يعتبر الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى أسسه الدكتور محمد أبو الغار، عقب قيام ثورة 25 يناير، أحد أكثر الأحزاب التى تعرضت للعديد من حركات التمرد الداخلية والتى كادت أن تؤدى به إلى طى النسيان من الحياة السياسية، وذلك على الرغم من التمويلات الضخمة التى تلقاها الحزب إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى حسب قول رئيس الحزب، ولكن سرعان ما يتدارك القائمون على الحزب الأزمة لحصد أى مكاسب سياسية قد تلوح فى الأفق. أبرز هذه الأزمات التى تعرض لها الحزب كانت أثناء تقديم عدد من قيادات الحزب المؤسسة استقالات جماعية عقب ثورة 30 يونيو ليثيروا حالة من الجدل الواسع على الساحة السياسية، واتجاههم إلى الاندماج مع حزب «المصريين الأحرار»، وتعود أسباب الخلافات بين قيادات الحزب إلى عدم تحديد مواقف حاسمة للحزب تجاه الأحداث التى كانت تشهدها الساحة السياسية آنذاك، مثل تأييد مرشح بعينه فى الانتخابات الرئاسية علاوة على عدم وجود توافق فى خط الأيدولوجيا والفكر داخل الحزب وموقف بعض الأعضاء من ثورة 30 يونيو. وشملت قائمة المستقيلين الدكتور عماد جاد، والدكتور أيمن أبوالعلا البرلمانيين السابقين، ومحمد كمال أمين المعلمين، ومرقص ساويرس أمين القاهرة، وعادل أديب، وعلاء عجور، وغيرهم من قيادات الهيئة العليا وهم شريف إسكندر نائب رئيس الحزب وعدلى توما، عضو المكتب التنفيذى. وحسب تصريحات الدكتور عماد جاد، عضو الهيئة العليا لحزب «المصريين الأحرار» حاليًا، أن هناك أكثر من 2000 عضو بالمصرى الديمقراطى قد أعلنوا انسحابهم، إضافة إلى انسحاب 40 عضوا بالهيئة العليا، فضلًا عن انسحاب 15 أمانة من الحزب بعدة محافظات. وتعرض حزب «المصرى الديمقراطي»، لحركة تمرد داخلية جديدة من شباب الحزب حينما أعلن مجموعة من شباب الحزب، بالتعاون مع شباب حزب الدستور عن تأسيس حركة شبابية تحت مسمى «حشد» لخوض الانتخابات البرلمانية، متحدين بذلك قانون الانتخابات البرلمانية والذى نص على وجود نسبة ضئيلة للشباب فى مقاعد البرلمان المقبل، والتى تتمثل فى 16 مقعدا من أصل 120 مقعدا على نظام القائمة، بالإضافة إلى تجاهل قيادات الأحزاب للدفع بمرشحين من شباب الحزب، إلى أن جاء قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية لتنطفئ نيران الأزمة قبل أن تعصف بالحزب الذى يعانى من أزمات مادية شديدة. واستمرارًا للأزمات التى يمر بها حزب «المصرى الديمقراطي» مؤخرًا، فجر الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب، مفاجأة كبيرة بعد أن قرر عدم خوض انتخابات رئاسة الحزب المقبلة والمقرر إجراؤها بمنتصف شهر سبتمبر المقبل والاكتفاء بالعمل الطبى والأكاديمي، الأمر الذى أشعل الخلافات مجددًا داخل الحزب بسبب تزكية بعض القيادات للدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء السابق وعضو الهيئة العليا للحزب، ما أثار استياء شباب الحزب لعدم اعتمادهم على الكوادر الشابة وتفعيل الآليات الديمقراطية لانتخاب رئيس الحزب. وفى هذا الشأن يقول أحمد فوزى، الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطي، إن الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب الحالي، لن يترشح لرئاسة الحزب خلال الانتخابات الداخلية المزمع عقدها منتصف سبتمبر المقبل، مشيرًا إلى أن الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الحزب الحالي، سيترشح لانتخابات رئاسة الحزب وسيكون الأقرب لخلافة الدكتور أبوالغار، إلا أن «أبوالغار» سيبقى داعمًا للحزب وسيكون موجودا فى مجلس الأمناء وبالهيئة الاستشارية. فيما أفادت مصادر، أن عددًا من شباب الحزب يطالبون أحمد فوزى الأمين العام لحزب «المصرى الديمقراطي» بالترشح أمام الدكتور زياد بهاء الدين فى انتخابات رئاسة الحزب ودعمه فى الانتخابات وهو الأمر الذى يظل محل دراسة من قبل أحمد فوزى أو ترشح أحد الكوادر الشابة لمواجهة سيطرة العقول القديمة على حد وصفهم على الحزب. وأضافت المصادر، أن شباب الحزب يدعمون فوزى بعد التصريحات النارية الأخيرة التى أطلقها ضد رؤساء الأحزاب المدعومين من الدولة والتى وصفوها بالجريئة، والمعبرة عن الوضع السياسى الحالي، بالإضافة إلى أنهم بدأوا فى تشكيل جبهة لمواجهة ما وصفوه ب«عواجيز» الحزب.