قالت مصادر أمنية: إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتادا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا مع اشتداد حدة القتال شمالي مدينة حلب، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال: إنه لا توجد خطط فورية لأي تدخل عسكري. وذكرت مصادر أمنية ومسئولون في أنقرة، أن الجيش التركي كثف إجراءات الأمن وأرسل قوات خاصة مع احتدام القتال. وقالت جماعة مقراقبة ومعارضون مسلحون أمس الخميس (2 يوليو ) إن المعارضين المسلحين في سوريا بقيادة جماعات إسلامية بدأوا هجوما رئيسيا من أجل السيطرة الكاملة على المدينة الشمالية المقسمة، في خطوة ستمثل ضربة كبيرة للرئيس بشار الأسد. وقال داود أوغلو للقناة السابعة التركية أمس، "صحيح أننا اتخذنا إجراءات احترازية لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي". وقال مسئول تركي كبير لرويترز: إن أنقرة غير مستريحة لوجود مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هناك، ولا لاحتمال سيطرة القوات الكردية على الحدود بالكامل. وأضاف أن الطريق بين تركيا وحلب مهم، وأن أنقرة ستتحرك إذا سيطرت القوات الكردية على جرابلس وهي بلدة سورية إلى الغرب من نهر الفرات على الجانب الآخر من الحدود من بلدة كاركاميس التركية. وترى أنقرة في تنامي وجود الأكراد تهديدا وتعتقد أن قوات حماية الشعب الكردية السورية على الحدود تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي كان يحارب الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع راح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص. وقال مسئول تركي آخر لرويترز إن هناك مخاوف أيضا من تدفق نحو مليون مهاجر آخرين على تركيا نتيجة للاشتباكات في سوريا. وقال جون باس السفير الأمريكي في أنقرة للصحفيين أمس الخميس: إن تركيا والولايات المتحدة تعملان معا لمواجهة تهديد وجود مقاتلي الدولة الإسلامية في شمال سوريا. لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إنها لا تملك "دليلا قويا" على أن تركيا تبحث إقامة منطقة عازلة في سوريا. وقال شهود إن قتالا عنيفا وانفجارات سمعت من بلدة كيليس الحدودية التركية الليلة الماضية على بعد نحو 50 كيلومترا من مدينة أعزاز السورية الصغيرة. وأضافوا أن الوضع هادئ صباح اليوم الجمعة. وذكرت قوات الأمن أن القتال في أعزاز يدور بين مقاتلي الدولة الإسلامية من جانب وتحالف يضم جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وجماعات معارضة يدعمها الغرب من جانب آخر. ويسيطر الجيش السوري وجماعات متحالفة معه على الأحياء الغربية في حلب. وقال داود أوغلو إن الرئيس السوري بشار الأسد يتعاون مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في مهاجمة المعارضة المعتدلة. ونفى مسئولون سوريون مثل هذه المزاعم من قبل مشيرين إلى أنهم يخوضون معركة ضد الدولة الإسلامية. وأشار داود أوغلو إلى أنه إذا أصبحت حلب معزولة بسبب القتال فإن هذا سيؤدي إلى تدفق بشري كبير جديد على تركيا التي يعيش فيها بالفعل أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.