاجة إلى الانتظار لفترة زمنية طويلة أو اشتراط الإقامة لفترات معينة داخل الدولة. وأشارت إلى أن هناك تأشيرة الإقامة الذهبية التي تمنحها البرتغال، علاوة على برنامج سهم الإقامة في المجر، وهي نوعيات من الإقامات ينظر إليها باهتمام بالغ من المليونيرات، لأنها تقدم إقامات للمستثمرين مقابل حجم استثمارات أقل (إذا قورنت بما هو مطلوب في مالطا وقبرص) ولفتت رياض إلى أن دول الكاريبي باتت أخيراً محط أنظار المليونيرات الراغبين في الهجرة، فدول مثل أنتيجوا وباربودا وجرينادا، تمنح جنسية مباشرة في غضون 6 أشهر". وعلى نحو مواز، في الوقت الذي ازدادت فيه أعداد الراغبين في الحصول على جنسية ثانية، فإن أعداد المهاجرين بوجه عام ازدادت بصورة كبيرة منذ بداية الألفية الجديدة ودخول القرن الحادي والعشرين، وهو ما عزاه التقرير إلى أسباب جوهرية يأتي في مقدمها، الأزمات في الوطن الأم، والمخاوف الأمنية، والرغبة في توفير بيئة تعليمية أفضل لأطفال العائلات المهاجرة. ورأى التقرير أن المملكة المتحدة وبالتحديد لندن، أصبحت محط أنظار وملاذا مرغوبا يأتي إليه المليونيرات المهاجرون، لأسباب عديدة أهمها، اللغة، والطبيعة الأممية التي تتمتع بها المدينة (لندن)، وسهولة السفر والحركة، ولاسيما أن بلدان الاتحاد الأوروبي مفتوحة أمامها، وسهولة حركة الأموال داخل الدولة، وسهولة شراء عقارات وممتلكات، وجودة أنظمة المدارس والجامعات.