تضاربت تصريحات كبار مسئولي حكومة إيطاليا تجاه أزمة ليبيا التي تعد البوابة الرئيسية لتصدير المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا. فبينما أكد وزير الخارجية الإيطالي بأولو جينتيلوني، في تصريحات صحفية اليوم الاثنين، أن سيناريو إرسال قوات أجنبية لفرض السلام في ليبيا غير مطروح، ألمحت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتّي، في تصريحات لصحيفة محلية نقلتها وكالة أنباء اكي الإيطالية في نفس اليوم، إلى إمكانية تدخل أممي في ليبيا على غرار قوة يونيفيل في لبنان بموافقة الليبيين وبعد تشكيل حكومتهم للوحدة الوطنية. ودعت بينوتّي، في ظل استمرار توافد المهاجرين إلى أوربا بأرقام قياسية، إلى تركيز الجهود على ليبيا كونها أساسية من ناحية وقف انطلاق المهاجرين، ومن منطلق التصدي لتنظيم داعش ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى. وقالت الوزيرة الإيطالية "نحن مجبرون على البدء من ليبيا، فبعد مرور أكثر من عام من المحاولات لتوحيد الليبيين عبر مفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة، وصل الآن المبعوث الأممي برناردينو ليون إلى آخر ميل من سباق ماراثون ضخم وحاسم لتحقيق التوازن، وذلك في إشارة إلى قرب انطلاق آخر جولة من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا. وتوقعت التوصل إلى اتفاق سياسي ليبي شامل في غضون أسبوع من الزمن، مضيفة "بعدئذ، بوسع الأممالمتحدة، باتفاق مع سلطات ليبيا، تقييم إنشاء إطار أمني لا علاقة له البتة بما جرى في عام 2011"، في إشارة إلى تدخل حلف شمال الأطلسي للقضاء حينها على نظام القذافي. وشددت بينوتي على "الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية بين روما وطرابلس، مضيفة "من الطبيعي، وبموافقة كل الدول، التفكير في أن تكون إيطاليا في مواقع القيادة لجهود الأممالمتحدة المقبلة في الشأن الليبي". وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يقول فيه جينتيلوني إن السلام والاستقرار في ليبيا لا يمكن فرضهما بقوة السلاح من قبل جيش أجنبي، مشيرا إلى النتائج التي وصفها ب"الكارثية" الناجمة عن التدخل الأجنبي في ليبيا عام 2011. وأضاف "نحن نعمل من أجل التوصل لاتفاق بين جميع الليبيين، لأن الحديث عن أعمال عسكرية لاحتواء تنظيم داعش لن يكون سوى علاج في حال فشل المفاوضات". ولفت إلى أن المرحلة النهائية من المفاوضات بين الأطراف الليبية ستبدأ نهاية الأسبوع الجاري، وعندما يتم إبرام اتفاق بين كل القوى، فسيصبح من الضروري أن يلقى المتابعة والرعاية والحماية من قبل ائتلاف يمكن لإيطاليا أن تلعب فيه دور المرجعية الرئيسية (حسب قوله). يذكر أن الطرق البحرية من ليبيا إلى إيطاليا من أكثر الطرق ازدحاما بالنسبة إلى المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوربا هربا من الحروب والفقر وبحثا عن مستوى حياة أفضل. وأثار تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى المرافئ الإيطالية انتقادات حادة لرئيس حكومة يسار الوسط بايطاليا ماتيو رينزي بسبب سياسته حيال أزمة المهاجرين غير الشرعيين. وتقول الأممالمتحدة إن ما يقرب من 265 ألف مهاجر عبروا البحر الأبيض المتوسط في هذه السنة، إذ وصل نحو 104 آلاف منهم إلى إيطاليا، في حين انتقل نحو 160 ألف شخص إلى اليونان.