أعرب محللون اقتصاديون صينيون عن تفاؤلهم تجاه نمو العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية والتي تمكنت من الحفاظ على نمو قوي رغم الركود الاقتصادي العالمي والأحداث والاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بغرب آسيا وشمال افريقيا . وأشار المحللون والخبراء في الصين من العاملين بمجال التجارة ، على هامش فعاليات معرض الصين والدول العربية المنعقد حاليا في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين، إلى أن التجارة الصينية-العربية ستواصل نموها بعدما وصل حجم التجارة الثنائية مؤخرا بين الصين والدول العربية في عام 2012 إلى 4ر222 مليار دولار أمريكي بزيادة 12 ضعفا عما سجل في عام 2002، وأصبحت الدول العربية سادس أكبر شريك تجاري للصين مع بلوغ معدل نمو التجارة الثنائية العام الماضي 5ر13 بالمائة . وأضاف تقرير اقتصادي إنه في النصف الأول من العام الجاري استمر نمو التجارة بين الصين والدول العربية ليصل إلى 115 مليار دولار أمريكي بزيادة 3 بالمئة على أساس سنوي، في وقت أرجع يانغ فو تشانغ النائب السابق لوزير الخارجية الصيني، سبب النمو المتواصل جزئيا ، إلى التكامل التجاري بين الصين والدول العربية، خاصة وأن معظم واردات الصين النفطية تأتي من منطقة الخليج العربي “,”. وأضاف تشانغ أنه في عام 2012، بلغ حجم التجارة غير النفطية بين الجانبين 1ر119 مليار دولار أمريكي ما يشكل أكثر من نصف الحجم الإجمالي، ويشير ذلك إلى إن التعاون التجاري الثنائي يتسع بصورة أكثر تنوعا في الوقت الذي يتحسن فيه هيكل التجارة أيضا . من ناحية أخرى قال لي شياو بينغ, نائب رئيس دائرة شؤون غرب آسيا وأفريقيا بوزارة التجارة الصينية، خلال ندوة عقدت على هامش معرض الصين والدول العربية، إن المزيد من المنتجات الصينية ذات العناصر الفائقة التكنولوجيا تم تصديرها إلى الدول العربية، وشهدت السيارات والأجهزة الالكترونية المصنوعة في الصين قبولا واستحسانا بشكل تدريجي من قبل المستهلكين العرب . وأضاف لي أن في عام 2012 شكلت المنتجات الميكانيكية والالكترونية والفائقة التكنولوجيا 57 بالمائة من إجمالي حجم الصادرات الصينية إلى الدول العربية ، وأنه في نفس الوقت أدى العدد المتنامي لمنصات التعاون كمعرض الصين والدول العربية إلى زيادة الفرص الملائمة للتجارة الثنائية .. مشيرا إلى أنه خلال المعرض تم التوقيع على ما إجماليه 158 من العقود بقيمة 260 مليار يوان تقريبا (نحو 42 مليار دولار أمريكي ). وأوضح ليو هوي رئيسة حكومة منطقة نينغشيا الصينية، أن تلك العقود تغطي التعاون في مجالات الطاقة والكيماويات والمواد الجديدة وتصنيع المعدات والأطعمة الحلال والبنية التحتية واللوجستيات والثقافة والسياحة بين الصين والدول العربية وكذلك المناطق المسلمة . وأشارت الاحصاءات إلى أن 51 صفقة بقيمة 1ر98 مليار يوان اجمالا وقِعت في المعرض خلال أيامه الأولى بين الصين ودول أجنبية من بينها 31 صفقة أبرمت مع دول عربية بقيمة 5ر66 مليار يوان . وحول كيفية تحسين أداء التجارة بين الجانبين الصيني والعربي بصورة أفضل قال تشو وي ليه مدير مركز دراسات منتديات التعاون الصينية-العربية إنه رغم سرعة نمو التجارة لا يزال هنالك حيز للتحسين والتطوير، وعلى الجانبين تشجيع الثقة المتبادلة لتحسين مستوى التفاهم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية . وأضاف تشو أن على الشركات الصينية أدراك أن هناك المزيد من المجالات المستقبلية والفرص لتنفيذ خطط الاستثمار بالدول العربية وتطوير أداء التعاون مع نظرائهم العرب في مجالي البنية التحتية والطاقة الجديدة . / أ ش أ /