سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حر وخراب ديار".. خبراء: ارتفاع درجات الحرارة يهدد الحياة الزوجية.. فايد: "سوء المزاج يخلي يمين الطلاق يطلع في لحظة".. عارف: الروابط الأسرية أقوى.. العيسوي: الكورتيزون السبب
اجتاحت البلاد هذه الأيام موجة حارة اثرت بشكل كبير على العديد من مناحي الحياة في المحروسة، وأسفر الارتفاع الهائل في درجات الحرارة إلى وفاة أكثر من 70 شخصا وإصابة المئات بالإعياء الحراري، هذا الارتفاع المفاجئ أثر على المناخ العام وسلوكيات الناس في الشارع كما أثر بشكل مباشر على الحياة الزوجية داخل المحيط الأسري "البوابة نيوز" استطلعت آراء بعض المتخصصين في تلك التأثيرات المناخية وخطرها على الأسر المصرية. تقول سوسن فايد، أستاذ علم النفس الثلاثي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن ارتفاع درجات الحرارة له تأثير كبير على نشوب الخلافات بشكلها العام في الحياة اليومية وخصوصا بين الزوج وزوجته داخل محيط الأسرة، فالأب المصري لديه ضغوطات كبيرة خارج المنزل ومشكلات متعددة تحيط به وعند دخول المنزل يكون منتظرا لراحة هادئة بعد يوم شاق ولكنه مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام تزداد حدة التوترات وانفلات الأعصاب على أتفه الأسباب. وتوضح فايد، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى عدم التحكم في الأعصاب ويمكن لها أن تكون عاملا مساعدا يقوم بتهيئة الجو ويعجل من عملية اتخاذ القرارات السريعة في لحظات الغضب، مضيفة أن التوتر الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة يجعل قرارات الفرد تخرج بشكل غير مدروس، وعلى حسب طبيعة الفرد فعلى سبيل المثال، هناك أفراد يقومون بالتسامح والصبر وتخطي حواجز المشكلات وتخفيف حدة التوترات فتهدأ الأجواء في المحيط الأسري وأحيانا كثيرة يحدث العكس وتبدأ المشاجرات والمشاحنات. "ممكن يرمي يمين الطلاق في لحظة غضب" هكذا عبرت فايد عن سوء الحالة المزاجية للفرد نتيجة الارتفاع في درجات الحرارة خصوصا عند خروجها عن المألوف الواضح للغاية في البلاد هذه الأيام، والتي تجعله في حالة من عدم الرضا والقبول، وعدم القدرة على تحمل أبسط الأمور، مضيفة أن الفرد في هذه الأحيان يحاول التخلص من المناخ المشحون بالانفعالات والعصبية بشتى الطرق. وقال هاني عارف، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس إن درجات الحرارة المرتفعة لها تأثيرات كبيرة منها العضوي حيث تؤدي إلى الإجهاد الحراري وهى الحالة المرضية التي تسبق ضربة الشمس بخطوات بسيطة، ومنها النفسي والذي ينتج عن التوتر الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة ما يؤدي إلى عدم التركيز، عدم القدرة على التواصل مع الآخرين بسهولة، الأمر الذي يساعد على نشوب المشكلات بل اختلاقها في بعض الحالات. ويضيف عارف، أن إحساس الفرد بعدم الراحة النفسية وعدم قدرته على التحكم في نبضات أعصابه تجعله منفعلا وفي حالة مزاجية غير جيدة، مؤكدا أن استمرار تلك الحالة لفترات طويلة تكون عاملا قويا يخلق حالة من التوترات داخل المحيط الأسري تؤدي إلى مشاكل كبيرة في بعض الأحيان. وأكد عارف، أن ارتفاع درجات الحرارة لا يمثل سببا قويا لازدياد معدلات الطلاق التي تحدث فالروابط الاسرية يجب أن تكون قوية، ولكن يحدث أن تنشب هناك بعض المشكلات التي يمكن أن تكون تافهة وتتحول أحيانا إلى صعوبات كبيرة ولكن لا تصل إلى الطلاق في أغلب الأحوال. وقالت هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ازدياد حالات العدوان والعنف بين الأشخاص وذلك يحدث نتيجة وجود موصِلَات عصبية للإنسان مع ارتفاع نبض الجسم تجعله في حالة من الكر والفر، مضيفة أن درجات الحرارة العالية تؤثر على ازدياد نسبة هرمون الكورتيزون في الجسم المسئول عن زيادة العصبية عند الفرد ولكن عند وصول درجة حرارة الجسم إلى 50 مئوية يصبح الإنسان في حالة من الخمول ويرجع إلى هدوئه مرة أخرى حيث لا تزيد نسبة هرمون الكورتيزون على درجة 50. وتضيف العيسوي، أن هناك طرقا كثيرة للحد من مشكلة نشوب الخلافات الزوجية يأتي على رأسهم محاولة الزوجين تقليل حدة الخلافات والمشاحنات لأن الأجواء المرتفعة تجعل الفرد في حالة استعداد لنشوب المشكلة، وأن يكون هناك حالة تقبل الآخر عند الأفراد.