قال كلاوديو كوردوني، رئيس قسم حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وسيادة القانون لدى بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا ، الحكم الذي اصدرته محكمة استئناف طرابلس اليوم الثلاثاء، بحق النجل الأكبر للزعيم الراحل معمر القذافي و36 اخرين من رموز النظام السابق، ووصفته بأنه يبعث على القلق. وأوضح كوردوني ، في بيان نشرته بعثة الاممالمتحدة في ليبيا ، اليوم الثلاثاء ، أن المحاكمة لم تستوف المعايير الدولية للمحاكمة العادلة في عدد من الجوانب، وقال السيد كوردوني أن من ضمن دواعي القلق المتعلقة بالمحاكمة غياب العديد من المتهمين عن عدد من الجلسات، فيما اتسم الدليل المتعلق بالسلوك الإجرامي الذي تم إسناده إلى المتهمين بالعمومية إلى حد كبير، حيث تم بذل القليل من الجهد لإثبات المسئولية الجنائية الفردية. كما لم يقدم الادعاء أي شهود أو وثائق أثناء جلسات المحاكمة، وحصر نفسه بشكل كامل ضمن الأدلة المكتوبة الواردة في ملف القضية، وبالتالي فوّت فرصة تاريخية لبناء سجل عام بالجرائم التي تم ارتكابها على يد النظام السابق – وهي تعد خطوة أساسية في عملية العدالة الانتقالية في ليبيا. كما حُرم المتهمون خلال الاحتجاز في مرحلة ما قبل المحاكمة لفترات طويلة من الوصول إلى محامين والاتصال بأسرهم، فيما أبلغ البعض أنه تم ضربهم أو إساءة معاملتهم، غير أنه ليس لدى البعثة علم بإجراء أي تحقيق بخصوص هذه الادعاءات. ولم يتم تثميل الكثير من المتهمين بواسطة محام خلال إجراءات ما قبل المحاكمة، مما حرمهم من فرصة حيوية لبناء دفاعهم. وقال محامو الدفاع : إنهم واجهوا تحديات في لقاء موكليهم على انفراد أو الوصول إلى ملف القضية الكامل، فيما قال البعض منهم أنهم تلقوا تهديدات. كما قيدتهم المحكمة بتحديد سماع شاهديْن أو ثلاثة عن دفاع كل متهم وقال البعض الآخر أن الشهود كانوا مترددين في المثول في المحكمة بسبب مخاوف على سلامتهم. ولم تستجب المحكمة لطلبات محامي الدفاع بتوجيه أسئلة إلى شهود الادعاء. وأعلنت المحكمة اليوم أنه تمت محاكمة سيف الإسلام القذافي، ابن معمر القذافي، وستة آخرون غيابيا. وحُكِم على كل من سيف الإسلام القذافي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي وآخر رئيس وزراء في عهد القذافي البغدادي المحمودي وستة متهمين آخرين بالإعدام رميًا بالرصاص، وتلقى ثمانية آخرون أحكامًا بالسجن المؤبد، فيما حصل ما تبقى من المدانين على أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين 12 إلى خمس سنوات. وتم تبرئة أربعة متهمين من جميع التهم الموجهة إليهم، ولقد تم ربط سيف الإسلام القذافي– وهو المتهم الأول ضمن قائمة تشمل 37 شخص – بالمحكمة من خلال الفيديو من الزنتان بأربع جلسات فقط من أصل 24 جلسة. لم تمتثل ليبيا لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه