أكدت مصر ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وإيجاد تصور سوري وطني خالص، بهدف بناء دولة ديمقراطية تعددية. جاء ذلك في كلمة مندوب مصر - والتي ترأس مؤتمر القمة الإسلامية - الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي حاتم السيد عبد القادر في الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية للمنظمة بجدة اليوم الأحد لمناقشة موضوع الأزمة الإنسانية في سوريا والتصعيد الخطير التي تشهده مأساة اللاجئين السوريين في المنطقة وخارجها. وتتألف اللجنة التنفيذية من ترويكا القمة الإسلامية، وهي مصر السنغال وتركيا، وترويكا وزراء الخارجية، وهي الكويت، السعودية وأوزبكستان، إضافة إلى الأمين العام للمنظمة. وأوصى الاجتماع في بيانه الختامى بالإسراع بعقد اجتماع وزاري لمناقشة واعتماد خطة عمل أو إستراتيجية فيما يخص قضايا اللاجئين في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وحث الاجتماع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، على استئناف البحث، فورا وعلى وجه السرعة، عن حلول سياسية سريعة للنزاع السوري. كما حث جميع الأطراف في سوريا على تكريس جهودها لتحقيق هذا الهدف كوسيلة للتخفيف من التداعيات المتفاقمة للكارثة الإنسانية. وشدد الاجتماع على المسئولية المشتركة لجميع الدول، وخاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين تجسيدا لمبدأَي التعاطف والتضامن الإسلاميين. وفي هذا الصدد، أشاد الاجتماع بما أبدته البلدان المجاورة، بما في ذلك مصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا، من سخاء وكرم في استضافة اللاجئين السوريين رغم قلة مواردها وإمكاناتها. وأشار الاجتماع إلى أن أعداد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم عدد من الدول الأعضاء في المنظمة قد تجاوز سبعة ملايين لاجئ. وناشد الاجتماع جميع الدول الأعضاء والمنظمات الإنسانية الدولية ذات الصلة تعزيز مساهماتها على أساس مبدأ تقاسم الأعباء. وأشاد بدولة الكويت لاستضافتها المؤتمرات الدولية الأول والثاني والثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وناشد الاجتماع الدول الأعضاء توجيه بعض مساعداتها الإنسانية عن طريق منظمة التعاون الإسلامي في إطار تعزيز العمل الإسلامي المشترك. وقرر الاجتماع إبقاء قضية أزمة اللاجئين السوريين قيد نظره، وطلب من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي صياغة تقرير في هذا الشأن يتم تعميمه على الدول الأعضاء. وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني قد ألقى في بداية الاجتماع كلمة أكد فيها أن المعاناة الإنسانية للشعب السوري لن تنتهي ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية قابلة للتطبيق لهذا النزاع، مشيرا إلى أنه بات من الواضح أن المعاناة الإنسانية التي يتحملها أبناء الشعب السوري منذ سنوات، تمثل تجليا واضحا لفشل المجتمع الدولي في حل هذه المشكلة سياسيا مما يطيل أمد المعاناة الإنسانية التي يشهد عليها العالم اليوم. وأكد مدني أن الحالة الراهنة أبرزت مرة أخرى ضرورة النظر في إنشاء صندوق منظمة التعاون الإسلامي الإنساني للطوارئ، لمعالجة الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلدان الأعضاء في المنظمة.