سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"صحافة مواقع التواصل" هل أصبحت مُجدية للمنظومة الإعلامية؟.. مختصون: جزء أصيل من منظومة الإعلام لكن فضاؤها فضفاض لا يديره المهنيون.. ومواطنون: تروج للشائعات وتنتهك خصوصية الأفراد
صحافة المواقع أو ما يطلق عليها "صحافة المواطن" مفهوم جديد أصبح يفرض نفسه بقوة على الساحة الإعلامية، بعد أن سهلت تكنولوجيا التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية عملها بشكل كبير، فبات لدينا نوع جديد من الصحافة اتفقنا على وجوده أم لا فصحافة المواطن أصبحت جزءًا أصيلا من المصادر الصحفية، ولكن هل استطاعت صحافة المواطن أن تحل محل الصحافة المطبوعة؟ وهل تعتبر من الصحافة الصفراء؟ "البوابة نيوز" تقابلت مع بعض المختصين وكانت هذه آراؤهم: ومن جانبه يؤكد هشام عطية، الأستاذ بقسم الصحافة جامعة القاهرة إن مواقع التواصل الاجتماعي مثلها كغيرها من المصادر الصحفية التي يمكن أن تشكل دعما للعملية الصحفية بشكل عام في بعض الحالات، ويضيف أنها بالرغم من ذلك لا تستحق أن تكون مصدرا رئيسيا كما يحدث الآن في كثير من الصحف لأن مواقع التواصل الاجتماعي تدخل ضمن إطار العشوائية الصحفية والتي تتضمنها الكتابات الصحفية هذه الأيام بشكل كبير. ويوضح عطية، أن صحافة المواطن لا تمتلك تقنيات التأكد والدقة والشمول لتقديم المعلومة كما تدرب عليها الصحفي الفعلي، كما أن ذلك النوع من الصحافة لا يشكل إطارًا مؤسسيا يمكن الرجوع إليه قانونيا إذا خرج القائم على النشر عن القانون بالإساءة أو التعدي على صاحب الخبر. ويذكر عطية، أن وجود صحافة المواطن شيء مهم ولكنه من غير الطبيعي الأخذ بمحتواها كجوهر موضوع صحفي، كما أنها تقدم محتواها بناءً على آراء شخصية مما يفسد عملية الاستعانة بها، ويضيف أن الأكثر خطورة أن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم على أساس فكرة التواصل العنقودي مما يكون وسيلة لترويج الشائعات ومناقشة قضايا بغير وقائعها. ويرجع هشام، افضلية الصحافة المطبوعة عن صحافة المواطن إلى المسئولية الإعلامية، ميثاق الشرف الأخلاقي، وحفظ حقوق من يشعر أن المحتوى الصحفي قد أساء له، أما داخل عمل صحافة المواطن لا أحد ينال العقاب. يقول سامح عبد الله، مدير تحرير موقع الأهرام الإلكتروني إن ظهور هذا النوع من الصحافة في غاية الأهمية بسبب ضآلة عدد الصحفيين المصريين في مقابل التعداد السكاني، ويضيف أن المواطن يستطيع التواجد في أكثر من مكان، وبالتالي يستطيع الوصول للخبر قبل الصحفي نظرا لوقوع الحدث بالقرب منه. ويذكر عبد الله، أن مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة سهلت من تواجد صحافة المواطن بشكل فعال في المجتمع وأصبحت تقدم العديد من الأخبار المهمة التي تكون بعيدة عن الأنظار ولو لفترات وجيزة فصارت هي تقدمها بالشكل الأسرع. ويوضح عبد الله، أن المواطنين أصبحوا مصدرا مهما من مصادر المعلومات خصوصا غير المتوقع منها، كما أن صحافة المواطن أصبحت جزءا أصيلا من منظومة الإعلام، ويضيف أن هناك بعض العراقيل التي تعترضها، التي يتمثل أبرزها في عدم مهنية المواطن ناقل الحدث في كثير من الحالات مما يجعلها تروج للشائعات في بعض الأحيان. وتؤكد هبة هشام، صحفية بجريدة الوادي أن صحافة المواطن أفسحت لنفسها جزءا كبيرا وقويا بجانب أنواع الصحافة الأخرى الورقية والإلكترونية لأنها الأكثر قربا والأسرع انتشارا بين الجمهور، وتضيف أن عين المواطن أصبحت بديلا عن عدسات الكاميرات المعتاد رصدها للأحداث. وتضيف هشام، أن قضاء الشباب لمعظم أوقاتهم على الشبكات الإلكترونية أكسبها العديد من مميزات الصحافة بمفهومها التقليدي، ولكنها بالرغم من ذلك لا تستطيع أن تحل كبديل عن الصحافة المطبوعة لأنها لا تتمتع بدرجة مصداقية موثوق بها، كما أننا لا يمكننا الرجوع لمصادرها ولا نملك حق العقاب. أما المواطنون فكانت لهم آراء أخرى: تقول دينا ايمن، أن تواجد صحافة المواطن على الساحة الإعلامية يعود بالسلب على المنظومة الصحفية لأنها تعتبر المسئول الأول عن ترويج الشائعات ولا نستطيع التأكد من مصداقية الأخبار التي تنتشر بسرعة الصاروخ. وتضيف أن غياب الضوابط المهنية أدى لانتهاك خصوصية العديد من الأفراد دون أن تتم محاكمة هؤلاء أو معاقبتهم، كما تؤكد أن وجود ضوابط تحكم سير أخبار الصحافة بثوبها الجديد سوف يفسح لها جزءا ضروريا داخل منظومة الإعلام وتضيف إليه الكثير. "دي صحافة صفرا" هكذا تعبر نرمين عبد اللطيف، عن استيائها من بروز صحافة المواطن وتواجدها في المجتمع بشكل فعال فهي تهدف إلى إحداث بلبلة وتشويه الخبر الأصلي حتى لا يصل للجمهور بشكل صحيح. وتقول عبد اللطيف، أنه بهذا الشكل اصبح الفرد يستقصى أخباره تبعا لتحكم مجموعة من الغرائز الداخلية والميول والاتجاهات السياسية والاجتماعية التي تتحكم في متابعاته ومهنية ما يقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ذلك.