انتظر الجميع أن يوفى الرئيس الأمريكى «كارتر» بوعده، ولكن كعادة الحكام كلام «الانتخابات» يأتى عليه الفوز «يذوب»، حيث كان يجتمع عدد من الضيوف على مائدة الغداء فى منزل حاكم الولاية الأمريكية«جورجيا» عام 1973، بينما ظهر خلف النافذة الزجاجية ما أثار الارتباك والخوف فى قلوبهم، فكان هناك جسم طائر كبير، يتحرك ساقطاً من السماء مغيرًا ألوانه، بعد محاولات عديدة لاكتشاف حقيقته، وتكتمت الحكومة الأمريكية على الحادث، غير أن «كارتر» أعلن خلال فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية أن الأطباق الطائرة حقيقية، مؤكداً أنه شاهد واحدًا منها، وانتظر الجميع أن يبر بكلمته، إلا أنه لم يقل شيئًا، وتبقى قضية الأطباق الطائرة مجهولة منذ سنين. «أخبرنى الكهنة أن سماء البلاد امتلأت بأجسام فضية لامعة، وكان ذلك فى فصل الشتاء فى السنة 22 من حكمي، أمرت بتسجيل هذه الظاهرة للأجيال القادمة»، هذا هو نص بردية محفوظة فى مكتبة الفاتيكان، تعود إلى مصر الفرعونية، ويستند عليها المناصرون لنظرية الأطباق الطائرة، إلى كونها موجودة منذ آلاف السنين، فالعهد القديم نفسه حفل بإشارات مماثلة، فهناك وثيقة مختلفة تعود إلى اليابان عام 1180م، حول «طبق طائر» شوهد فوق جبل «كيي». فجذور مصطلح «الأطباق الطائرة» نفسه، دارت حولها اختلافات عديدة، ولكن بدأ انتشاره منذ عام 1948م على لسان الطيار «مانتيل»، الذى أسقطت طائرته بواسطة جسم عجز عن وصفه، فمنح الجسم تلك التسمية، رصدت بعض المواثيق الألمانية وقوع صدامات بين أطباق طائرة فوق سماء ألمانيا عام 1561م، والتى عرفت ب «حادثة نورمبرج»، وهى من أكثر الحوادث التى شاهدها عدد كبير من شهود العيان. تراكمت الأوراق فى ملف الأطباق الطائرة ليتضاعف حجمه أكثر، نلتقط منه صفحة على قدر من المصداقية فى دائرة المعارف البريطانية، وحتى نكون دقيقين هى بالضبط صفحة 855 فى المجلد 18، تسجل الصفحة ما سمى ب «حادثة البرازيل» التى انفجر فيها طبق طائر، وكانت أشلاؤه مصنعة من ماغنسيوم فائق النقاء، بالإضافة إلى «سترونشيوم»، وهى سبيكة يصعب على تكنولوجية الأرض تصنيعها. ويستمر الحديث عن أشلاء من السبائك الغريبة، هذه المرة ترد الحادثة فى كتاب «سرى للغاية» بقلم «تيموثى جوود»، حيث تطرق إلى حادثة نيومكسيكو، وكيف أن سبيكة البقايا لا وجود لها فى خرائط السبائك الأمريكية أو السوفيتية. فى عام 1952م، لم تستطع الولاياتالمتحدة أخذ موقف المتفرج أكثر من ذلك، فأطلقت شرارة مشروع «الكتاب الأزرق» الذى طفق يحلل آلافا من تلك الأخبار، واتضح أن 6٪ منها فقط نتائج ظاهرة غير معلومة، والباقى أوهام جماعية لها ألف سبب وسبب، بخلاف أن تكون مركبات فضائية، فقد اكتشف أن نسبة ال95٪ المتبقية تتأرجح بين كونها «نيازك»، أو «عواصف برقية»، أو غازات متصاعدة من المستنقعات، ومن المعروف أن عنصر الميثان الداخل فيها قابل للاحتراق أصلا، ويسهل وصوله إلى هذه الحالة عند تقلبات الحرارة، وأخيراً يقول البعض إنها ربما تكون طائرات متطورة تحت الاختبار. حيث اعترف الجيش الأمريكى أن حادثة «روزويل» الشهيرة الواقعة فى 1947م، أساسها بالون رصد ضمن مشروع سرى لرصد منسوبات الإشعاع فى حالة اندلاع حرب نووية. أما عن ال5٪، وهى حالات يصعب جدًا إنكارها، وأغلبها مدعم بشهادة جماعية من أشخاص يتمتعون بالمصداقية، يضاف إليها تأكيد مصادر إلكترونية مثل محطات رصد أو رادار، يعد أشهر مثال عام 1986م عندما شاهد ركاب الطائرة JAL، طبقًا طائرًا بوضوح، ورصدته محطة الرادار فى نفس الوقت، وقبلها بعشرة أعوام فوق سماء العاصمة الإيرانية «طهران» شاهد آلاف الإيرانيين خلال فترة الظهيرة الأطباق الطائرة، حيث كان وزير الدفاع ضمن الشهود فأرسل طائرتين لاعتراضها واحدة ميج 21، ثم أتبعها بأخرى ميج 23، تعطلت الطائرتان، وارتد صاروخ جو-جو AIM9 عن الجسم الطائر المجهول، وكأنما اصطدم بحاجز خفي، وقد ذكر تلك الحادثة سير آرثر كلارك، بتفاصيلها فى كتابه «عالم ملىء بالأسرار»، الأمر الذى جعل أحد المحامين يقوم برفع قضية ضد وكالة الأمن القومى الأمريكية، يطالبها بأن تكاشف الناس بما تطويه من أسرار حول الأطباق الطائرة، واستند إلى قانون فيدرالى فى الولايات يسمح للمواطن بالاطلاع على أى معلومات ما دام لا تؤثر على أمن البلاد. فيما جاء رد رئيس الوكالة أنه لا يستطيع أن يفصح سوى عن بعض ما لديه للقاضية فحسب، وبعد جلسة الاستماع الثنائية المغلقة، صدر حكم المحكمة كالتالى: «الوثائق فى مجملها إذا أتيحت للجمهور تضر بمصالح الولاياتالمتحدة ضرراً بالغاً»، فاستند المؤيدون لوجود أطباق طائرة على هذه القضية باعتبارها دليلا صريحا أن ظاهرة الأطباق الطائرة حقيقة، فيما اعتقد البعض الآخر أن الحكم إعلان صريح أن أغلب مشاهدات المواطنين لما ظنوه مركبات لغرباء، هى فى الحقيقة تجارب أمريكية لأسلحة طائرة حديثة، وبالتالى يعتبرون من مصلحة الأمن القومى أن يظن العامة أنها مركبات لزوار من كوكب آخر، أفضل من تتسرب أخبارهم العسكرية.