انقسام في جماعة الإخوان المسلمين بين ما يطلقون عليه "السلمية" وبين إعلان العنف والعمل المسلح، ظهر هذا الانقسام فيما يخرج عن الجماعة من بيانات وتصريحات خاصة لقياداتها، فقد تسبب إبراهيم منير- نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأمين عام التنظيم الدولي- في حالة كبيرة من الغضب لدى شباب الجماعة بعد لقاء تليفزيوني معه أثناء مشاركته في أحد فعاليات الجماعة في لندن لإحياء ذكرى فض اعتصام رابعة أول أمس، وذلك بعد أن جدد "منير" تمسك الإخوان بسلميتهم في تظاهراته داخل وخارج مصر، مؤكدا فصل الجماعة لأي عضو ينتهج غير هذا النهج الذي رسمته. وأشعلت تلك التصريحات غضب شباب الجماعة، وانقسموا فيما بينهم ما بين مؤيد لكلام إبراهيم منير، ويؤكد أن هذا من أجل مصلحة الإخوان في مصر حتى لا يتعرضوا لأي مخاطر أمنية في حال ظهور الجماعة بمظهر إرهابي، بجانب فقدان الجماعة نفسها للدعم الدولي، في حين رأى البعض الآخر وعلى رأسهم عمرو فراج مؤسس شبكة "رصد" ضرورة إعلان التصعيد ضد الوطن في سبيل العودة إلى سدة الحكم. وعلى الجانب الآخر وفي ضوء سعي الجماعة إلى العنف والعمل المسلح، أصدر مكتب يتبع الإخوان يعرف باسم " الهيئة الشرعية العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر" كتابا جديدا باسم " فقه المقاومة الشعبية"، ويشرعن هذا الكتاب إلى العنف والعمل المسلح بشكل كبير، وأجازت فيه الجماعة حرق كل من يؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليس هذا وحسب، بل شرعن الكتاب لفكرة العمل المسلح ليس فقط ضد الدولة ومنشآتها بل ضد كل من يؤيد الدولة أيضا معتبرا هذا الإرهاب مقاومة شرعية. واستعرض الكتاب كلمة مرشد الإخوان محمد بديع الشهيرة الخاصة ب "سلميتنا أقوى من الرصاص"، مؤكدا أنها انتهت تماما، وتنازل عنها المرشد بعد فض اعتصام الإخوان في رابعة والنهضة، وبعد القبض على الآلاف من أعضاء الجماعة. لم تعترف الإخوان بهذا الكتاب بعد، وهناك تكتم كبير بشأنه، وبشأن مؤلفه الذي اتخد اسما وهميا وهو "أبو العز ضياء الدين أسد"، ومنقح الكتاب الذي يعرف باسم "بابا محمود".