التلاوي: محدش جه على مصر وكسب محافظة المنوفية التي أنجبت اثنين من رؤساء مصر الراحل محمد أنور السادات والسابق محمد حسنى مبارك ولفيف من الوزراء ورؤساء الوزراء وهى كما سميت بلدة “,” الوزراء “,” من أكثر المحافظات تعرضا للنهب والسرقة “,” عيني عينك “,” . “,”المال السايب يعلم السرقة “,” هذا هو المثال الوحيد الدال على ما يحدث بجبانة تل المحاجر الأثرية بقرية كفور الرمل بمركز ومدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، والتي تم اكتشافها عام 1990 ومساحتها 365 فدانا تمت أعمال الحفر في فدان واحد منها خرج منه ثلاثة آلاف قطعة أثرية تنتمي إلى عصور فرعونية وبطلمية ورومانية مابين تمائم وتوابيت وذهب وأوشابتي ، البوابة نيوز - كانت عليها أن تفتح ملف نهب وسرقة آثار تل المحاجر الأثرية والتي تعتبر بمثابة كارثة كبيرة لاستهدف شئ سوى تخريب مصر . فعلى بعد كيلو مترات من مدينة قويسنا تستقر قرية كفور الرمل وبالسير على الأقدام قرابة 10 دقائق تجد المنطقة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء اليمين تقع الجبانة الأثرية “,” تل المحاجر “,” وفي اليسار توجد المنطقة الصناعية التي تحمل اسم الرئيس السابق حسني مبارك وتتوسطهما مساحة كبيرة حولها المسئولون في النظام السابق إلى “,” مقلب قمامة “,” احتوى على مخلفات المنشآت الصناعية المجاورة للمنطقة لا تتحمل أن تقف دقيقة واحدة من كثره القمامة فالمكان ممتلئ بالذباب والحشرات تكاد تصل إلى منطقة الجبانة ، وأثناء ذلك يلفت انتباهك لافته مدون عليها جبانة أثرية ترجع إلي العصور الفرعونية المتأخرة والعصر اليوناني والروماني موثقة من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار وقد أصابها الصدأ . النظام السابق تجاهلها : على الرغم من إثارة هذا الموضوع للرأي العام منذ عام 2002 إلا أنه قوبل بتجاهل شبه تام من قبل النظام السابق على الرغم من قرب المنطقة الأثرية من المنطقة الصناعية بقويسنا والتي أطلق عليها اسم الرئيس السابق “,” مبارك “,” . أهالي المنطقة أكدوا “,” للبوابة نيوز “,” أن سر إنشاء المنطقة الصناعية في هذا المكان هو تسهيل استيلاء رؤوس النظام السابق على محتويات المنطقة من الآثار مؤكدين قيام احدهم استخرج مقتنيات أثرية أثناء قيامه بإنشاء مصنعه مؤكدين علي أن اختيار موقع إقامة المنطقة الصناعية دون أخري لأن لديهم أخباراً بأنها تحتوي علي آثار فرعونية ويمكنهم نهبها من وقت لآخر وسط زحام المصانع.. البعض الآخر أكدوا أن رجال الرئيس مبارك استولوا علي المنطقة قبل بيعها إلي أصحاب المصانع والشركات وقاموا بأعمال التنقيب عن الآثار وعثروا علي العديد من المقتنيات الأثرية وقدموها كهدايا فاخرة لصناع القرارات وقت ذاك. آثار مصر على الأرض: الحال “,” لا يسر عدو ولا حبيب “,” أقل ما يقال عند رؤيتك الآثار ملقاة بدون حفظ في صورة توابيت ومومياوات نفسها تعاني الإهمال الذي جعل منها شيئاً بلا قيمة لا يعبر عن حضارة أمة وإنما يعبر عن إهمال جسيم أصابها ، وعلى الرغم من سوء المكان بسبب الإهمال الجسيم الذي لحق به إلا أن أثار بلدك تكون لها جاذبية خاصة تدفعك للتعرف عليها فالمقبرة بها تابوت لإحدى الأميرات من الأسرة الخامسة والعشرين وقد أحاطت به الشروخ من جميع الجوانب، وتابوت جرانيتي عثر عليه بالوحدة المعمارية الثانية ضمن محتويات مقابر من الطوب اللبن. ويلفت نظرك التوابيت الحجرية علي شكل آدمي عثر عليها بالوحدة المعمارية الثانية وكذلك توابيت رومانية علي هيئة حذاء وبراميل بالموقع، بالإضافة إلى إحدى المومياوات التي عثر عليها داخل تابوت من الحجر الجيري وتم لفها بمادة الكتان المشبع بالقار. ما تم ذكره من آثار وتوابيت يمثل جزء بسيط جدا من الحقيقة ؟ ويخطر ببالك أن هذه الآثار يقوم على حمايتها إحدى شركات الحراسة الكبرى ولكن كادت أن تكون بمثابة الفاجعة عندما علمت أن المنطقة بأكملها لا يوجد بها حراسة حقيقية وستجد اثنين من أفراد الحراسة يحملان الأسلحة البسيطة لحراسة المكان مما يعرض الجبانة للسطو والسرقة في أي وقت. أمينة التلاوي سيدة ب 100 رجل: السيدة أمينة التلاوي مديرة مركز النيل للإعلام بشبين الكوم سيدة وقفت أمام رجال النظام السابق لم تخف يوما من التهديدات بالقتل فوقت موقف الرجال مدافعة عن أثار بلدها والتي اعتبرتها أكثر المحافظات سياحة نظرا لما تحمله من تاريخ عميق وآثار . البوابة نيوز – التقت معاها في حديث مطول حيث أكدت فى البداية أن منطقة الجبانة تم اكتشافها على يد الدكتور صبري حسين “,” أستاذ الآثار بجامعة طنطا “,” عام 1990 م ومقرها منطقة تل المحاجر في قويسنا بالناحية الجنوبية الشرقية من مسطح الرمال علي مسافة تتراوح بين 13 و15 متراً من سطح الأرض الزراعية. وأشارت من خلال تقرير تقدم به الدكتور صبري إلى أن مساحة المنطقة 365 دان تم الحفر على مساحة فدان واحد تم استخراج حوالي ثلاثة آلاف قطعة أثرية مكدسة تعود إلي العصور القديمة فعلي بعد ثلاثة أمتار من سطح الأرض تظهر آثار تابعة للعصر الفرعوني وعلي بعد ستة أمتار تجد آثاراً تتبع العصر البطلمي وعلي بعد سبعة أمتار تجد آثاراً تابعة للعصر الروماني، تم حفظها في مخازن متخفية بتل بسطا الكائن بمحافظة الشرقيةوكفر الشيخ كما أن بعضها تم إيداعه في المتحف المصري بالقاهرة ومتحف طنطا في الغربية . وأضافت التلاوى إن محافظة المنوفية تضم آثاراً تضاهي الموجودة في الأقصر التي تعادل نحو ثلث آثار العالم.. وأنه يمكن أن يتم تحويل المنطقة إلي متحف مفتوح.. واتهمت المحافظين السابقين بإهمال مطالبهم في إنشاء متحف للمنطقة ، وتعجبت من قيام المجلس الأعلى للآثار بإنشاء متحف دنشواي تكلفته أكثر من 6 ملايين الجنيهات الذي يروي بمقتنياته الحادث الشهير الذي تعرض له الفلاح البسيط علي يد الإنجليز والذي تم إنشاؤه عام 1996 في حين أنه تم إغفال المنطقة الأثرية التي تم اكتشافها في 1990 وقالت التلاوي إنه كان من الأولي أن يتم إنشاء متحف يضم هذه الآثار القديمة التي تروي ثلاثة عصور. زاهي حواس يخصص 20 ألف جنية لاستكمال الحفر وسط سخط الأهالي : وتابعت “,” التلاوي“,” انه منذ اكتشاف المنطقة إلى الآن لم تلق أي اهتمام من قبل المسؤولين أو المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور زاهي حواس سوى أنه قام بتخصيص مبلغ 20 ألف جنية الاستكمال الحفر بالمنطقة وسط سخط وغضب من الأهالي المبلغ قليل جدا ولا يكفي لأي شيء. وأشارت إلى قيام حواس بزيارة للمنطقة الأثرية طالب بضرورة إنشاء متحف قومي لمحافظة المنوفية يضم آثار المنوفية وتخصيص قطعة أرض علي الطريق الزراعي القاهرة - الإسكندرية بجوار برج المنوفية لإقامة المتحف كما كلف وقتها رئيس قطاع المشروعات علي هلال بإقامة مخزن متحفي بمنطقة المحاجر ومبني إداري للعاملين في المنطقة مع استمرار أعمال الحفر ...ولكن إلى الآن لم يحدث اى شئ والمسؤلين “,” ودن من طين وودن من عجين “,”. رجال مبارك أرادوا أن يجعلوها تراب !!! بحزن شديد قالت التلاوى “,” أن رجال النظام السابق “,” أرادوا أن يجعلوا المنطقة كلها تراب ويقضوا على آثار وتاريخ مصر عندما تقدم احدهم بمقترح بإنشاء سجن بالمنطقة وبالفعل تمت الموافقة عليه ، وما كان على سوى أن استعنت بأحد رجال مجلس الشعب وقتها ووعدني بحل المشكلة. وبالفعل بذكاء شديد منه ذهب لجمال مبارك وأبلغه أن مصلحة السجون سوف تقيم سجن بجوار منطقة مبارك الصناعية بقويسنا وسوف يحمل السجن اسم والده “,”سجن مبارك“,” فما كان من جمال مبارك، إلا أن أعطى أمراً بإلغاء إنشاء السجن ولم يفتح النائب السابق موضوع الآثار مع مبارك الابن خوفاً من التمسك به ليكون الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها مافيا الآثار لتهريب مسروقاتهم من المنطقة الأثرية. وقالت إن المنطقة التي تم تسجيلها بالفعل تخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1990 وتم نقل بعض المقتنيات التي تم العثور عليها وتم وضعها في مخزن متحفي بكفر الشيخ لعدم وجود متحف بالمحافظة وصورها التليفزيون الإيطالي.. ولاتزال أعمال الحفائر مستمرة فيها تتعرض لحالة من التعدي تتمثل في وضعها بالعراء وتعريضها للعوامل الجوية والنهب والسلب خاصة في غياب الحراسة. الجبانة والألمان: حيث أكدت “,” التلاوى “,” إلى أن مركز النيل نجح عندما نظمت مؤسسة «هانس زايدل» الألمانية زيارة للموقع حيث حضر إلي المنوفية الدكتور جبيرت رايز وزير التعاون والاتصال الألماني لزيارة الجبانة الأثرية بصحبة أسرة مركز النيل للإعلام وكشف راينر عن انبهاره بما شاهده كما قام أحد الخبراء الأجانب برفع أحد الأجزاء لإناء من الفخار وقبلها ثم وضعها ثانية في أماكنها.. وعندما سألته التلاوي عما فعل أجاب بأن تلك القطعة لو أنها موجودة لدي القطر الألماني لأعد لها متحفاً خاصاً بها وليس مكاناً لعرضها لما لها من قيمة أثرية كبري. بالإضافة إلى صول أول فوج سياحي ضم 12 سائحاً انجليزياً من بينهم دارسون للآثار المصرية بمعهد آثار لندن وصحفيون أجانب يأتي ذلك باكورة توصيات المركز بضرورة وضع المنوفية على الخريطة السياحية لمصر وتمت هذه الزيارة بالتعاون مع شركة ايستمار للسياحة وبذلك تمكن المركز من عمل مسار لزيارة اليوم الواحد للمنطقة مما أدى إلى لفت العالم إلى أهميتها السياحية والأثرية بلاغ للنائب العام : وأشارت أنها تقدمت ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود عام 2011م ، اتهمت فيه عدداً كبيراً من المسئولين بمحافظة المنوفية ورجال النظام السابق بالاستيلاء على جبانة قويسنا والتي تم تنفيذ أعمال الحفر في مساحة فدان واحد من 365 فدان وخرج منه 3 آلاف قطعة أثرية تعطي في ملامحها مقتنيات العصور الفرعونية والبطلمية والرومانية ما بين تمائم وتوابيت وذهب وأوشابتي وحصلت على صور ووثائق تؤكد ذلك ومنذ عام 2002م . وأشارت إلى أن أصحاب السلطة قاموا بتحويل نحو 30 فداناً بمدخل الجبانة الأثرية إلي مقلب قمامة يحتوي علي مخلفات المنطقة الصناعية بعد نهب محتوياتها من رمال وآثار. وأضافت في بلاغها قيام ديوان عام المحافظة في المنوفية بإدارة مشروع محاجر رمال يقع في حرم هذه الآثار كما أنه تم بناء منطقة مبارك الصناعية بالكامل علي نفس المنطقة التي تحتوي الرمال فيها علي كنوز ذهبية. وتابعت “,” التلاوى “,” أنها تعرضت لضغوط كثيرة جدا حتى تتخلى عن هذا الملف حيث فوجئت بأن جهاز مباحث أمن الدولة يستدعيها وتم توجيه عدت تهم لا تعلم عنها شئ فى محاولة منهم لكتم أنفاسها ومنعها من الحديث وغلق الملف. التلاوى تعرض الملف على الشورى: استعرضت “,” التلاوى “,” خلال كلمتها باجتماع لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى المنحل، برئاسة النائب السابق فتحي شهاب الدين التعديات التي تتعرض لها منطقة جبانة تل المحاجر بقويسنا بمحافظة المنوفية، وذلك فى ظل تورط العديد من مسئولي النظام السابق، فى نهب هذه الجبانة التي تعد أعرق الجبانات الأثرية فى الدلتا، والتي تقع على مساحة 365 فدانا، وسط انبهار من الجميع وتم عرض الصور والمستندات التي تؤكد صدق الكلام ، وكان هناك بعض التوصيات من أهمها: الاعتراف بالمنطقة ووضعها على الخريطة السياحية لمصر، ووضع لوحات مضيئة وإرشادية فى مدخل الجبانة ، عمل مركز إعلام الكتروني يوثق تاريخ المنوفية ، وعمل موسوعات وكتب تاريخية يتم توثيق فيه تاريخ المنوفية الذي تم ظلمه لفترات عديدة . تدخل المجلس التشريعي لحماية هذه المنطقة الأثرية، خاصة أنها مسجلة بوزارة الآثار، وخاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1990، وتم اكتشاف عدد من الآثار المهمة بها، ونقل بعضها لمخزن متحف كفر الشيخ، محاسبة المسؤلين وكل شخص أجرم فى الموفية وسلب ونهب جزء من تاريخها لابد أن يحاسب أيا كان مركزه ومكانته، سرعة إقامة متحف لمحافظة المنوفية لضم آثارها. وأضافت انه عقب ذلك وردت استجابة من وزير الداخلية والآثار مؤداها تشكيل لجنة تضم السيدة أمينة التلاوي رئيس المركز التابع للاستعلامات عضوا فيها وتوصلت هذه اللجنة إلي مجموعة من التوصيات منها ضرورة إصدار قرار من رئيس الوزراء هشام قنديل بضم27 فدانا لملكية وزارة الآثار ووضع المنطقة الأثرية بقويسنا علي الخريطة السياحية وإنشاء سور خارجي حول المساحة المملوكة لوزارة الآثار وإنشاء مبني إداري لنقطة شرطة وزيادة عدد حراس الآثار إلي50 حارسا مع تسليحهم وتجهيزهم بأجهزة لاسلكية ، إلا أن كل هذا مازال قيد التنفيذ . مافيش حد جه على مصر وكسب: واختتمت “,” التلاوى “,” حديثها مع البوابة نيوز – بعبارة “,”مفيش حد جة علي مصر وكسب “,” مطالبة الرئيس مرسى وحكومته بان يعمل بمنطق الخادم ويقوم علي مواجهة الفساد ورد الأموال المنهوبة بالداخل والخارج وان يعمل علي معاقبة الخائنين. وفى النهاية يبقى السؤال يحتاج إلى إجابة: متى ستخرج هذه المقتنيات إلى النور ؟ هل ستنفذ الوعود أما سيظل الوضع كما هو عليه؟ أين المسئولين عن الآثار سواء وزير الآثار أو القيادات التنفيذية بالمحافظة ؟