منذ التجسّد إلى انتقالها المجيد بالنفس والجسد إلى السماء، لم تكن بحاجة إلى سلطة دينية لتقرّر طوباويتها وقداستها. ففى تسبحة مريم: عظّمت نفسها الرب وابتهجت روحها بالله مخلّصها، وطوبّت نفسها بقولها: «فهو ذا منذ الان جميع الأجيال تطوبنى. «(إنجيل لوقا 1: 46 - 48). ولأنها دائمة البتولية وعاشت حياة الطهارة والقداسة. وكانت فى فكر الله منذ الأزل وممتلئة نعمة ومعصومة من الخطيئة الأصلية لكونها حواء الثانية وحبلت بالمسيح مخلصا للعالم. فعاشت طوال حياتها فتاة جميلة ولقّبت بأوصاف كثيرة: حبيبة، عجيبة، أم الخالق، أم المخلص، حكيمة، بتولا مكرّمة، بتولا ممدوحة، بتولا قادرة، بتولا حنونة، بتولا أمينة، مرأة العدل، كرسى الحكمة، سبب سرورنا، إناءً روحيا، إناءً مكّرما، وردة سرية، أرزة لبنان، برج داود، برج العاج، بيت الذهب، عذراء العذارى، أم سيدنا يسوع المسيح، أم النعمة الالهية، أما طاهرة، أما عفيفة، أما غير مدنسة، أما بغير عيب، تابوت العهد، باب السماء، نجمة الصبح، شفاء المرضى، ملجأ الخطأة، معزية الحزانى، معونة النصارى، سلطانة الملائكة، سلطانة الآباء، سلطانة الأنبياء، سلطانة الرسل، سلطانة الشهداء، سلطانة المعترفين، سلطانة العذارى، سلطانة جميع القديسين ، سلطانة الوردية المقدسة، سلطانة السماء والأرض، سلطانة السلام، سلطانة حبل بها بلا دنس (كما فى اعتقادنا) شفيعة المسافرين. فهى قديسة، واستحقت أن تصعدها الملائكة بالنفس والجسد إلى السماء. ويكون قبرها فارغا لا توجد به سوى الأكفان، لتنعم بالفردوس السماوى وملكوت الله. وما زالت شفيعة لنا. وتتجلى بظهوراتها المجيدة وتترك للعالم رسائل وتصنع معجزات. لأن القدير صنع بها عظائم واسمه قدّوس. بل وكرّست حياتها للخدمة. إنه بإلهام الروح القدس والحس المريمى. يقتضى أن نعيش طوباويتها ونمضى فى طريق القداسة بإيماننا المسيحى وأعمالنا الصالحة للارتقاء بالرسالة المريمية، لكى تثمر فينا طهارة وبرّا وقداسة لدعوات كهنوتية ورهبانية على صورة ومثل يسوع المسيح ومريم. إننا نكرمها على نساء العالمين ونقتدى بها فى عبادتها الجليلة. لكونها نموذجا فريدا فى عائلة الناصرة، العائلة المقدسة.