وسط أحداث فنية ومعارض للفن التشكيلي، تميز الفنان التشكيلي أحمد الصعيدي، في معرضه الأخير "أنا الآخر" ب 90 لوحة مختلفة التوجهات الفنية والتيم والأسلوب الخاص الذي يوضح بصمة خاصة للفنان أحمد الصعيدي، شارك في العديد من المعارض الجماعية والخاصة منها معرض المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة عام 1993، بالإضافة لعدد من المعارض في قصور الثقافة، وثلاثة معارض في آتيلية القاهرة، وكانت ل"لبوابة نيوز" معه هذا الحوار.. كيف صنعت من لوحاتك نوافذ وأبوابا لعالم آخر؟ لأن الآخر شديد الحضور في حياتنا، لكنة يختلف مدى تواجده على الرؤية البصرية والإحساسية الذي يراه، وتحدد اللوحات مدى قدرة البصيرة الفنية وإمكانية التدخالات التي مزجها العالم والتجربة معا، وحاولت في معرضي" أنا والآخر" أن أتخلى عن اللوحة صاحبة التوجه الواحد والرؤية الواحدة بإضافتي عدة مستويات للتلقي البصري، ومن خلال الخامات حاولت الكشف عن عالمي الخاص، وبالألوان لم أحدد حدود في اللوحة ولكني استخدمت الألوان بالشكل الذي يفتح أمام المتلقى العالم الذي بداخله. كيف ترى العالم؟ بصفتي فنانا تشكيليا، أري العالم وفق كل الفنون المتاحة في مصر والعالم العربي والعالم ككل، ودائما أرى العالم من كونه كيانا لا يمكن حصره بالعين أو البصيرة، ولكن من المفترض أننا كفنانين نحاول بشكل أو بآخر اكتشاف تفاصيله التي ترهق كل من هو يحاول اكتشاف العالم من حوله ويكون له تأثير ولو بسيط في تشكيل جزء من الوعي الجمعي للعالم. ألوانك موحية ومفعمة بالدلالات البصرية.. هل تعتقد أن عنصر اللون هو الأهم في اللوحة؟ طبعا اللون مكون أساسي لأي عمل فني، فهو المعبر البصري عن مانراه أيا كان الذي نراه شكلا وموضوعا، فأي شكل ايا كان حجمه ومساحته فالعين مسئوله توصيل ذلك الشكل إلي العقل والإحساس، إذا اللون بالنسه للعمل الفني هو المعبر عن الفكرة لأنه يخاطب البصر وايضا بصيره وهو أداة الفنان الأولي للعمل الفني. ماذا تقرأ في تلك الفترة؟ أعيد قراءة العمل الأدبي الرائع رواية دافنشي الشعرية للشاعر سعدني السلاموني، فهي رواية أكثر من رائعة لما تحتويه من كم هائل من الإبداع سواء من النواحي الأدبية أو المعلومات التشكيلية، وتعد الأولى من هذا النوع الأدبي أو من حيث تناول شخصية بحجم العبقري دافنشي. من هو الأديب الذي أثر في حياتك؟ نجيب محفوظ هو ذالك الكاتب العبقري الذي هو عالمي بالفعل، وفخر لكل الناطقين بالعربية فرواياته الرائعة والخارجة من الجذور الشعبيه المفعمة بالرموز والدلالات فمن لم يقرأ السكرية وبين القصرين والحرافيش وغيرها من روائه التي فتحت اذهاننا علي الأدب والثقافه. من هو الفنان التشكيلي الذي أثر فيك؟ ليس فنانا واحدا وإنما مجموعة مكونات أولها الفن الفرعوني سواء كان النحت أو الرسم فأي عبقرية لهولاء الفنانين في نحتهم الشاهق وبكل هذه الدقة، وأيضا الليونة في خطوطهم أو تنوع أشكال النحت من إنسانية أوحيوانية أوطبيعية ألوانهم ونصاعتها، وأيضا الفن المسيحي وأيقوناتهم الرائعة والفن الإسلامي بمشربياته ومنمنماته وخطه العربي أما عصرنا الحديث أنا معجب بميرو وكاندنسكي وبولكيلي. كيف ترى الواقع الثقافي؟ الحال الثقافي من سيء إلى أسوا لأن المناخ العام، غير مهيأ لتقلب الثقافه المبدعة وإنما يتقبل الثقافة "التيك واي" لأن الثقافة تسيطر عليها مجموعة موظفين ومنتفعين فكيف للإبداع أن ينمو في تلك المنظومة المملوءة بكم هائل من الفساد.