افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى جددته في العاصمة الأردنيةعمان في الآونة الأخيرة هو "المستشفى المتخصص بالجراحة التقويمية" وذلك لعلاج مصابي الصراعات الدائرة في دول الجوار. جاء افتتاح المستشفى رسميا يوم الثلاثاء (8 سبتمبر ايلول) بعد أكثر من عام على ترميمه وتجديده. وتقول أطباء بلا حدود إنه سيكون أكبر مستشفى في المنطقة لعلاج إصابات الحروب مجانا. وقال مارك شاكال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأردنوالعراق في الافتتاح "نتعامل كثيرا بشكل أساسي وفقط مع مصابي الحروب بجراحات العظام والتجميل والوجه والفكين. بالتالي فان الاصابات الأساسية التي لدينا هي اصابات ناجمة عن رصاص أو تفجيرات أو قصف أو براميل متفجرة. بالتالي فهي إصابات متعددة سيئة جدا ومؤلمة للغاية وفيها احتمالات كبيرة لاصابة المرضى باعاقات أو مضاعفات." وأسست أطباء بلا حدود بعثتها لأول مرة في الأردن في عام 2006 استجابة للصراع في العراق وافتقار ضحاياه للرعاية الطبية اللازمة. وتوسع المشروع بعد ذلك ليستقبل مصابين من مناطق أخرى تمزقها حروب مثل غزة واليمن وسوريا. ونظرا لعدم قدرة منشآتها الطبية الحالية على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى قررت أطباء بلا حدود تجديد مستشفى موجود بالفعل. وقال جراح عظام يدعى علي العاني "اليوم نعمل في مستشفى المواساة المؤلفة من 4 طوابق و 3 صالات عمليات. اليوم الافتتاح الرسمي لهذه المستشفى. تم لحد الآن منذ عام 2006 لحد هذا الوقت علاج بحدود 3700 مريض من مختلف البلدان ومن الحالات الصعبة لاصابات الحرب. كان معظمهم يحتاج إلى أكثر من مرحلة علاجية من ناحية جراحية ومن ناحية تأهيل الفيزيائي ومن ناحية التأهيل النفسي." ويتسع المستشفى لعدد 200 مريض ويتحمل نفقات علاجهم وسفرهم وإقامتهم بشكل كامل. ومن بين المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى فتاة سورية تدعى سلام عثمان (14 عاما) فرت من درعا في سوريا مع أسرتها قبل أربع سنوات بعد أن فقدت ساقيها في الصراع. وقالت أمها وتدعى نورا الشوباني إن منزلهم قُصف في بداية الانتفاضة السورية في عام 2011. أضافت نورا الشوباني وهي من خربة غزالة في درعا "والله أول قصف بداية الثورة صاروا يقصفوا علينا عا الخربة. نقلنا من بيتنا لبيت جيرانا. أني وولادي. نزلت آني مع ابني وابن ابني صغار وهي تركض وراي هي وأختها، نزلت عليها القذيفة. أختها توفت عمرها 16 سنة وهي انقطعن رجليها الثنتين." وأوضحت الأم أن ابنتها لا تزال في حالة معنوية جيدة. وقالت الفتاة المصابة "باتمنى إنه أمشي على رجلي وأرجع على سوريا بس." ومن بين الحالات التي تعالج بالمستشفى أيضا طفل سوري يدعى سليم (11 عاما) يعاني من حروق شديدة في الوجه والجسم نتيجة قصف أصابه في مدينة حلب. وقالت والدته وهي لاجئة سورية في الأردن إنها اضطرت لترك ابنها الثاني وراءها بحثا عن علاج لسليم. أضافت أم سليم "جبت هذا لأنه هذا مضرور أكثر. هداك ما قدرت أجيبه. ايده هيك. ووجهه واجره (رجله) تسقطت يعني ما يقدر يمشي عليها. وان شاء الله نتأمل يشفى وأرجع على بلادي، وان شاء الله يا رب صارلي من أول رمضان هين. بالازرق ساكن. الحمد لله بلكي (ربما) ان شاء الله يطلع خير يردو بخير وسلامة ويرجع مثل أول وأحسن." وتسبب الصراع المستعر في سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام في مقتل ما يقدر بنحو ربع مليون شخص وتشريد 11 مليونا من منازلهم.