الصحف الأمريكية: مبررات الرئيس الأمريكى حول إيرانوسوريا لم تقنع الملك.. والزيارة تستهدف الإدارة القادمة بعد تأجيل أكثر من ثلاثة أشهر، شهدت تحولات سياسية كبيرة بين البلدين، التقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما العاهل السعودى الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» فى قمة سياسية واقتصادية وعسكرية واستراتيجية فى البيت الأبيض. ويحتاج الرئيس أوباما تلك الزيارة بشدة، لمواجهة الانتقادات الهائلة التى تلقاها مؤخرا من أحزاب وتيارات سياسية أمريكية بسبب إصراره على التقارب الشديد مع إيران، والمضى قدما فى الاتفاق النووى معها بتنازلات أمريكية كبيرة، فى الوقت الذى يبتعد فيه عن الحلفاء التقليديين لواشنطن الذين اعتمدت عليهم على مدار عقود. ووفقا لصحيفة «يو إس آى تودا»، فإن حقيبة أوباما متخمة بالملفات التى ناقشها مع العاهل السعودي، لكن الوقت الأكبر استغرقه فى شرح وتبرير سياسته بالمنطقة، وما يقوم به وما اتخذه من قرارات أزعجت بلا شك السعودية وغيرها من الدول العربية، سواء فيما يتعلق بالملف السورى أو اليمن، أو إطلاق يد إيران بالمنطقة، والموقف من مصر، وغيرها من القضايا التى أثارت تساؤلات فى أمريكا والدول العربية على حد سواء. وعلى الرغم من أن مبررات أوباما لن تكون مقنعة للطرف السعودى على نحو كبير، إلا أن تغليب المصلحة العليا للمملكة سيجعل الملك يتغاضى عن جميع أخطاء أوباما السابقة، خاصة أن السعودية تدرك أن أوباما لم يعد مؤهلا لاتخذا قرارات هامة. بطة عرجاء ووفقا لتحليل روسى للزيارة نشرته وكالة «سبوتنيك»، فإن أوباما أصبح بمثابة «البطة العرجاء»، فالبلاد تستعد لانتخابات رئاسية العام المقبل، سيبدأ السباق الرسمى لها فبراير 2016، ويترقب الجميع الإدارة التى ستكون صاحبة القرار الفعلى لأربع سنوات قادمة، ومنذ بدء السباق يصبح الرئيس الأمريكى غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، ويتوقف النشاط فى جميع المؤسسات لحين انتخاب رئيس. لكن مع هذا، فإن السعودية ستستمع جيدا إلى أوباما وستمارس الضغوط بطريقتها الخاصة على مراكز هامة أخرى فى صنع القرار مثل الكونجرس والبنتاجون ووكالات الاستخبارات، لفهم حقيقة تقييمها للموقف فى إيران، والخطوات التى تنوى واشنطن اتخاذها مستقبلا مع طهران بعد توقيع الاتفاق النووي، بالإضافة إلى الضمانات وما يمكن أن تقدمه للرياض وبقية دول الخليج، مقابل ما قدمته من تنازلات للإيرانيين. وكان «جوش أرنست»، المتحدث باسم البيت الأبيض، قد أكد فى بيان صحفى أن الملك سلمان وأوباما سيناقشان الخطوات التى يجب اتخاذها لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار فى المنطقة، بالإضافة إلى طرق تعزيز العلاقات الثنائية والجهود الأمنية المشتركة لمحاربة الإرهاب. واعتبرت إشارة المتحدث إلى أنشطة إيران خارج أراضيها تأكيدا غير مباشر على أن النقاش سيشمل بالضرورة ما يجرى فى سوريا واليمن. من جانبها، قالت السعودية: «إن القمة سيتم فيها بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس الأمريكي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها فى المجالات كافة». مشاورات جادة داخل البيت الأبيض ومن جانبها، اهتمت صحيفة «شيكاجو تريبيون» بالاستعدادات الخاصة التى أعدها أوباما لهذه الزيارة، والبداية كانت عندما قطع إجازته الصيفية فى ولاية ألاسكا، وعاد قبل الزيارة بأيام ليبدأ مع مجموعة عمل خاصة، للاستعداد لما سيناقشه خلال لقائه مع الملك. وعقد أوباما جلسات عمل مطولة مع مسئولين من مختلف الأجهزة والمؤسسات السياسية والأمنية فى الولاياتالمتحدة لبحث ما سيجري خلال الأيام القليلة التى سيقضيها الملك فى الولاياتالمتحدة، خاصة أن جدوله مليء باللقاءات، ولن تقتصر على اللقاءات الرسمية فقط، بل هناك جلسات عمل بين الوفد المرافق ومسئولين من مختلف المؤسسات ودوائر صنع القرار. وقالت مصادر سعودية: «إن الملك سلمان سيعود من واشنطن إلى المغرب، لإكمال إجازته الصيفية»، فيما تكهنت مصادر أخرى بأنه سيتوجه إلى نيويورك ليقضى فيها عدة أيام. محاربة الإرهاب وصفقات الأسلحة الروسية وكشفت مصادر روسية أن التعاون العسكرى وصفقات الأسلحة الروسية للدول العربية والسعودية ستكون أيضا ملفا هاما على طاولة الحوار السعودى الأمريكي. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مسئولين روس أن الولاياتالمتحدة ستعرض على السعودية عروضا عسكرية أمنية فى مجال التسليح ومحاربة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي، وتأمين الإنترنت، وذلك للحد من التقارب السعودى الروسى خاصة، والتقارب العربى الروسى عامة. ومن المتوقع أن يزور العاهل السعودى روسيا، ويلتقى الرئيس فلاديمير بوتين قبل نهاية العام الحالي، وهو الأمر الذى يقلق الأمريكيين إلى حد بعيد. سوق الطاقة وتتطرق الزيارة إلى الحديث عن أسواق الطاقة العالمية التى تعد السعودية المسيطر الرئيسى عليها، وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إنتاج السعودية من النفط لن ينال نصيبا ضخما من النقاش، ونقلت عن محللين تأكيدهم أن السعودية ستظل لاعبا رئيسيا فى أسواق الطاقة ومسيطرا على النفط، برغم مضاعفة الولاياتالمتحدة إنتاجها على مدى السنوات الست الماضية. ولن يكون التشاور حول القضايا مجرد مباحثات عادية، بل أمرا معمقا وتحليليا لما يترتب فى المستقبل، خاصة يعد تأمين أوباما ما يكفيه من الدعم داخل الكونجرس لضمان تمرير الاتفاق النووى مع إيران، وسعيه فى الوقت لطمأنة حلفائه فى الخليج. فندق كامل قالت مجلة «بوليتكو» فى تقرير أعدته كيت بينت: «إن فندق «فور سيزونز» فى جورج تاون قام بعملية إصلاحات وتجديد لأجنحته، توقعا لإقامة العاهل السعودى الملك سلمان والوفد المرافق له، ولفتت الكاتبة إلى أن إدارة الفندق قامت بإعادة تصميمه، وفرشت السجاد الأحمر ليتوافق مع ذوق العائلة المالكة». ونقلت المجلة عن شهود عيان رؤيتهم صناديق فيها أثاث مذهب وأدوات أخرى مطلوبة، تم نقلها على مدار أيام، تحضيرا للزيارة الملكية الأولى التى يقوم بها الملك سلمان إلى واشنطن منذ توليه العرش بداية هذا العام. وبينت المجلة أن إدارة الفندق قامت بتشديد الحراسات، حيث احتل ضيوف الملك 222 غرفة فى الفندق لعدة أيام، ونقل التقرير عن أحد المطلعين قوله: «إنه تم حجز الفندق بكامله من أجل استيعاب الوفد، ومن لم يتم حجز غرفة له تم نقله إلى فنادق فخمة فى المدينة»، وفى مكالمة مع الفندق للحجز أكد مسئول الاستعلامات أن غرفه كلها محجوزة على مدار ثلاثة أيام من الخميس إلى السبت.