مصر مهد الديانات التي قال عنها ربنا سبحانه وتعالي في سورة يوسف " ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ"، وبمصر من الشواهد ما يؤكد على أنها بلد الآمن والأمان، ويؤكد أنها مهد الأديان أيضًا، فتجد بها الكنائس تعانق مآذن المساجد في ود وحب وآلفة لم يشهدها غيرها من بلدان العالم، الأمر الذي جعل منها بلدًا للإيمان. وبينما يدعي التكفيريين والمجرمين المضللين من أعداء "مصر المؤمنة"، أنها بلد الوثنية والرجعية والجهل، تقف مآذن مساجدها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ لتثبت يومًا بعد يوم أنها من أوائل الدول التي تلقت الدين الحنيف واهتمت به بل ودرسته في أرجاء مساجدها التاريخية، مما جعلها مقصدًا لطلبة العلم حول العالم. ومن المساجد التي تشهد على وعي وثقافة مصر وتشهد لها بالإيمان جامع عمرو بن العاص، وهو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا كلها، والذي بني في مدينة الفسطاط، ويعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى في القاهرة العاصمة، ونظرا لدوره التاريخي في الماضي والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضاري في مناحي الحياة بمصر وفي كل المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع، وهو أيضا أول جامعه إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان، لذلك اعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر، حيث تلقى فيه طلاب العلم كل علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف، وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي كما هو منذ الفتح الإسلامي لمصر، ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعي والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام. كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعًا في 30 ذراعًا وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53ه 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 في 110أمتار. يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة به، قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك، وهي مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية. https://www.youtube.com/watch?v=Z62cnzycbfA https://www.youtube.com/watch?v=CnN8OP__CWE