من العقول المصرية المهاجرة التي تسعي بكل جهد لرسم السعادة على وجوه الأطفال الذين يعانون من الأمراض، والتي لا تبخل بالدعم من أموالها الخاصة من أجل أطفال مصر فهم المستقبل بالنسبة لها. "البوابة نيوز" التقت الدكتورة منال عليوة في أول حوار صحفي لها من الإمارات عبر الحديث عن مبادرة "أرت تو كير"، التي انطلقت لتنفيذ مشروع ترفيهي علاجي فني لأطفال مرضي السرطان وإلى نص الحوار.. - ماهي أول الدول التي بدأت بالعلاج بالفن ؟ - العلاج بالفن بدأ في ستينيات القرن الماضي في دولة إنجلترا عام 1941، تحديدًا على يد الطبيب الفنان أدريان وخصص الفكرة للمرضى النفسيين وكانت أمريكا من أوائل الدول التي اتبعت هذا النهج، الذي ساهم بالفعل في رفع معدلات الشفاء بها ويعتمد العلاج بالفن على 3 مراحل أساسية يمر بها الطفل من خلال التنفيس بإخراج ما بداخل الطفل من خلال الرسم أو العمل الفني الذي يقوم به ثم تأتي مرحلة هانة وهي مرحلة التحليل هي تعتمد بقدر كبير على الطبيب النفسي، الذي يقوم بتحليل ما رسمه الطفل، وكيف عبر عنها سواء من خلال الأحداث اليومية التي يمر بها الطفل أو ما يعانيه من ضغوط نفسية داخلية، ثم تكتمل المرحلة الثالثة وهي العلاج وهي توظيف كل ما سبق في تقديم العلاج اللازم للطفل، ونقوم بملاحظة تطور حالة الطفل ومدى استجابته من خلال الرسم. - هل تعنى كلمة "أرت تو كير" الاهتمام وليس العلاج ؟ - صحيح أن الترجمة الحرفية لكلمة "أرت تو كير"، تعنى العناية والرعاية بالفن إلا أنها تتضمن في طياتها أيضًا مفهوم العلاج بالفن أيضًا، حيث إن العناية والرعاية مفهوم أكثر اتساعًا فالعلاج بالفن أساسًا يهتم بتفريغ الطاقات السلبية عند المريض، ويساعد في تكوين طاقات إيجابية جديدة تقوى جهاز المناعة، وتنشئ قدرة جديدة عند المريض لتقبل العلاج، مما يساعد على الإسراع بعملية الشفاء ناهيك عن فتح طاقات جديدة للأمل والسعادة تعجل بالفعل بالشفاء. - كيف بدأت فكرة المبادرة والعلاج بالفن لأطفال السرطان ؟ - لبنان هو أحد الدول العربية التي يستخدم فيها بعض المعالجين النفسيين الجانب الفني، خاصة لتشخيص الأزمات النفسية التي يمر بها الأطفال، وكذلك لمساعدتهم على الخروج من محنهم، أما في مصر فقد كنت حريصة على نقل هذه الخبرة العلاجية إلى مستشفى 57357 كبداية، ثم بقية مستشفياتنا في مراحل أخرى؛ للمساهمة في علاج أطفال مرضى بأمراض أخرى، وقد بدأنا المبادرة في مصر في عام 2014 أي قبل عام من الآن. - ماهي أهم الفعاليات التي تستخدمونها لتخفيف الألم عن الأطفال ؟ - الفعاليات التي نستخدمها في المبادرة هي ورش عمل مرتين أسبوعيًا على مدى العام تتناول ورش فنية وعروض تمثيلية ورش للكتابة، وجلسات موسيقية ومعسكرات وحفلات سمر وبعض القوالب أو الأشكال الفنية الأخرى، ومن أحلامي نشر مفهوم العلاج بالفن، الذي تعرفت عليه خلال تجربة شخصية في الولاياتالمتحدة، وأن ينتشر مثل هذا النوع من العلاج بالفن، وأضافت أيضًا أنها سوف تسعى لاستخدام منتجات ورش العمل كمادة تسويقية وتعريفية. - وماذا عن منتجات الأطفال ؟ - ليس من المهم الجودة العالية لمنتجات الأطفال لكن القية الحقيقية تكمن في تعبيرهم عما في داخلهم ونحاول أن نختار أحسن هذه المخرجات ووضعها في صورة منتجات مثل كروت المعايدة وبيعها والتبرع بعوائد هذه المنتجات لصالح المرضى مرة أخرى. - ما أنواع الفنون التي تستخدمها مبادرة "أرت تو كير" لعلاج الأطفال ؟ - استخدمت "أرت توكير" خلال فترة عملها في المرحلة الأولى العديد من اشكال الفنون التشكيلية كالرسم والفنون اليدوية والجداريات وكافة أشكال الفنون التشكيلية، كذلك تم استخدام فنون الموسيقى والدراما في حدود ضيقة في هذه المرحلة ومتوقع التوسع فيها مستقيلاً إن شاء الله عن طريق إقامة أكثر من ورشة عمل للتمثيل المسرحي الصامت تقوم على التمارين الارتجالية استهدفت بشكل أساسي الموظفين والعاملين في مهن تتطلب مواجهة مع الآخرين لكسر حاجز الارتباك والخجل وتعليم المتدربين الإقدام والتعبير عن الذات. - ماهي نسب العلاج والشفاء بالفن التي تم تسجليها ؟ - بمراجعة نسب الشفاء في مستشفى 57357 سنجد أنها ارتفعت بالفعل، ولو بنسب بسيطة خلال العام الذي عملت فيه "أرت تو كير" في المستشفى وهى واحد من المتغيرات الإيجابية التي طرأت على المستشفى خلال هذا العام. - ما هي الجهة التي تقوم بتمويل المبادرة ؟ - تمويل المبادرة في الأساس بمجهود شخصى، وقد ساهمت صديقات الطفولة والدراسة معي في إطلاق المبادرة منذ البدايات. - ما هو عدد المتطوعين بالمبادرة ؟ - عدد المتطوعين يزيد أو يقل حسب الأنشطة والأحداث، ولكنه يتراوح دومًا بين أربعين وخمسين متطوع. - هل المبادرة متخصصة في علاج سرطان الأطفال أم هناك أمراض أخرى تدخل ضمن الاهتمامات ؟ - بدأنا بمبادرة "أرت تو كير"، في المشاركة في علاج مرضى السرطان أساسًا في 57357، ومنها للمعهد القومي للأورام، ولكننا بصدد التوجه للإسهام في التصدي لأمراض أخرى إن شاء الله.