قال الدكتور محمد إبراهيم رشيد أستاذ العمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس، أن العمود الفقري بأجسامنا يحتوي على مادة هلامية "جيلاتينية"، تعمل على السماح بمرور الأعصاب الطرفية عن طريق إتاحة مسافة بين كل فقرتين، إضافة إلى منع احتكاك "المفاصل الخلفية" للفقرات وإمتصاص الضغط بين الفقرات بسبب ليونة الغضاريف، وتسهيل حركة العمود الفقرى في عدة اتجاهات كذلك بسبب ليونة الغضاريف، وتعمل على التماسك بين فقرات العمود الفقرى، أي يؤدى دور "الأسمنت" بين طوابق المبنى. وأضاف رشيد خلال ندوة عن لأمراض العمود الفقري، تحت عنوان " العمود الفقري والانزلاق الغضروفي 1000 علاج وعلاج"، أن كل غضروف يمثل "معجزة هندسية" حقيقية، حيث يؤدى وظيفتين متناقضتين في آنٍ واحد وهما المرونة والثبات، ما يجعل ضرورة الحفاظ على الغضاريف أمرًا حيويًا ورئيسيًا في الحفاظ على سلامة العمود الغقرى، لتجنب الآلام الشائعة في العمود الفقرى بوجه عام، وفى منطقتى الرقبة وأسفل الظهر –على وجه الخصوص وتجنب الإنزلاق الغضروفى. وأكد رشيد، أن أهمية الغضاريف بالعمود الفقري تكمن في ليونة وحركة الإنسان عن طريق الهيكل العظمى، ومن ضمنه العمود الفقرى، والجهاز الحركى العصبى للإنسان، إضافة إلى الحفاظ على مكونات العمود الفقرى من فقرات وغضاريف، وأوعية دموية، وأعصاب، مؤكدًا أن الحفاظ على "قوة عضلات العمود الفقرى" يعد هو (حجر الأساس) في حماية العمود الفقرى بوجه عام، وعلى سلامة "الغضروف" بوجه خاص، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن يفقد الغضروف ليونته مع التقدم في العمر، وكذلك حسب "أسلوب الحياة المتبع، أي أن المادة الجيلاتينية "الهلامية" داخل الغضاريف تبدأ بالتقدم في العمر طبقًا للإجهاد الذي تتعرض له. وأشار رشيد، أن الاستخدام المتوازن في أسلوب الحياة وتجنب إجهاد أو إرتخاء عضلات العمود الفقرى "الظهر والرقبة" هو الوقاية الرئيسية من معظم المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها العمود الفقرى، وعلي رأسها الإنزلاق الغضروفى، مشيرًا إلى أن80% من المرضى الذين يعانون من شكوى متعلقة بالعمود الفقرى يمكن علاجهم تحفظيًا، حيث يستفيدون من تعليمات تقوية عضلات الظهر والرقبة، وقد يتمكنون من تجنب الجراحة، وذلك في حال لجوئهم للإستشارى المتخصص مبكرًا وفى الوقت المناسب.