بدون مقدمات.. هنا شيحة واحدة من أهم الوجوه التمثيلية في مصر في الوقت الحالي، والوجه النسائي الأوفر حظا والأكثر قدرة على أن تصبح قائدة لبطولة أي عمل فني قادم، وربما هي الأقرب للنجاح في اختبار نجومية الشباك في حال اتخاذها تلك الخطوة مستقبلا، لما تتمتع به من إمكانيات فنية قوية ولديها عدد من الحلول والإضافات كفيلة بتحويلها إلى نجمة جماهيرية من عمل واحد، والدليل الأقرب شخصية "إم إم" في مسلسل "السبع وصايا" العام الماضي. هنا شيحة من مسيرتها الفنية ورحلتها في الصعود، بدا انها لم تتعجل النجومية او تحمل مسئولية الادوار الكبيرة مبكرًا، فبعد مجموعة من الأعمال والأدوار الصغيرة في ظهورها الأول، والذي جعلها لفترة طويلة تعرف بالوجه الجديد، أو شقيقة الفنانة حلا شيحة، والتي ساعدت كثيرًا في معرفة الجمهور مبكرًا لها، رغم أنها التصقت بها لفترة، بسبب صعود الأولى قبلها، خاصة في أدوار "اللمبي" و"أريد خلعًا" و"السلم والثعبان"، وغيرها إلى أن اعتزلت التمثيل. بعد اعتزال حلا التمثيل، ظلمت هنا شيحة باستمرار المقارنة مع شقيقتها، وكذلك ظلم نسب نجاحها أو استمرارها باعتزال حلا، رغم أنه لا يوجد علاقة بين الأمرين، سوى أن هنا اختارت طريقًا آخر واستمرت في العمل على موهبتها وطريقتها في اختيار الأدوار، وتمييز شخصياتها، فكانت ستنجح حتمًا، حتى ولو استمرت حلا أو كل شقيقاتها في التمثيل إلى الآن. المدلل على ذلك، هو بزوغ نجمها في أدوار لم تكتب كي تصبح نجمة بمفردها، بل كانت أدوارا بجانب شخصيات عديدة في العمل، وهم الأكثر نجومية تقريبًّا، وكان بداية ذلك فعليًّا دور "نوسة" زوجة "حمادة غزلان" أو سيد رجب في مسلسل "موجة حارة"، فرغم صغر مساحهه إلا أنها أرسلت من خلاله رسالة ثرية للمخرجين وللجمهور: "أنا موجودة". صعدت خطوة أكبر فنيًّا وجماهيريًّا في دور "إم إم" في "السبع وصايا" العام الماضي، بتحويلها شخصيتها إلى "كراكتر" بجانب رفيقها "عرنوس"، الذي جسده وليد فواز، فتحول الثنائي بعد عرض المسلسل، إلى أيقونة ونموذج للعلاقات العاطفية، وربما كانت هنا من أكثر ممثلي المسلسل استفادة بتكوين قاعدة "شعبية" لها. وحاليا تواصل هنا التلوين بشخصياتها وكأنها ورثت ريشة والدها الفنان التشكيلي أحمد شيحة، ولكن على الشاشة، في مسلسلي "البيوت أسرار" و"العهد" الذي تتعاون فيهما مع أغلب صناع "السبع وصايا"، في شخصية "سجاج"، زوجة مولانا الضوي أو صبري فواز، بمزيج من الشر والكيد والسيطرة والضعف وقلة الحيلة أيضا، والأذكى تنازلها سريعًا عن شعبية "إم إم" من أجل تقمص "سجاج"، والذي يدلل أيضا على احترافية هنا، ورغبتها في التجريب والتجديد، وزيادة النجاح والشعبية أكثر من ذلك، والذي يظهر في تخيل إذا كانت هنا قد جسدت أي شخصية نسائية أخرى في المسلسل.. بالتأكيد كانت ستجيدها مثل "إم إم" و "سجاج". تنتظر هنا تجربة جديدة في السينما مع المخرج محمد خان في "قبل زحمة الصيف"، والذي قد يضعها في مكانة فنية وجماهيرية أكثر تقدمًا، وهو ما نريده لها وللسينما التي من المؤكد ستستفيد هي والجمهور بوجودها، وستضيف كثيرًا لهنا شيحة. النسخة الورقية