نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، مساء أمس الأحد، ملتقى لتكريم متعافي الخط الساخن لعلاج الإدمان تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الإدمان بالتعاون مع مستشفى المعادى العسكري. وقام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بتسليم شيكات حملة "بداية جديدة" لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين بحضور غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وبحضور كل من وزراء الصحة والشباب والصحة السكان والتعليم العالى ومفتى الجمهورية واللواء أحمد عبد الحليم، مساعد وزير الدفاع للخدمات العلاجية وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والمطرب هشام عباس الذي قام بترديد الأغانى لمخاطبة المتعافين وأصدقائهم وكذلك أسرهم في إطار الحملة الإعلامية لمكافحة تعاطى المخدرات. وقال رئيس مجلس الوزراء: إن إصرار المتعافين على تلقى العلاج يؤكد أنهم أبطال حقيقيون واجهوا التحديات لذلك تم توفير مشروعات صغيرة لهم، لافتًا إلى أن الحكومة أعلنت الشهر الماضى خطة الدولة لمكافحة المخدرات وشملت كل أوجه وأشكال المكافحة، حيث إن مشكلة التعاطى تمس الأمن القومى والسلم المجتمعى، خاصة بعدما وصل معدل الإدمان إلى 2، 4% من السكان، بينما يصل معدل التعاطى إلى 10، 4% من السكان، وهو ما يشكل ضعف المعدلات العالمية. وأوضح محلب أنه رغم الفترة الوجيزة منذ إعلان الخطة حتى الآن إلا أنه يتابع بصفة مستمرة تنفيذ أعمالها، وأنه تمت مراجعة وتطوير كل المناهج التعليمية من خلال خبراء من صندوق مكافحة الإدمان وقطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم لتضمين المناهج أضرار تعاطى المخدرات ووضع خطط التنفيذ في جميع المدارس اعتبارًا من العام المقبل، إضافة إلى إعداد دبلومات مهنية متخصصة لإعداد الكوادر العاملة في هذا المجال وفقًا لأسس علمية سليمة، وكذلك إطلاق الحملة الإعلامية لمكافحة المخدرات والتي ينفذها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بوزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حيث تم إنتاج الأعمال الغنائية في إطار هذه الحملة الموجهة للشباب والأسر. وأكد رئيس الوزراء أن تكثيف الحكومة للحملات على الطرق السريعة أدى إلى انخفاض نسب التعاطى بين السائقين المهنيين من 24% إلى 11% خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان قام بدعم الإدارة العامة للمرور ب15 ألف كاشف للتحليل للسائقين والتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات على الطرق السريعة، وأنه يتم متابعة نتائج هذه الحملات اسبوعيا، حيث لن نتهاون في أي قضية تهدد حياة أبناء الوطن. وأوضح محلب أنه على صعيد العلاج والتأهيل فتتبنى الدولة حاليا إنشاء ثلاثة مستشفيات علاجية جديدة في الأماكن المحرومة من الخدمة، وأنه تم بدء العمل في إنشاء هذه المستشفيات من خلال وزارة الصحة، وإدارة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان لمواجهة العجز في السعة الاستيعابية لمرضى الإدمان وتطوير الخدمات لهم، لافتًا إلى ضرورة توفير الرعاية اللاحقة لمرضى الإدمان ومساندتهم في الدمج المجتمعى مرة أخرى، ولذلك تم إطلاق مبادرة "بداية جديدة" لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين بالشراكة بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وبنك ناصر الاجتماعي، حيث تم تسليم أول شيكات لدعم مشروعات أبنائنا المتعافين في إطار هذه المبادرة، مطالبا المجتمع المدنى بالمساهمة في مواجهة هذا الخطر الذي يغزو مصر ويستهدف شبابنا، قائلًا: "محدش هيعرف يكسر مصر، ما دام لدينا جيش هو فخر أبناء هذا الوطن، وشرطة في خدمة هذا الشعب". من جانبها أكدت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة صندوق ومكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي على حرص الحكومة على دمج المتعافين في المجتمع وتوفير مشروعات صغيرة لهم من خلال التعاون بين بنك ناصر الاجتماعي وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان خاصة بعد تلقيهم العلاج بالمجان من خلال خدمة الخط الساخن "16023" للصندوق وأوضحت غادة والى وزيرة التضامن أن رئيس مجلس الوزراء وجه بضرورة تعامل الدولة بمختلف مؤسساتها مع مشكلة تعاطي وإدمان المواد المخدرة باعتبارها تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والسلم المجتمعى بقدر التهديد والخطورة التي يشكلها الإرهاب على المجتمع، حيث تشير الإحصائيات إلى تدنى سن بداية التعاطى لمرحلة الطفولة والمراهقة، وتراجع دور الأسرة في المواجهة، حيث أن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين. وأكدت "غادة والى" أن هناك ارتباطا كبيرا بين القيادة تحت تأثير المخدر وانتشار الحوادث كمان الإحصائيات تشير إلى أن (87%) من الجرائم الغير مبررة يقف تعاطي المواد المخدرة وراء ارتكابها، وتمثل قضية تعاطي المواد المخدرة المتهم الرئيسى لحوادث غريبة على مجتمعنا مثل التحرش والاغتصاب والسرقة بالإكراه والقتل العمد إضافة إلى أن حجم إنفاق الأسر المصرية على التدخين يصل إلى 6% من دخلها، ويبلغ متوسط إنفاق الفرد على التعاطى 237 جنيها شهريًا، ناهيك عن التكلفة الاقتصادية غير المباشرة التي تتكبدها الدولة حيث إن تكلفة برامج المكافحة والعلاج تتخطى مليارات الجنيهات، إضافة إلى ضعف القدرة الإنتاجية للفرد وأشارت غادة والى وزيرة التضامن إلى أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اطلق في شهر مايو الماضي الخطة القومية لمكافحة تعاطى المخدرات، وشارك في رسم أهدافها وأنشطتها كل الوزارات المعنية وتم التصديق على مبلغ 250 مليون جنيه كميزانية إضافية مع بداية العام المالى الجديد حيث سيتم توفير بيئة تعليمية مناهضة لتعاطى المواد المخدرة من خلال دمج مكون وقائي في مناهج التعليم الأساسي والذي انتهى الصندوق من تطويره بالتعاون مع قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم والخبراء المعنيين وجار وضع الآليات التي تضمن تعميم تنفيذ برنامج "اختار حياتك" للوقاية من المخدرات في كل مدارس الجمهورية بدءًا من العام الدراسي القادم إضافة إلى مواجهة ظاهرة القيادة تحت تأثير المخدر من خلال تكثيف حملات الكشف المبكر على السائقين خلال الفترة القادمة حيث قام الصندوق بتوفير قاعدة بيانات لسائقى حافلات المدارس على مستوى الجمهورية، وإجراء عمليات الكشف على المخدرات بين 1500 سائق في 5 محافظات خلال الفصل الدراسي الماضى حيث وصلت نسبة التعاطي بين السائقين في المدارس إلى 7%، كما وجهت الوزيرة الشكر للفنان هشام عباس على جهده الكبير وتبرعه بأداء العديد من الأغاني التي تخاطب المتعافين من تعاطى المخدرات وأصدقائهم وأسرهم للحث على الابتعاد عن تعاطى المخدرات وكذلك الشكر للكاتب الكبير بهاء الدين محمد لكتابته كلمات الاغانى والذي قام الفنان هشام عباس بغنائها خلال الاحتفالية وسط تصفيق حاد من جانب المتعافين والحضور، لافته إلى أنه يتم الإعداد لحملة إعلامية متكاملة للتوعية بخطورة المشكلة بالتنسيق مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة،كما أنتج الصندوق أعمال غنائية غير تقليدية لمواجهة المشكلة، إضافة إلى تطوير الخط الساخن للصندوق "16023"، ليتضمن تلقى البلاغات عن أماكن الإتجار وتعاطى المخدرات، وكذلك الإبلاغ عن المراكز الوهمية غير المرخصة لعلاج مرضى الإدمان على أن يقوم الصندوق بإبلاغ الجهات المعنية للتفتيش على الأماكن وضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بجانب تلقى الخط الساخن اتصالات المرضى وأسرهم بهدف تقديم خدمة العلاج والمشورة بالمجان وفى سرية تامة. ووجهت الوزيرة رسالة للشباب قائلة: "مصر لن تنكسر وستواجه إرهاب المخدرات بعزيمتكم خاصة أن الشباب يمثل أكثر من 50% من السكان. من جانبه، أكد اللواء أحمد عبد الحليم مساعد وزير الدفاع للخدمات العلاجية، أن القوات المسلحة لن تتهاون تجاه من يحاول الإضرار بشباب مصر في ظل وجود العزيمة والإصرار لديهم وأن ما يؤكد ذلك هو الاحتفال بهم بعد تعافيهم من تعاطى المخدرات، لافتا إلى أن هناك قوى خارجية تحاول الإضرار بالدولة وشبابها إلا أن أجهزة الدولة ورجال القوات المسلحة قادرون على التصدى لأى محاولات وحماية أبنائهم.. قائلا: "القوات المسلحة قادرة على حماية مصر أرضا ووطنا، سواء من الإرهاب أو الفكر المتطرف، لافتًا إلى أنه يتم حاليا إنشاء مستشفى نموذجي بمحافظة المنيا لعلاج مرضى الإدمان.