يبدو أن الراقصة الأرمينية "صافينار" سيكون لها دور كبير فى النهوض بالعملية التعليمية خلال المرحلة المقبلة وذلك بعد قرار وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر بإدخال الموسيقي والغناء في تدريس المناهج التعليمية بالمدارس. وقد أثار القرار ردود أفعال متباينة بين خبراء التربية حيث وصف بعضهم القرار ب"غير المدروس" و أنه يندرج تحت مسمي "القرارات اللطيفة" التى قد تفتح الباب أمام أنواع الفن الهابط ,بينما رأى آخرون أن إدخال الموسيقي والغناء في تدريس المواد الدراسية بالمدارس سيكون عامل جذب للطلاب ومحفز لهم علي الحفظ ومذاكرة الدروس بشكل أفضل . كان الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم قد صرح بأن الوزارة ستعتمد علي دراسة لتطبيق استخدام الموسيقى فى العملية التعليمية، وذلك من خلال أعمال غنائية (أناشيد أغانى) تتضمن المفاهيم الأساسية لموضوعات المناهج، يقوم على تأليفها مؤلفون بالتعاون مع مركز تطوير المناهج والبحوث التربوية، وذلك لمناهج الصفوف الأولى من التعليم الأساسي كتجربة أولية. وأوضحت الدكتورة نسرين حلمى المدرس بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان أن استخدام الموسيقى فى العملية التعليمية سيحقق استجابة عالية لدى الطلاب لاستيعاب مضمون المادة الدراسية، كما أنه سيخلق حالة من البهجة والمرح داخل الحصة المدرسية، ويساعد على الحد من انطواء وخجل بعض الطلاب من خلال العمل الجماعي، ويزيد من فعالية التلاميذ فى العملية التعليمية والمشاركة الفعالة بها، كذلك يعمل على الحد من التسرب المدرسي. من جانبه يؤكد كمال مغيث أن الدكتور محمود أبو النصر مغرم بالتصريحات "اللطيفة" دون أن يكون علي دراية بالواقع.. مشيرا إلي أن التعليم أصبح يعانى من مشكلات حقيقية أهم من الموسيقي والغناء مثل تدهور الإنسانية بالمدارس إلي جانب وصول الطلاب إلي الصف الثالث الإعدادي دون إتقان القراءة والكتابة . وأوضح مغيث أن المناهج التعليمية متخلفة وكذلك الامتحانات, مؤكدا أن المدارس المصرية ليست معدة لتقديم تعليم حقيقي. وأضاف أنه كان يتوجب علي الدكتور محمود أبو النصر أن يهتم بهذه المشكلات بدلا من إصدار التصريحات دون محتوى أو دراسة حقيقية.. متسائلا.. هل يوجد كوادر بالوزارة من معلمي الموسيقي أو آلات موسيقية لتطبيق هذا القرار؟!. وأوضح مغيث أنه لا يعترض على إدخال أنشطة الموسيقى والغناء في المدارس لأنها تزيد جاذبية اليوم الدراسي , ولكن كيف يتم إدخالها فى المناهج المواد العلمية؟! . وتساءل مغيث.. ماذا سيكون رد فعل وزارة التعليم إذا تم استخدام القرار بشكل خاطيء أدى إلي تشغيل أغانى هابطة بالمدارس لا تتناسب مع القيم الأخلاقية فى المجتمع؟. ويؤكد الدكتور طلعت عبد الحميد أستاذ التربية بجامعة عين شمس أن إدخال الموسيقي في تدريس المناهج الدراسية يعطى توازنا للجانب الوجدانى مع الجانب العقلي للمتعلم للقضاء علي مشكلات الكآبة والإحباط التى يعانى منها بعض الطلاب. وأوضح عبد الحميد أن تعليم المفاهيم والمعلومات يمكن أن يتم بأكثر من وسيلة إما باللعب أو الموسيقي أو من خلال سرد المعلومات بشكل مباشر ,مشيرا إلي أن الدول المقدمة أدخلت طرقا للعلاج بالموسيقي ونحن مازلنا ندرس إدخال الموسيقي في التدريس . وأشار إلي أن التعليم الحقيقي يصحبه بهجة وليس ضربا وتخويفا ,مؤكدا أن المعلم يستطيع إعطاء المعلومات للطلاب بالمرح والشعور بالبهجة والمحبة والموسيقي تساعد علي ذلك. وأوضح أن الفيلسوف ديكارت قال إن العقل الإنسانى أعدل الأشياء قسمة بين البشر ,موضحا أن ذلك يعنى أنه إذا تم توفير بيئة مناسبة وآليات تعلم صحيح سنرتقي بالمستوي العلمى والمعرفي للطلاب . وشدد عبد الحميد على ضرورة تدريب المعلمين علي إستخدام الموسيقي بالعملية التعليمية مع الأخذ في الإعتبار البعد عن التجاوزات التى من الممكن أن تصاحب ذلك . ويوضح الدكتور محمد فتح الله عضو مجلس إدارة نقابة المهن التعليمية أن الناحية العلمية تفترض أن تكون الإستراتيجية المستخدمة فى العملية التعليمية تكسب المتعلمين المهارات المطلوبة دون أن تخل بثوابت المجتمع ومن ثم لا يجوز مثلا تعليم الأطفال باستخدام الرقص حتى إذا كان ذلك سيحقق المفاهيم المطلوبة لأنه سيؤثر علي الثوابت المجتمعية. وأكد أنه لا مانع من استخدام الموسيقي والغناء في تدريس المناهج إذا كان سيتم إدخال مقاطع موسيقية بأسلوب راق يحاكى الوجدان الطلابي.. موضحا أن هذا الأمر متروك للمعلم إذا كان يرغب في إضافة جزئية معينة سواء كانت غنائية أو تمثيل مسرحى طالما سيؤدى ذلك لزيادة استيعاب الطلاب . وأشار إلي أن الموسيقي والغناء سيساعدان الطلاب علي الحفظ أما فيما يتعلق بالجزئيات التى تتعلق بالفهم فلابد من إبتكار أساليب جديدة لها . وأضاف أن الموسيقي سيتم استخدامها في اللغات أو المواد الأدبية فقط أم المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء فكيف سيتم ذلك؟ . وتابع.. من الممكن أن يكون قرار الوزير بادخال الموسيقى فى العملية التعليمية مجرد توصية لأنه لا يصح لوزير أن يفرض قرارا مثل هذا بدون الرجوع لطبيعة المرحلة التى يطبق عليها القرار فضلا عن أن تنفيذه يتطلب العديد من الضوابط . وأشار إلي أن استخدام بعض معلمي الدروس الخصوصية للأغانى الهابطة في تعليم الطلاب يعد أسلوبا رخيصا لا يرقي إلى مستوى رجل التربية والتعليم.