يستعد البريطانيون الأسبوع المقبل؛ للاحتفال بتحطيم الملكة إليزابيث الرقم القياسي المسجل لجدتها الملكة فيكتوريا كأكثر ملوك وملكات بريطانيا جلوسا على العرش عبر التاريخ ب‘63 عاما و217 يوما. ومنذ تشكيل المملكة المتحدة بين انجلترا واسكتلندا في عام 1707، جلس على عرش البلاد 12 ملكا وملكة، بينهم تسعة رجال، وثلاث سيدات. وطبقا لحسابات قصر باكنجهام، فان الملكة فيكتوريا جلست على العرش لمدة 23226 يوما و16 ساعة و23 دقيقة، وهو الرقم الذي ستحطمه الملكة إليزابيث يوم الأربعاء القادم. وصعدت الملكة فيكتوريا على العرش يوم 20 يونيو عام 1837. وقالت إنها أصبحت رمزا لامبراطورية واسعة وحكم امتد وسط تغييرات صناعية وثقافية وعلمية كبيرة في المجتمع البريطاني، قبل أن تتوفي في 22 يناير عام 1901. وتوجت الملكة إليزابيث أو "إليزابيث أليكسندرا ماري"، التي ولدت في 21 إبريل عام 1926، بعد تحولات في عائلتها بعد تخلى عمها إدوارد الثامن عن العرش بسبب حبه للمطلقة الأمريكية واليس سيمسون الأمر الذي أدى إلى تتويج والدها جورج السادس عندما كانت في العاشرة من عمرها. وجلست إليزابيث على العرش وهي في ال25 يوم السادس من فبراير 1952 بعد وفاة والدها. وفي ذلك الوقت كانت في جولة لكينيا مع زوجها الأمير فيليب. وأصبحت إليزابيث الحاكم الأربعين لبريطانيا في المؤسسة الملكية التي تعود إلى وليام الفاتح الذي تولى العرش عام 1066 بعد انتصاره في معركة هاستينجز. وفي مايو عام 2011 أصبحت إليزابيث ثاني أكثر ملكة جلوسا على العرش في تاريخ بريطانيا، عندما تخطت الملك جورج الثالث، الذي استمر ملكا لنحو 59 عاما. وفي ديسمبر عام 2007، أصبحت أطول ملكات وملوك بريطانيا عمرا، متجاوزة الملكة فيكتوريا التي توفت وهي في الحادية والثمانين من عمرها. ووفقا لموسوعة جينيس العالمية، فان إليزابيث تحمل الرقم القياسي العالمي لمعظم العملات التي تحمل صورة نفس الشخصية. وخلال فترة حكمها شهدت إليزابيث، 12 رئيسا للوزراء، بداية من رئيس وزراء الحرب ونستون تشرشل، مرورا بأنطوني إيدن، وإدوارد هيث، ومارجريت ثاتشر وتوني بلير، وصولا الى ديفيد كاميرون. كما أنها ودعت الإمبراطورية البريطانية التي كونها أسلافها وامتدت حدودها من كينيا إلى هونج كونج. ورغم أنها أقدم ملوك العالم الأحياء فإن اليزابيث هي ثاني أطول الملوك جلوسا على العرش في العالم في الوقت الحالي بعد الملك "بوميبول أدولياديج" ملك تايلاند الذي يسبقها في العمر بستة أعوام تقريبا، والذي جلس على العرش عام 1946، ولا يظهر للعامة الى نادرا. وشهدت الملكة تطورات وأحداث كثيرة خلال جلوسها على العرش، ومنها أزمة عائلية كبيرة مع طلاق ثلاثة من أولادها الأربعة، اضافة الى وفاة الأميرة ديانا، وازدياد الغموض حول ردة فعلها نحو هذه الوفاة، بالنظر الى أنه كان من المعروف انها لا تميل لها. كما شهدت الملكة تطورات تكنولوجية كبيرة، حيث أصبحت أول ملكة بريطانية ترسل رسالة بالبريد الالكتروني، وتضع رسالة على سطح القمر، اضافة الى تنظيم حفلة موسيقية في باحة حديقتها الخلفية. ومع استمرارها لهذه الفترة الطويلة، باتت العائلة المالكة تضم الآن اربعة أجيال وهو أمر غير مسبوق منذ عهد الملكة فيكتوريا، حيث تضم ابنها ولي العهد الأمير تشارلز، وابنيه الأمير وليام (دوق كمبريدج) والأمير هاري، اضافة الى الوافدين الجديدين الأمير جورج والأميرة شارلوت ابنة الأمير وليام وزوجته كيت. وطبقا لترتيب ولاية العرش في بريطانيا، يأتي الأمير وليام ابن أمير ويلز في المركز الثاني قبل ابنه الأمير جورج، ثم الأميرة شارلوت، ثم يأتي شقيقه الأمير هاري في المركز الخامس.