تدنت الخسارة السنوية في الغابات الطبيعية من 8.5 مليون هكتار في السنة بين الأعوام 1990 و2000 إلى 6.6 مليون هكتار سنويا بين الأعوام 2010 و2015، مما أسهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية من الغابات بما يتجاوز 25% بين الأعوام 2001 و2015. جاء ذلك في بيان أصدرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، اليوم الإثنين، حول التقييم العالمي لحالة الموارد الحرجية (الغابات)، نتيجة جهود قادتها "فاو" وأدت إلى إجراء المسح الأكثر شمولية للغابات في العالم. ونوه مدير "فاو" جوزية جرازيانو دا سيلفا بهذه النتائج الإيجابية وتدني مساحات الغابات التي تتم إزالتها مع زيادة غير مسبوقة في استخدام الأخشاب، حيث ازداد عدد السكان في العالم بنسبة الثلث عما كانوا عليه في عام 1990. وقال جرازيانو إن هذا يثبت نجاح جهود الإدارة المستدامة للغابات، وإن الإرادة السياسية واتخاذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تحقق الأهداف المنشودة، مشيرا إلى أن إدارة الغابات أكثر من نصف المساحة الحرجية في العالم. وأضاف أن التحدي الأكثر إلحاحا الذي تواجهه البشرية هو توفير الغذاء للبشر الذين من المتوقع أن يزداد عددهم من 7 مليارات شخص اليوم إلى أكثر من 9 مليارات بحلول عام 2050، وقد ازداد هذا التحدي صعوبة بسبب تهديدات التغير المناخي، وزيادة ندرة المياه والأراضي، وتدهور التربة والأراضي، وتدني الموارد الطبيعية المتاحة. وأوضح أنه لا يمكننا أن نكسب هذا التحدي من دون غابات، فالغابات تغطي نحو ثلث اليابسة على هذا الكوكب، وهي تضم أكثر من 80% من التنوع البيولوجي في العالم، وتشكل بالتالي موردا لا يمكن استبداله لتطوير الغلال الزراعية في المستقبل، كما أن الغابات تمتص نحو ثلثي الكربون الموجود في الغلاف الجوي للأرض، ما يؤثر في التغير المناخي. وتابع جرازيانو: "قمنا خلال السنوات الماضية بحماية غاباتنا بشكل أفضل"، لافتا إلى أنه تم تصنيف نحو 13% من غابات العالم (أكثر من نصف مليار هكتار) لحماية التنوع البيولوجي بشكل رئيسي، فيما سجلت أفريقيا الزيادة الأعلى خلال السنوات الخمس الماضية. وذكر بيان "فاو" أنه تم أيضا تسجيل زيادة واضحة في مساحات الغابات بحسب برامج الجرد الوطني للموارد الحرجية المستحدثة أو المنجزة، بعد جرد نحو 80% من غابات العالم شملت 112 دولة خلال السنوات الخمس الماضية كما قام عدد من هذه الدول بتجديد بياناتها عن الغابات خلال تلك الفترة. وكشف البيان عن زيادة في المساحات الحرجية خلال السنوات الخمس الأخيرة بمساحة 4 ملايين هكتار في آسيا، و1.9 مليون هكتار في أوربا، و1.5 مليون هكتار في أوسيانيا، و0، 7 مليون هكتار في أميركا الشمالية، فيما تقلصت مساحة الغابات بمساحة 14.2 مليون هكتار في أفريقيا، و10.1 مليون هكتار في أميركا الجنوبية. يذكر أن نحو مليار نسمة من سكان العالم يعتمد على الغابات في تأمين احتياجاتهم من الغذاء والطاقة والسكن، وتوفر المواد الغذائية الموجودة في الغابات أنظمة غذائية متوافرة طوال السنة، بما في ذلك خلال الأزمنة الصعبة، وأنه يمكن لنظم الحراجة الزراعية – التي تجمع بين الأشجار والمزروعات - أن تزيد من إنتاجية الأراضي الزراعية مع ضمان التنويع في المواد الغذائية. وتشير التقديرات إلى أن 2.4 مليار شخص – أي نحو ثلث العائلات في العالم – تعتمد على الحطب ومشتقاته كوقود لإعداد الطعام.