لا نستطيع القول ان شيرين رضا أحد الوجوه الجديدة او التي معاد اكتشافها في رمضان من خلال مسلسل "العهد"، وكذلك لن نستطيع الاجابة على السؤال المحير – عند مشاهدة "جومر" وتحولاتها بصعودها وسيطرتها ومكرها ومن ثم انكسارها وتحولاتها النفسية- وهو: أين كانت مختفية شيرين رضا؟ شيرين رضا أقرب ان تكون الى النموذج الذي يفضل مزاجيته على الالتزام او الاحترافية، وربما أيضا الجهد، فمن أعمالها المختلفة وفترات ظهورها واختفاءها، كل ذلك تم بأوامر من مزاجها وشغفها، وهو الامر الذي يعتبر سلاحا ذو حدين، بعد ان تتخيل كم من الادوار التي حرمت منها وحرم منها المشاهدين، و كم التطور والخبرة التي كانت ستكتسبها شيرين اذا التزمت بالتمثيل، ولم تنقطع عنه طوال تلك الفترة، وكيف سيكون اذن اداءها في اعمالها الاخيرة؟ بخلاف تميزها ذلك، المعتمد فقط على موهبتها وطاقتها و ما قدر لها ان تكتسبه من خبرة من نشأتها الفنية او من اعمالها السينمائية المعدودة. وبخلاف ذلك، فان نجومية شيرين أصبحت امر واقع، حتى وان كانت متأخرة او معطلة لعدة ظروف اجبارية او اختيارية لها، خاصة مع انتهاءها من مرحلة "التجريب"، التي بدأتها في بداية مسيرتها الفنية، فتارة تفضل الاعلانات والكليبات، والتي رات فيها عدة مميزات تناسبها، مثل سهولتها او قصر مدة التصوير، او لكونها في ذلك الوقت "موديل" مثالي، ومرت بعد ذلك بمرحلة الاسرة وتربية ابناءها، وخلال كل ذلك ظهرت كممثلة لأول مرة في ادوار مميزة، رقم قلتها مثل دورها في فيلم "نزوة" مع احمد ذكي، وتبعته بفيلم "حسن اللول" في نهاية التسعينيات، لتختفي فترة طويلة قبل ان تعود في اقوى مراحلها، بمسلسل "بدون ذكر اسماء" مع الكاتب وحيد حامد العام قبل الماضي. ظهور شيرين لوحده في المسلسل، كانت بمثابة مفاجأة، قبل ان يمثل اداءها المتمكن وحضورها القوي في شخصية الصحفية الاستغلالية والداهية، مفاجأة اكبر، ويبدو انها غيرت كثيرا من استراتيجيتها بعد ذلك الدور، وتبعته بعده ادوار مميزة اخرى، في فيلم "خارج الخدمة " و "الفيل الازرق" مؤخرا، و مسلسل "المرافعة" العام الماضي. شخصية "جومر" في "العهد" لمحت بشكل اقوى عن اعتزام شيرين الاستمرار في التطور والالتزام و تعزيز نجوميتها الفترة الحالية، ويلمح اكثر عن جانب آخر من موهبتها، وهي قدرتها على اختيار الادوار والاعمال التي تضيف لها، وترضي مزاجها و قدراتها و "كاريزمتها"، والتي جعلتها وجها غير منسي رغم غيابه المتكرر والطويل. النسخة الورقية