سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخبراء يقدمون روشتة علاجية للأطفال الذين يكرهون الذهاب إلى المدرسة.. فايد: مناخ التدريس أصبح طاردًا وغير جاذب.. وهاجر هشام: يجب التواصل بين ولي الأمر والمعلم وعقد اجتماعات مجلس الآباء بشكل مستمر
مع اقتراب الموسم الدراسي تزداد مخاوف الوالدين من خوف وكراهية الطفل الذهاب إلى المدرسة، حيث أصبحت المدرسة بالنسبة اليهم شبح يطاردهم، حاولت "البوابة نيوز" في السطور القادمه الوقوف على أسباب المشكلة ومحاولة تقديم بعض النصائح قبل فتح أبواب المدارس على مصراعيها. فقالت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن كراهية الأطفال للمدرسة تعود إلى العديد من الأسباب والتي تدور غالبا حول ثلاثة محاور رئيسية تتفاعل جميعا مع بعضها وتكون بمثابة مناخ طارد للمدرسة وليس جاذبا لها منها ما يرتبط بالسياسة التعليمية، طبيعة شخصية المدرس، سلوكيات الاباء والامهات في التعامل مع الأبناء. بدءا بالسياسة التعليمية والمناهج الدراسية سنجد العديد من المشكلات والتي يعتبرها الأطفال بمثابة الحاجز الأكبر امام حبهم للدراسة، فمنذ فترة كبيرة أخذت المناهج الدراسية في اتباع اساليب تهدم كيان المؤسسة التعليمية بداخل الطفل ولا يقوم ببنائها، مؤكدة أن التلقين التي تتبعه المناهج يتسم بطابع قاسي جدا حيث لا يساعد الطفل على التفكير بل الصم بصفة بحتة كما انها لا تساعد على استثارة رغبته في الاكتشاف أو المعرفة، مضيفة أن اتباع أسلوب التلقين يجعل الطفل يعيش معاناة استيعاب يومية مما يقف امامه كحاجز يومي يبعده عن الجو الدراسي. وبناء على العديد من الاخبار والتي تداولت كثيرا في الآونة الأخيرة فهناك صدام بين أسر التلاميذ والأساتذة في اغلب الاوقات حيث تقع على عاتق المدرس مسئولية كبيرة فهو المربي الثاني بعد الاسرة وعليه استيعاب هذا الأمر بشكل مهني جيد، ولكن هذه الأيام أصبح المربي الفاضل غير مؤهل للبعد النفسي أيضا وليس التعليمي فقط مما يجعل الطفل يكره مادته الدراسية كخطوة أولى انتقالا منها إلى كرهه للدراسة بشكل عام. وأكدت فايد، أن الآباء أصبحوا في حالة من الهوس بتحصيل أبنائهم اعلى الدرجات وتحقيق نتائج عالية بأية طريقة فضاعت العديد من القيم مثل قيمة حب العلم، اكتشاف الذات، وتنمية المواهب فخرج لدينا اجيال هشة ثقافيا. وبعد أن عرضنا الأمر في إطاره العام يجب علينا الوقوف على أسباب المشكلة وإيجاد حلول جادة تسير بخطوات جادة للحد من هذه المشكلة فعلى الوزارة أن تقوم بعمل دورات تدريبية للأساتذة خصوصا في مراحل التعليم الأساسي، اتباع فلسفة تربوية سليمة، وفهم الابعاد النفسية للطفل جيدآ. وأكد كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن أول أسباب كراهية الطفل للمدرسة تنحصر في كون أن العملية التعليمية اصبحت تتم في شكل قمعي وغير جذاب، حيث تجد التلاميذ طوال الوقت عرضة للإهانة والتوبيخ واذا حدث العكس فتجد العملية تسير في شكل غير محبب للتلاميذ غير قائم على التعبير والتعاون، مؤكدا أن الطفل أصبح مستقبلا لكم هائل من المعلومات في وقت ضيق والمطلوب منه صم هذا الكم عن وعي أم غير وعي لا يهتم المدرس كثيرا هذه الايام. وأوضح مغيث، أن العملية التعليمية اصبحت غير فعالة في ظل مشكلة بطالة اصحاب المؤهلات العالية فيجد الطفل نفسه يشعر بأن وجوده بالمدرسة أمر بلا قيمة يهدر وقته دون أية جدوى واضحة خاصة أن الدروس الخصوصية باتت أمرا طبيعيا لا غنى عنه بل أصبحت تأتي في درجة متقدمة بخطوة افضل لديهم عن المدرسة. كما أن حالة التعليم نفسها اصبحت أمر يثار حوله الجدل والنقاش مشكوكا في قيمته الاجتماعية والاقتصادية، تتم في إطار الصراع واختفاء جميع الانشطة المدرسية، وبالنسبة لأولياء الأمور فليس جميعهم لديه القدرة على استيعاب كره أطفالهم للمدرسة فالشريحة الأكبر من الأميين. وأوضحت هاجر هشام، مدرس بالمرحلة الأساسية، أن بدايات كره الطفل للمدرسة يكون سببها المعلم الذي يتناسى دوره كأب مربي قبل أن يصبح أستاذا، يتخذ أساليب عدة يعتقد فيها الصواب ولكن جوانب العقاب فيها تطغى على إحساس الطفل بكون هذا المعلم أبا في المقام الأول فيجده اشبه "بالعفريت" على حسب وصفها. وأشارت هشام، للعديد من العلامات التي تظهر على الطفل والتي يجب أن ينتبه إليها الوالدان بحذر وعناية فتجده دائما ما يختلق الحجج ويتظاهر بالمرض املا في الحصول على يوم اجازة من السجن الكبير الذي يراه أمامه، وفي تلك الحالة إذا لم يكن الوالدين على وعي ودراية بهذه الأمور وضرورة تقويم هذه السلوكيات ستنهار قيم كبيرة بداخله أهمها عدم التحلي بالصدق والهروب من المشكلات. فأكدت هشام على ضرورة اتباع عدة خطوات للحد من هذه المشكلة أهمها محاولة تقويم العلاقة بين المدرس وتلميذه، التنويع في أسلوب العقاب ما بين الشدة واللين، تفعيل حصص الأنشطة المدرسية، وعدم انقطاع الصلة بين ولي الأمر والمدرسة عن طريق عقد اجتماعات مجلس الآباء بشكل مستمر.