أطماع الدعوة السلفية الكبيرة في الوصول إلى الحكم مصر كانت سببًا في تأسيس ذراعها السياسية (حزب النور)، وبسبب تلك الأطماع أيضا تنازل السلفيون عن فتاواهم المحرمة للانتخابات، وأعلنوا مشاركتهم في كل الانتخابات التي عقدت في مصر منذ تأسيس حزبهم وحتى الآن، ولعل آخر تلك الانتخابات التي سيشارك فيها السلفيون هي الانتخابات البرلمانية الحالية التي على وشك البدء. محمد سعيد رسلان وعلى عكس كل التوقعات لم يقف بقوة لهذا المخطط السلفي الأسود من حزب النور إلا شيوخ السلفية أنفسهم، هؤلاء الشيوخ الذين خرجوا لفضح حزب النور والدعوة السلفية معددين مساوئهم، مطالبين الشعب المصري بعدم انتخاب هذا التيار الذي يتاجر بالدين من أجل مصالحه الشخصية، ولعل أبرز هؤلاء الشيوخ السلفية الرافضين لحزب النور والفاضحين لمخططاته، الشيخ محمد سعيد رسلان، الداعية السلفي الشهير بالمنوفية، الذي يعتبره حزب النور صداعا مزمنا في رأسه وخاصة في ظل تأثيره الكبير على القواعد السلفية التي تمثل الهدف الأساسي لحزب النور في ظل نبذ معظم الشعب المصري لهذا الحزب السلفي. محمد سعيد رسلان يشن في كل جمعة هجوما شرسا على برهامي ومدرسته السلفية بعد تأسيسها لحزب سياسي، وخلطها للدين بالسياسة، مطالبا جموع الشعب المصري بعدم انتخاب هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي استنكره السلفيون وبدأوا يستغلون شعبية الشيخ مصطفى العدوي الداعية السلفي الشهير في محاولة مقاومة كلمات "رسلان". محمود الرضواني لم يكن رسلان الداعية السلفي الوحيد الرافض لحزب النور والدعوة السلفية والذي يهاجمها بضراوة لإفساد مخططاتهم بحكم مصر، حيث كان على نفس منواله الشيخ محمود عبدالرازق الرضواني رئيس مجلس إدارة قناة البصيرة، وأحد ألد أعداء حزب النور بعد فتواه بتحريم الانضمام لهذا الحزب تحديدا، وتأكيده على أن "النور" ما هو إلا وجه جديد من وجوه جماعة الإخوان الإرهابية وأفكارها القطبية التي تكفر المجتمعات ولا تعترف بالأوطان. كما أكد الرضواني أيضا على أن حزب النور السلفي هو المصدر الأول لتنظيم داعش الإرهابي، ومفرخ الأفراد الذين يعتنقون فكر هذا التنظيم وينضمون إليه للإساءة للإسلام والمسلمين. محمود عبدالرازق الرضواني يملك شعبية كبيرة أيضا تمثل أزمة حقيقية لحزب النور الذي يستنهض مشايخه ومشاهيره للرد على كل ما يردده الرضواني وغيره من الدعاة السلفيين لضمان تصويت نسبة قوية من الإسلاميين في مصر له في الانتخابات البرلمانية المقبلة تضمن مشاركة الحزب بقوة في برلمان ثورة 30 يونيو. أسامة القوصي ومن ضمن مشايخ السلفية الذين يرفضون حزب النور ؛ الشيخ أسامة القوصي الداعية السلفي الشهير الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل بإعلان انضمامه رسميا لحملة "لا للأحزاب الدينية" للمطالبة بحل حزب النور وباقي الأحزاب الإسلامية في مصر باعتبارها أحزاب تخلط بين الدين والسياسة وتسيء للاثنين معا. أسامة القوصي أكد في تصريحات صحفية له بعد انضمامه لحملة "لا للأحزاب الدينية"، على أن حزب النور ما هو إلا وجه جديد من وجوه جماعة الإخوان الإرهابية، مشددا على ضرورة وقوف الشعب المصري بكل قوة ضد هذا الحزب وضد كل تيار الإسلام السياسي للقضاء عليه في مصر نظرا لما يمثله من خطورة على القومية المصرية والوحدة المجتمعية- على حد تعبيره. محمود عباس أما الشخصية السلفية الأخيرة التي تهاجم حزب النور بضراوة وتمتلك كل القدرات لحله، فهو محمود عباس- أمين صندوق الحزب السلفي السابق وأحد مؤسسي الحزب- الذي نشرت "البوابة" حوارا له، أكد فيه على أن حزب النور أصبح حزبا دينيا يخالف الدستور والقانون ويجب حله. ودلل محمود عباس على حديثه بأن أعضاء مجلس إدارة جمعية الدعاة الخيرية "الدعوة السلفية" هم أنفسهم أعضاء الهيئة العليا لحزب النور، وهذا يعني خلط بين الدين والسياسة. ونشر عباس أيضا صورا للحزب السلفي وهو يمارس السياسة داخل المساجد التي يستحوذ عليها، كما كشف سيطرة ياسر برهامي- الداعية السلفي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية- على الحزب وإدارته له من الباطن. وبذلك يصبح أعداء السلفيين هم السلفيون أنفسهم، ويعتبر الرباعي السلفي السابق هو الأخطر على مسار حزب النور لدرجة أن الحزب السلفي بدأ يضع خططا للجانه الانتخابية بالمحافظات لمواجهة ما يعرضه هؤلاء بشأن الحزب لعمل حملات موازية لضمان عدم تأثر الناخبين بكلامهم.