سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة "16".. النبي (ص) كشف عن أول إستراتيجية في الأمن الغذائي ذات العائد الاقتصادي.. "البلح" المحصول المعجزة.. يغني من الجوع في أوقات الجفاف وتقوم عليه صناعات
ما زالت السنة النبوية تدهشنا وتدهش العالم بما ورد فيها من أقوال الرسول (ص) توافقت مع الكشوف العلمية وما أخبر به المولى عز وجل نبيه قبل أن يكون هناك معامل التجريب العلمي، ومن بين معجزات الكلام النبوي المشرف، حديثه الثابت في صحيح الامام مسلم كتاب الأشربة باب "في ادخار التمر ونحوه من الأقوات" حيث يقول صلوات الله وتسليماته عليه لأم المؤمنين عائشة وهي راوية الحديث: "يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا." وهو ما يعني بالضرورة أن الاعتماد على التمر في الغذاء يحصل به الشبع وإفادة الجسم، وهو ما يمكن الاعتماد عليه من الناحية الاقتصادية واقامة المشروعات عليه، واللجوء إليه وقت الشدائد والكوارث كبديل لنقص الطعام في فترات الجفاف في ظل مخاوف من ازدياد نقص حصة المواطن المصري من مياه النيل. أكد الدكتور "عبد المجيد أبو الفضل" الداعية الإسلامي أن أحاديث الرسول (ص) منزهة عن الخطأ أو الزيف وهذا بالطبع ينطبق على تلك التي لا خلاف عليها وقاطعة الثبوت، وعندما أمن بها وعمل بها السابقون الأولون من المسلمين في صدر الإسلام ومن تلاهم من الأجيال لم يكونوا في حاجة إلى تجريب العلم واكتشافاته حتى يتأكد لهم صدق ما قاله أشرف الخلق وخاتم النبيين (ص). وأضاف"أبو الفضل" أن الأطباء والمختصون في التغذية ينصحون بتناول التمر في الإفطار والسحور لما فيه من الطاقة وكذلك لأنه يمنع العطش عن الصائم، وقد جربنا هذا وثبت صحته، ولا مجال للتشكيك فيه بل نجد في التمر صفة تميزه عن غيره من الأغذية عالية الطاقة أنه مناسب للمرضى بالسكر وهذا ما أفاد به الأطباء. وأوضح الدكتور "إمام الجمسي" الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية الأهمية الاقتصادية لمحصول "التمر"، قائلا أنه بمثابة محصول وأن النخيل شجرة معجزة تتلخص فيها معظم الفوائد الغذائية وكذلك الاقتصادية، فقد أكدت الأبحاث والدراسات على قميته الغذائية العالية وامكانية الاستفادة منه في استحداث عدد كبير من الصناعات واقامة مشروعات تعتمد عليه وتوفر آلاف فرص العمل خاصة في المحافظات الصحراوية مثل سيناء والوادي الجديد وأيضا الصعيد، نظرا لتوفر الظروف المناسبة لزراعته فهو لا يحتاج ماء كثير بل على العكس الماء الزيادة في ريه وتغذيته يقلل من تركيز السكر فيه. وأكد "الجمسي" أنه ناقش دراسة كانت قد قدمتها باحثة في مركز بحوث الصحراء تعتمد في مقدمتها بشكل أساسي على توضيح القيمة الاقتصادية لمحصول "البلح" هناك صناعات تقوم على نواة التمر وأيضا استغلال الجريد ناهيك عن ثمرة التمر نفسه والصناعات المشتقة منه، وهو ما يمكن الاعتماد عليه بشكل أساسي في عاداتنا الغذائية ويوفر لنا العجز في بعض الاصناف الأخرى أو التي ترتفع أسعارها بشكل جنوني. واستنكر خبير الاقتصاد الزراعي تجاهل المصريين لذلك المحصول في ثقافتنا وعاداتنا الغذائية، في الوقت الذي كانت هناك بلدان عربية مثل دول الخليج يعتمدون عليه بشكل أساسي وفي السعودية هو أفضل أنواع الحلويات التي تقدم للضيوف، وبالتالي يمكن توظيفه والاستفادة منه في أوقات المحن والشدائد الناتجة بسبب نقص المياه أو الغذاء وهو ما يحتاج منا إلى مزيد من الاهتمام به من الآن خاصة بعد تصريحات المخيفة عن عجز حصة المواطن المصري من المياه والتي افصح عنها المختصين في الموارد المائية. ومن الناحية الطبية وأثر تناول التمر على صحة الإنسان قال الدكتور سيف خليفة خبير التغذية، إن التمر يتكون من عدة مواد توفر الغذاء المناسب مع الهضم السريع والسهل للجسم، مثل الكربوهيدرات التي تمثل نحو 75% من وزن التمرة، إضافة إلى أن هناك أنواع دعة من السكريات بسيطة الهضم والامتصاص تمثل نحو 66% منها سكر الجلوكوز والفركتوز الذي سرعان ما يتحول إلى سكر الجلوكوز في الجسم. وأضاف "خليفة" أن التمر له قدرة عجيبة على رفع نسبة السكر في الدم ما يحافظ على عدم انخفاضه بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، وتشير جداول منسوب السكر إلى أن التمر هو الغذاء الأكثر قدرة على رفع سكر الدم على الإطلاق من بين جميع أنواع الفواكه والأطعمة الحلوة الطبيعية غير المصنعة، وبقيمة 147. وأشار خبير التغذية إلى أن التمر مصدر غني جدا بالبوتاسيوم، إضافة إلى احتوائه كميات جيدة من الفيتامينات الذائبة في الماء وخاصة النياسين وهو ما يشبه الوجبة المتكاملة في صنف واحد من الثمار. وقال الدكتور مصطفى علوان المختص في الغدد الصماء أن هناك غدة تسمى "تحت المهاد" أو "الوطاء" لها القدرة على تحسس وقياس مستوى سكر الدم "الجلوكوز" في الجسم، كما يتحسس الدماغ الجوع من خلال سيالات عصبية تصل إليه. وأوضح "علوان" أن العنصر الأهم في تحديد الشعور بالجوع هو سكر الدم "الجلوكوز"، ويمثل سكر الجلوكوز عنصر الطاقة في الجسم وهو الشكل الوحيد من الكربوهيدرات القابل للتصريف داخل خلايا الجسم وأنسجته وهي موجودة في التمر بوفرة.