يسرى الجندي.. مستلهم التراث الشعبي وناقله للدراما التلفزيونية، هو واحد من ابرز كتاب ومؤلفي جيله ان لم يكن ابرزهم علي الاطلاق، دخل يسري الجندي الى قلوب الجمهور من خلال اعماله الدرامية وشخوصه الشعبية، التي قدمها خلال شهر رمضان، ونالت اعجاب ومحبة الجماهير، قدم الجندي للدراما الرمضانية الكثير من الاعمال المميزة التي لا تنسي منذ منتصف الثمانينات، فهو صاحب المعالجة التلفزيونية والحوارية لمسلسل "علي الزيبق" وصاحب السيناريو والحوار لمسلسل "حارة المواردي"، وهو كاتب "السيرة الهلالية بأجزائها الثلاثة، وجمهورية زفتى، والتوأم، وجحا المصري، والطارق، وناصر، وسقوط الخلافة، وخيبر، وسامحوني ماكانش قصدي، ومن أطلق الرصاص على هند علام" وجميعها من أعمال الدراما الرمضانية المميزة والتي لاقت نجاحا جماهيريا أثناء عرضها. كما كتب لرمضان أيضا "فوازير ألف ليلة وليلة، معروف الإسكافي، والشاطر حسن، وعلي بابا والأربعين حرامي". ولدَ يسرى على الجندي الشهير ب"يسري الجندي" في الخامس من فبراير عام 1942 بمحافظة دمياط، بدأت علاقته بالتأليف عن طريق المسرح، حيث بدأ في نهاية الستينيات من القرن الماضي في كتابة المسرحيات من خلال مسرحية "بغل البلدية عام 1969 "ثم "حكايات جحا مع الواد قلة عام 1970" وجاءت مسرحية "ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر عام 1972" لتثير ضجة، بسبب عنوانها، تؤدي إلى إيقاف عرضها لتعود عام 1988 للعرض تحت اسم "القضية 88" ومنذ هذه اللحظة وانتشر اسم يسرى الجندي ككاتب مسرحي مميز في صياغة التراث الشعبي صياغة درامية متقنة. وفي عام 1970 عمل بوزارة الثقافة وتدرج بها في سلم المناصب الإدارية حيث ترأس العديد من المسارح والفرق المسرحية والثقافية بالثقافة الجماهيرية والهيئة العامة لقصور الثقافة وغيرها من مؤسسات وهيئات وزارة الثقافة الفنية والثقافية، إلا ان الجندي لم يقنع بالنشاط الفني داخل المسرح فقط، بل استطاع أن ينتقل من المسرح إلى الشاشة الفضية ليقدم "ياسين وبهية، وسادسهم الزمن، وأهلا يا جدو العزيز"، لينطلق بعد ذلك خلال الدراما التلفزيونية ليصبح من أشهر وأفضل كتابها خاصة في فترة التسعينيات التي اتصفت بالغزارة الانتاجية لإبداعه الفني، حيث قدم الكثير من الأعمال الدرامية للتلفزيون والسينما والمسرح وحصل على كثير من الجوائز والتكريمات عن الكثير من هذه الاعمال. أحيل يسري الجندي إلى المعاش من العمل بوزارة الثقافة في عام 2002 لكنه لم يحل إلى المعاش الفكري والإبداع الفني، فيظل وسيظل يسري الجندي يمتعنا بالسباحة في بحور كلماته التي تغوص في أعماق التراث والموروث الشعبي.