ملتقى ويوم الخريجين بكلية التربية بجامعة الفيوم لعام 2025    297 لجنة بمحافظة الفيوم في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    أسعار الفضة اليوم الإثنين 21 يوليو تواصِل الصعود.. والأونصة تتخطى 38 دولارًا    جريمة حرب..المجاعة فى غزة مصممة من الحكومة الأمريكية وقوات الاحتلال بهدف التطهير العرقي ومواصلة الإبادة    الأمم المتحدة: نطالب بالتحقيق في استهداف إسرائيل منتظري المساعدات بقطاع غزة    حسن شحاته يخضع لجراحة طارئة بعد التعرض لأزمة صحية    حالة الطقس في الكويت اليوم الإثنين 21 يوليو    آمال ماهر تتصدر تريند يوتيوب ب3 أغنيات بعد طرح ألبومها الجديد    اليوم .. وزير الصحة يدشن مبادرة الرعاية الصحية المنزلية "رعايتك فى بيتك" خلال زيارته لمحافظة الإسماعيلية    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    قيادي بحزب مستقبل وطن: محاولات الإخوان لضرب الاستحقاق الانتخابي مصيرها الفشل    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الاثنين 21-7-2025 في الدقهلية    27 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    المفتي يوضح حكم كيِّ الماشية بالنار لتمييزها    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    بدء اختبارات التصفية الأولية لمسابقة إيفاد القراء خلال شهر رمضان    منتخب السلة يواجه إيران في افتتاح منافساته ببطولة بيروت الودية    "الزراعة" تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار مخفضة في الجيزة    رئيس الوزراء يتابع موقف تقنين الأراضي المضافة لعدد من المدن الجديدة    بالفيديو.. الأرصاد: ارتفاع تدريجي في الحرارة والقاهرة تسجل 40 درجة مئوية    مصدر قضائي عن وفاة 5 أطفال أسرة ديرمواس: نتائج تحاليل مركز السموم سترد خلال 48 ساعة    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    لأول مرة.. 3 دبلومات بآداب قناة السويس للعام الجامعي 2025–2026    جامعة القاهرة تحتل المركز 487 بتصنيف ويبومتريكس الأسبانى يوليو 2025    بعد جدل إصابتها بالسرطان.. أنغام تنشر أحدث جلسة تصوير والجمهور يعلق (صور)    نادية رشاد تكشف كواليس انفصالها عن محمود الحديني: حالتي الصحية لا تسمح    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    مكتبة الإسكندرية توثق التراث المصري بسلسلة أفلام قصيرة موجهة للشباب    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    تمهيدا لرفع الكفاءة.. متابعة علمية لمحطة بحوث الموارد المائية بطور سيناء    ضبط مصنعين غير مرخصين لإنتاج الشوكولاتة والحلويات بعلامات تجارية وهمية في الباجور    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    الجفالي والجزيري يتسببان في أزمة للزمالك.. ما علاقة زيزو؟    أيمن منصور: الحكم على صفقات الزمالك سابق لأوانه.. وفتوح أخطأ لكنه سيعود    الصحة: تقديم التوعية بمخاطر الإدمان ل457 ألفاً من طلاب المدراس    استمتع بمذاق الصيف.. طريقة عمل آيس كريم المانجو في المنزل بمكونات بسيطة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    ألونسو.. الأمل في استعادة فينيسيوس لتألقه مع ريال مدريد    ترامب ينشر فيديو مفبرك بالذكاء الاصطناعي لاعتقال أوباما في البيت الأبيض    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    شهداء وجرحى فى قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    وزير الثقافة يناقش حصاد لجان الأعلى للثقافة ويطالب بتطوير وتيرة العمل    اليوم.. «الداخلية» تعلن تفاصيل قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة في مؤتمر صحفي    قمة صينية-أوروبية في بكين الأسبوع الجاري    لكل ربة منزل.. إليك أفضل الطرق لتحضير مكرونة الميزولاند    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حركة شباب المجاهدين: النشأة - التطور - الانكسار
نشر في البوابة يوم 09 - 12 - 2012


القادة
مختار علي الزبير
إبراهيم الأفغاني
العشائر/القبائل
الرَحَنْوَيْ - داروود (المنقسمة إلى اوغادين ومريحان)
مركز القيادة
كيسمايو
مركز العمليات
الصومال
الفكر
إسلامي سياسي سلفي جهادي
القوى
14,426
التنظيم السابق
اتحاد المحاكم الإسلامية
التحالف
القاعدة - مجاهدين أجانب
الخصوم
الحكومة الاتحادية الانتقالية (الصومال)
بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال
جدول توضيحي
حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي ( بالصومالية :Alshabab) هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال ، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن . وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها وزارة الخارجية الأمريكية ، النرويج والسويد .
التأسيس والتمويل
الحركة التي تأسست في أوائل 2004 كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف ب“,”تحالف المعارضة الصومالية “,”.
لايعرف تحديدا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة إلا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي خلفتها حركات إسلامية من قبيل حركة الشباب قدر عدد الأولى بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبا، إلا أن العدد الحالي يقدر بنحو 14 ألف. ويعتقد أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات، وتذكر التقارير الغربية أن قادة الحركة قد تلقوا تدريبهم على أيدي تنظيم القاعدة في أفغانستان.
كما أن هناك من يقول بأن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال . كما يتواجد مقاتلين أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في جهاد ) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الصليبيين الإثيوبيين ) . كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الاستشهادية ، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير “,”بالمرتد الكافر “,” .
التوجه الفكري
توصف حركة الشباب الصومالية بأنها حركة سلفية جهادية، وتهدف الحركة إلى إقامة دولة إسلامية، كما تصف الحركة في بياناتها الحكومة الصومالية المؤقتة بالمرتدة.
كما تصف التقارير الغربية الحركة بأنها عضو في التنظيمات الجهادية السلفية العالمية التي يوجد فيها مسلحون لا من الصومال فقط بل من دول عربية وإسلامية شتى.
وتستغل حركة الشباب الصومالية شبكة الإنترنيت لنشر بياناتها وتسجيلاتها في الفيديو التي توجد في أغلب الأحيان في مواقع ذات صبغة سلفية جهادية.
زعامة الحركة
الزعيم الحالي لتلك المنظمة هو “,”مختار علي الزبير“,” والذي خلف “,”مختار روبوو“,” (تزعم الحركة من 2008 إلى 2009) الذي تولى زعامة التنظيم خلفاً ل“,”عدن هاشي فرح آيرو“,” الذي لقى حتفه 1 مايو 2008 في غارة جوية أمريكية على منزله في مدينة دوسمارييب وسط الصومال.
ممارسات إرهابية وعمليات عسكرية
أصبحت حركة الشباب الصومالية أقوى فصيل صومالي مسلح منذ القضاء على المحاكم الإسلامية، وتوصف عمليات الحركة العسكرية بأنها تعتمد الطريقة العراقية من تفجير عبوات مزروعة في الطرقات، وسيارات مفخخة وعمليات قصف مدفعي شملت القصر الحكومي ومقرات الجيش الإثيوبي.
ومن أبرز العمليات التي قامت بها الحركة مقتل أربعة غربيين و12 صوماليا فى 10 يونيو/ حزيران 2006. وتذكر بعض التقارير الغربية أن بعض مسلحي الحركة قاتلوا في لبنان في حرب يوليو/ تموز 2007 إلى جانب قوات حزب الله.
وقد شنت الحركة هجوما انتحاريا على مقر رئيس الوزراء الصومالي علي محمد غيدي في 4 يونيو/ حزيران 2007، على رغم من شدة الحراسة حول منزله، وقد أودى الهجوم بسبعة أشخاص خمسة حراس ومدنييْن.
وفي مارس/ آذار 2008 نشطت الحركة في إقليمي باي وبكول واستطاعت التغلب على القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين.
كما سيطرت الحركة على عدد من المدن الصومالية مثل مدينة بيداوا وبولو بوردة وأبادو ومحلة قاسا هديري ومدينة جوهر.
وتقوم الحركة بالتضييق على المواطنين حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها. كما قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشو ، وذلك عبر “,”جيش الحسبة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي استحدثته لهذا الغرض .
كما قام تنظيم الشباب باعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم عن الألف) منذ عام 2005 ، وكذلك قامت الميليشيا التابعة لهم باعدام أشخاص اشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات الإثيوبية. كما قامت الميليشيا بتدنيس أضرحة تابعة لمسلمين صوفيين في المناطق التي تسيطر عليها إضافة إلى اغلاق مساجدهم وجامعتهم بدعوى “,”أن ممارسات الصوفيين تتعارض مع مفهوم هذه الجماعة للشريعة الإسلامية “,” .
كذلك تقوم المجموعة من خلال ما تسميه “,”محكمة إسلامية“,” بالحكم على نساء ورجال بالرجم بالحجارة حتى الموت بتهم من قبيل “,”الزنا“,” حيث قامت بقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً في كيسمايو تقول منظمات لحقوق الإنسان أنها تعرضت للاغتصاب . فيما يتهمهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد “,” بتشويه الإسلام ومضايقة النساء“,” .
أميركا والحركة
وفرت أميركا دعما جويا للقوات الحكومية والإثيوبية بقصف مقرات الحركة مطلع 2007 بواسطة سفينة تابعة للجيش الاميركي كما قصفتها أيضا في يونيو/ حزيران 2007، وفي ديسمبر/ كانون الأول من السنة نفسها. وقد قتل قائد الحركة في قصف أميركي.
وقد صنفت وزارة الخارجية الأميركية في قرار صادر في 29 فبراير/ شباط 2008 حركة الشباب الصومالية بأنها حركة إرهابية وأنها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية تنتمي لتنظيم القاعدة. وأعلنت الوزراة تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة.
الدعم المادي
لا تتحدث وسائل الإعلام عمن يدعم الحركة في المجال المادي واللوجستي
تأملات حول حركة شباب المجتهدين
بدخول القوات الإثيوبية نهاية عام 2006م ودحرها لسلطة المحاكم في مقديشو أعطت حركة الشباب المجاهدين فرصة قوية لإثبات وجودها ومبررات لفرض أجندتها الجهادية، وهذه الفرصة تتمثل في :
1. أولاً : لجوء قيادات المحاكم الإسلامية إلى أريتريا والشروع في دخول تحالفات سياسية مع قوى وطنية يتهمها معظم شباب المحاكم بالعلمانية والارتباط بالغرب؛ في وقت قررت فيه قيادات حركة الشباب المجاهدين البقاء في الداخل وملء الفراغ القيادي ميدانيًّا وروحيًّا لدي المقاتلين الإسلاميين، هذه النقطة جعلت خطاب حركة الشباب المجاهدين أكثر قبولاً لدى فئة الشباب الحاملين للسلاح .
2. ثانيًا : التيار الجهادي الذي لازم حمل السلاح من أجل الجهاد ضد من يصفونهم بالكفار والمعتدين يمثل لهم العدوان الإثيوبي على الصومال أهم اختبار لمصداقيتهم حيث يتوفر لهم المبرر الكافي لحمل السلاح واستخدامه في وجه العدوان الإثيوبي .
3. ثالثًا : يعتبر الصومال بيئة مناسبة لخطاب حركة الشباب المجاهدين لأسباب، منها ما تعرض له هذا البلد منذ مؤتمر برلين عام 1884م الذي اقتسم فيه الاستعمار الأوربي الأراضي الصومالية، وما قامت به بريطانيا لاحقًا من تنازل عن أراض صومالية لصالح كل من إثيوبيا عامي 1948 و1954م وكينيا عام 1963م، وما تعرض له الصومال عام 1977م من هزيمة أمام إثيوبيا بتدخل عسكري سوفيتي وكوبي ورفض المعسكر الغربي لتقديم أية مساعدات للصومال في حربها مع إثيوبيا، ثم ما تعرض له الشعب الصومالي خلال العقدين الماضيين من حروب أهلية وغياب الدولة المركزية، وموجات الجفاف والمجاعات، والحرمان من التعليم والرعاية الصحية اللازمة، والتخلف كليًّا عن ركب الحياة، وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع العالم، جعل ذاكرة الصوماليين تختزن ذكريات أليمة ومعاناة مستمرة تبحث عن الثأر والتحرر، وأن أي خطاب ينصب على العداء لدول الجوار وحلفائها الغربيين فإنه يدغدغ مشاعر كثيرين يعيشون بين ماض أليم وحاضر لا يعرفون ماذا سيخسرون فيه، ومع خلو الساحة من أي خطاب آخر إسلاميًّا كان أو وطنيًّا سيبقى الخطاب الجهادي البديل الوحيد المتوفر .
لهذه الأسباب وغيرها أثبتت حركة الشباب المجاهدين حضورها على المشهد الصومالي في وقت قياسي، وخاضت معارك عنيفة جدًّا ضد الحكومات الانتقالية المتعاقبة .
وعلى الصعيد الميداني حققت الحركة مكاسب على الأرض وأسست ولايات إسلامية في معظم مناطق وسط وجنوب الصومال، وخضع لسيطرتها ثلثا مساحة أحياء العاصمة مقديشو من 2009 وحتى أواخر عام 2011م، وكانت الرصاصات الطائشة لمقاتلي الشباب المجاهدين تحصد الأرواح في باحة القصر الرئاسي .
انقلاب الميزان العسكري، وانحسار رقعة الشباب المجاهدين
ما إن أطل عام 2011 حتى بدأ الصعود العسكري والميداني للشباب ينحسر لأسباب سياسية وعسكرية واقتصادية؛ ذلك أن قيادات الشباب يعرفون الملف الصومالي جيدًّا ويدركون كيف يستغلون صراع القبائل الصومالية على السلطة وتوظيف مواقف عشائر معينة لصالح سياساتهم تجاه منطقة محددة؛ فمثلاً عندما خسرت المحاكم مدينة كيسمايو 2007م بسبب الاجتياح الإثيوبي للصومال، لم يبذل الشباب جهدًا كبيرًا لاستعادتها وإنما تركوا الحسابات العشائرية تأخذ مجراها، حتى اضطرت الحكومة لسحب ميليشياتها من المدينة بسبب خلافات عشائرية، وأصبحت كيسمايو لقمة صائغة للشباب، لكن بمجرد تعيين محمد عبدالله فرماجو الذي ينتمي إلى العشائر التي أجبرت الحكومة على الانسحاب من كيسمايو رئيسًا للحكومة تبدل ولاء هذه العشائر وتحالفوا مع القوات الإثيوبية لإجبار مقاتلي الشباب المجاهدين على الانسحاب من مناطق جدو الحدودية .
زيادة عدد وعُدَّة القوات الإفريقية قلبت ميزان المواجهات لصالح الحكومة وحلفائها، في البداية كان عدد القوات الإفريقية لحفظ السلام أربعة آلاف جندي من أوغندا وبوروندي، واقتصرت مهمتهم على تأمين القصر الرئاسي والمطار والميناء في مقديشو، لكن بعد أن كثفت المعارضة الإسلامية هجماتها وكادت تطيح بالحكومة بدأت أوغندا وبوروندي مضاعفة عدد جنودهما في مقديشو حتى وصل إلى أكثر من خمسة عشر ألف جندي، وأصبح بإمكانهم شنّ هجمات على مواقع الشباب، بعد ثلاث سنوات كانوا فيها في موقع الدفاع .
وفي نهاية عام 2010 أعلنت حركة الشباب عن حملة عسكرية باسم “,”نهاية المعتدين“,” والتي كانت تهدف إلى إنهاء وجود القوات الأجنبية في مقديشو وإسقاط حكومة شريف شيخ أحمد، ويعتقد الخبراء أن هذا القرار كان أكبر خطأ إستراتيجي وقعت فيه الحركة خلال تاريخها، وأن الواقع الحالي للحركة ليس سوى نتيجة هذا القرار وتبعاته .
1. أولاً : لم تقدر الحركة حجم العدو الذي تحاربه والقدرات التي يملكها مقارنة بمقاتليها الذين يقاتلون بصدور عارية؛ لذا كانت النتيجة التي ترتبت على القرار مؤلمة للغاية، وبفضل حملتها هذه خرجت القوات الإفريقية من قفص الدفاع إلى خط الهجوم .
2. ثانيًا : سوق بكارة الذي هو أكبر سوق في العاصمة وفي الصومال ككل كان يقع تحت سيطرة الحركة وكان لها ملاذًا آمنًا يحتمي به مقاتلوها كما كان يمثل لها مصدرًا اقتصاديًّا مهمًّا؛ حيث إن عشرات من التجار المتعاطفين معها بسبب ضبطها للأمن في مناطق سيطرتها كانوا مستعدين لدفع أية ضريبة تفرضها الحركة عليهم رغبة في الأمن والاستقرار أو رهبة من بطشها، لكن بسبب حملة نهاية المعتدين تغيرت خريطة أطراف الصراع ووصلت المعارك إلى محيط السوق مما أجبر التجار على إخلاء السوق والانتقال إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا، وتحول سوق بكارى (بكارى أم بكارة كما في بداية الفقرة؟) إلى سوق أشباح .
كان من أهم عناصر التفوق العسكري للشباب المجاهدين وجود مقاتلين أجانب من أصول وجنسيات مختلفة شاركوا في معارك المسلمين في أفغانستان، والبوسنة، والشيشان، وكشمير، والذين نقلوا خبراتهم العسكرية إلى مقاتلي التيار الجهادي في الصومال، لكن الولايات المتحدة الأميركية ومنذ عام 2009م بدأت باصطياد أهم المقاتلين الصوماليين والأجانب فقتلت صواريخها ثلاثة من أهم عناصر الجهاديين، منهم الصومالي آدم حاشي عيرو، والكيني صالح علي صالح النبهان، واللبناني طلال البرجاوي، كما قُتِل القيادي الآخر من جزر القمر فضول عبدالله في حاجز للقوات الصومالية في مدخل العاصمة الصومالية وصل إليه عن طريق الخطأ، كل هذه التطورات حدّت من حرية تنقل المقاتلين الأجانب والثقة بمحيطهم .
وفي فبراير/شباط من هذا العام بثت مواقع في الإنترنت شريطًا صوتيًّا لأمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ مختار أبي زبير يعلن فيه عن مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وكليب فيديو لأيمن الظواهري يعلن ترحيبه بانضمام شباب المجاهدين في الصومال إلى قافلة الجهاد العالمي بقيادة تنظيم القاعدة، وهي خطوة فسرها المراقبون في حينها بمثابة جرعة لرفع معنويات مقاتلي حركة الشباب المجاهدين، وذلك بعد إخلاء الحركة لعدة مواقع لها بسبب الضغوط العسكرية التي تتعرض لها من كل جهة .
وفي السادس من شهر سبتمبر/أيلول 2011 قررت الانسحاب كليًّا من العاصمة مقديشو، وأعلن المتحدث باسمها عن إخلاء مواقعها بشكل تكتيتي، لكنه لم يكن تكتيكيًّا بقدر ما كان تداركًا للوضع وعدم تكرار أخطاء الماضي .
كيسمايو والشباب: فراق نهائي أم بداية جديدة؟
خلال سنة انسحبت الحركة من مدن ومواقع مهمة وإستراتيجية بالنسبة للصراع في الصومال، وكان آخر هذه المناطق مدينة كيسمايو الساحلية في جنوب الصومال والتي استولت عليها قوات كينية وميليشيات صومالية تم تدريبها في كينيا، مما أفقد الحركة آخر مواردها الاقتصادية وهو ميناء كيسمايو .
الانسحاب الأخير من مدينة كيسمايو ترك علامة استفهام بارزة على مستقبل الوجود العسكري والسياسي لحركة الشباب المجاهدين، هل هي نهاية الحركة وبداية تاريخ جديد تكون فيه الحركة من الماضي؟ أم أن هناك جولة أخرى وفصل جديد من فصول اللعبة السياسية والعسكرية في الصومال والذي ستبقى الحركة فيه أهم اللاعبين باسم فريق المعارضة؟
رغم وجود ما تمر به حركة الشباب المجاهدين من وضع تقزم نفوذها في ربوع الأراضي الصومالية وتكالب القوى الإقليمية والدولية عليها فإنها وحسب المراقبين ليست نهاية الحركة، يقول أحمد آدم محمد، خبير الأزمات وإدارة الكوارث: “,”لا تنتهي المشكلة بهذه السرعة، لأن هناك أشياء كثيرة يمكن أن تستفيد منها حركة الشباب المجاهدين؛ فأولاً: طبيعة المنطقة التي تتناسب مع الإستراتيجية الجديدة؛ حرب الكر والفر، وهناك شيء ثانٍ، وهو البعد القبلي للمنطقة؛ فهي منطقة نزاع تاريخي بين القبائل الساكنة في المنطقة “,”.
ويرى المراقبون أن ما تتعرض له حركة الشباب دورة أخرى من دورات ضعفها والتي ليسمن المستبعد أن تنهض من كبوتها وتخرج من هذه الأزمة وهي أقوى مما كانت عليه لأسباب، منها: أن الحركة لم تكن تراهن يومًا على ما لديها من إمكانيات من عدمها، بقدر ما كانت تراهن على أخطاء خصومها، والمراقبون يتوقعون أن تتجنب الحركة في هذه الفترة أية مواجهات عسكرية مباشرة وتراهن على مصير قضيتين :
1. الأولى : مستقبل الوجود الكيني في جنوب الصومال؛ فهذه القضية يكتنفها غموض كبير في ظل وجود شكوك من قبل الحكومة الصومالية تجاه نوايا التواجد الكيني في جنوب الصومال وسعيها لتشكيل إدارة إقليمية موالية، والقضايا المتعلقة بعمليات تنقيب البترول في السواحل الصومالية الواقعة على الحدود الكينية، هذه من جهة، والخلاف بين كينيا وبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال التي تتهم بكينيا باستخدام أسلحة وطائرات غير مسجلة لبعثة الاتحاد الإفريقي، والتحدث مع وسائل الإعلام دون علم المتحدث باسم قوات الاتحاد الإفريقي من جهة ثانية، ومواقف العشائر المتنافسة على تشكيل إدارة لمدينة كيسمايو من جهة ثالثة، كل هذه المؤشرات تجعل الأمور تصب لصالح توقعات حركة الشباب المجاهدين .
2. القضية الثانية : مستقبل الحكومة الصومالية الجديدة بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، الحكومة الجديدة جاءت بعد أن فشلت سابقتها بضبط الأمن والاستقرار، وأملاً في أن تكون مخالفة لسابقتها رحّب الشعب الصومالي بهذه الحكومة ويعلق عليها آمالاً كبيرة، وفي حال وقعت هذه الحكومة في فخ الخلافات الذي بسببه فشلت الحكومات السابقة، أو فشلت في توفير الرواتب والرعاية اللازمة لأكثر من عشرين ألفًا من الجيش والشرطة، فإن الأمن سينفلت والمواطنون سيصبحون فريسة سهلة لميليشيات الدولة، ومما لا شك فيه أن الشعب سيلعن الحكومة، وهو ما يصب في مصلحة الشباب المجاهدين .
يؤخذ على حركة شباب المجاهدين مآخذ كثيرة، من بينها العنف والدموية وغياب المرونة، فإن حركة الشباب المجاهدين سيبقى وجودها طالما بقي التدخل الأجنبي في الأراضي الصومالية، وتعاقبت حكومات ضعيفة ومدعومة خارجيًّا على الحكم في الصومال، وتظل المجاعات والمآسي عنوانًا للصومال .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.