لا أؤيد المصالحة الوطنية من يهاجم السنة عملاء ومأجورون القتل والتفجيرات نتيجة الفهم الخاطئ من جانب الجماعات الإرهابية تتهم هيئة كبار العلماء دائما بالخضوع والالتزام بتعليمات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خاصة فيما يتعلق بالإعلام، والتكتم على أى قضية أو أزمة يمر بها الأزهر. الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، خرج عن صمته وكان أول من بادر بحوار مع «البوابة». ■ هناك من يقول إن الأزهر «مسيّس» من قبل السلطة.. ما ردك؟ - هذا الكلام كذب وافتراء وليس صحيحا، فالأزهر يؤدى دوره على أكمل وجه، ولا يمكن لأحد أن يعلق على ذلك، وليس مطلوبا من الأزهر أن يقدم كشف حساب لأحد، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة لا يتدخلان إطلاقا فى علوم الأزهر وسياسته وبياناته، فالمؤسسة تتمتع بكامل حريتها وتقول كلمة الحق لوجه الله فقط، كما أن رأى الأزهر من داخله ولا يسمع لأحد، وكل ما يثار حول هذه النقطة هو من باب الافتراء والتقول على الأزهر. ■ هل توجد قيادات أزهرية تابعة للجماعات الإسلامية؟ - الوسطية منهج الأزهر، ومن الطبيعى أن يضم الأزهر كل أطياف الشعب، ومصر بها كل الأطياف، لكن لن نأتى بكل فرد ونفتش فى نواياه، فمن يخالف اللوائح يحاسب وفقا للقانون. ■ لكن الجماعات الإسلامية تتهمه بالتخاذل عن نصرة الحق؟ - كلام غير صحيح، لأن هذه جماعات تتبنى منهجا متشددا، وتسعى لنشر أفكار شاذة بين الناس لا علاقة لها بالإسلام. ■ وكيف ترى دور وزير الأوقاف فى مواجهة الجماعات المتطرفة؟ - دوره عظيم وموفق، ويسير فى الاتجاه الصحيح، ويمنع الجماعات الإسلامية المتطرفة من السيطرة على مساجد الوزارة، وفى الحقيقة كل مؤسسة فى الأزهر تؤدى دورها على أكمل وجه، والكل يعمل وفقا لرؤيته، وعلينا أن ننتظر النتيجة قريبا. ■ وماذا عن دور الإفتاء فى مواجهة فيضان الفتاوى الشاذة؟ - تسير على الطريق المستقيم وتعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة فى العالم كله، وصوتها يصل للجميع، وهى بذلك تدعم الفكر الوسطى عالميا. ■ ما حقيقة الخلاف بين المؤسسات الدينية وبعضها، خصوصا الأزهر والأوقاف؟ - لم أر خلافا نهائيا بين الطرفين، بل هناك تعاون وتنسيق بين جميع المؤسسات الدينية، وهى تسير على قدم وساق، ولم أسمع عن أى خلاف بينهما. ■ يقال إن آراء بعض الفقهاء هى سبب المصائب التى تمر بها الأمة؟ - لا أبدا، آراء الفقهاء فى الفقه الإسلامى تفيد السلام والأمان والاستقرار والاطمئنان، وما يحدث هو نتيجة الفهم الخاطئ من جانب قيادات جماعات إرهابية متطرفة، لفقوا هذا الفهم بعلماء الإسلام وفقهاء الأمة، وما يوجد فى كتب الفقه يدعو إلى السلم كافة، وحرمة التطرف. ■ هل تؤيد من ينادى بالمصالحة الوطنية؟ - أؤيد من يوقف الظالم عند حده، ويرد القتلة عن قتلهم، ويقصى الإرهابى عن إرهابه. ■ هناك من يقول إن الأزهر يتستر على بعض الإرهابيين بين أروقته؟ - أقول لهم، أنتم بلا عقل. ■ وماذا عن اتهام التراث الإسلامى بأنه غير صالح للحياة المدنية الحديثة؟ - هؤلاء كذبة وجهلة بنصوص التشريع، ولا يفقهون شيئا عن الدين الإسلامي، ولا يؤخذ برأيهم، والإسلام يصلح لكل الأزمنة إلى أن تقوم الساعة، وكل من يهاجم السنة لا يستحقون الرد عليهم، لأنهم عملاء مأجورون ولا يمتون للإسلام بصلة، وليسوا صادقين، ولا يوجد فى البخارى حديث ضعيف واحد، وكذلك صحيح مسلم كل ما فيه صحيح، والكتابان تلقتهما الأمة بالقبول وكل ما فيهما صحيح. ■ كيف يمكن تجديد الخطاب الدينى؟ - بتجديد الأسلوب، بحيث يكون أسلوب تقديم المحتوى الدينى مناسبا للواقع المعيشى للناس، لأن البلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فلكى يطابق الكلام مقتضى الحال يجب تجديد الخطاب الديني، ليتماشى مع الظروف والمناسبات والمستجدات التى تقابل الناس عبر الزمان، وليس تجديد أصول الإسلام، والأزهر هو المنوط بتنفيذ هذه الرؤية، وقادرون على هداية الجماعات المتطرفة بإذن الله وعونه. ■ ما سبب انتشار الإرهاب والعنف فى الفترة الأخيرة؟ - الجهل بأحكام الإسلام، فمن يعرف أحكام الإسلام يعرف جيدا أنه دين اليسر والرحمة والمودة وليس العنف وكره الغير، وأن رسوله أرسل رحمة للعالمين، فالذى يتشدد أو يكون عنيفا أو يمارس ظاهرة العنف والإرهاب مخطئ ولا يفهم شيئاً من تعاليم ومقاصد الدين. ■ ما رأيك فى الفتاوى التى تبيح حمل السلاح ضد الدولة؟ - هذه فتاوى فاسدة، ولا يصح ولا يجوز بأى حال رفع السلاح فى وجه الدولة أو المجتمع، لأن الرسول الكريم يقول: «من حمل علينا السلاح فليس منا». ■ كيف تقيم مجهودات ودور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؟ ■ يقولون إن ابن تيمية له آراء ومؤلفات تدعو إلى العنف والتطرف والإرهاب؟ ■ هل معنى كلامك أن كل أهل الكتاب كفار؟ ■ السلفيون لا يوافقون على عقيدة الأزهر ويريدون تغييرها.. ما ردك؟ لا آراء له فى ذلك، ولم يأمر بالعنف وحمل السلاح، وإن وجدت فهى لحمل السلاح على أعداء الإسلام، وليس على المسلمين بينهم وبين بعضهم البعض، ومن يهاجم السنة عملاء ومأجورون. أهل الكتاب الذين يؤمنون بأن الله ثالث ثلاثة كفار، أما من لا يعتقدون بأن الله ثالث ثلاثة ليسوا بكفار دون الإشارة إلى أسماء أو مسميات. كلام هذه الجماعة غير صحيح، وأقول لهم: «مافيش حد يقدر يغير حاجة»، لأن العقيدة والعبادة والأخلاق أمور تتعلق بكتاب الله وسنة رسوله، فما جاء فى القرآن أو السنة يجب أن يُتبع. يقوم بدوه على أكمل وجه، ويتميز بتحقيق مبدأ الشورى، وأخذ آراء زملائه من العلماء فى هيئة كبار العلماء وليس عندى ملاحظات ضده.