سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة "8"..في قوله تعالي: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ".. العلم يكتشف..في الأربعين تكتمل قدرات الإنسان العقلية والجسدية وبعده تبدأ في التناقص
تواصل "البوابة نيوز" كشف الحقائق العلمية التي ذكرها الله تعالي في القرآن الكريم والتي لم يستطع العلم إثباتها أو اكتشافها إلا بعد خروج القرآن الكريم للنور بعد قرون وفي تلك الحلقة نتناول ما وراء آية من آيات سورة الأحقاف حيث قال الله تعالي (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15]." وبداية الأمر تؤكد الدكتورة رانيا رفعت، المتخصصة في تكنولوجيا التعليم، الحقيقة العلمية التي تقول بإن ذروة قوة الإنسان تكون عند عمر 39عاما، وهذا السن محسوب طبعًا بالسنوات الشمسية، ولكن عند حساب عمر الإنسان بالسنوات القمرية فإن العمر يصبح أربعين سنة (39 سنة شمسية = 40 سنة قمرية تقريبًا، وهو التقويم الذي نتعامل به كمسلمين، أي أربعين سنة قمرية مشيرة إلى أن ذلك هو ما أكده القرآن الكريم بدقة تامة قبل أربعة عشر قرنًا وربط بينه وبين قوة الإنسان في الآية الكريمة "أشدّه"، حيث حدد القرآن بدقة السن الذي يبلغ الإنسان فيه ذروة النشاط، والقوة وهو (أربعين سنة)، وقد كشف العلماء أن هذا هو السن الحقيقية لذلك، ولذلك قيل إن ذروة قوة الإنسان ونشاطه وإمكانياته العقلية والجسدية تكون في سن (39) سنة، واعتبارًا من سن الأربعين يبدأ كل شيء بالتناقص. وتابعت رفعت بعد سن الأربعين يتناقص إفراز مادة المايلين Myelin، مما يؤدي إلى انخفاض في نشاط الذاكرة، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية، وكذلك نشاط الجسم وقوته وشدته، ومهما حاول الإنسان لا يستطيع إيقاف التدهور في قوته بعد سن الأربعين، حتى لو مارس الرياضة واتبع نظامًا غذائيًا، مضيفة أن تلك النتائج جاءت حسب دراسة نشرها موقع أخبار "إن بي سي" الأمريكي. مؤكدة على أن سن الاربعين يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل، ينظر إلى السفح الأول فيرى طفولته وشبابه، ويجد أن مذاقهما لا يزال في أعماقه، وينظر إلى السفح الآخر، فيجد ما تبقى من مراحل عمره، ويدرك كم هو قريب منها، كما أنه العمر الذي يكون الإنسان قادرًا فيه على أن يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها. وتضيف الدكتورة غادة عبد الهادي، أستاذة الفلسفة بجامعة عين شمس، أن اختصاص سن الأربعين بالذكر في هذه الآية الكريمة دليل على أنه سن استيفاء كمال العقل والفهم، وذروة تمام نعمة الله على الإنسان في كمال القوى التي منحه الله إياها، وهي مرحلة زائدة على بلوغ الأشد الذي يتم ببلوغ الحلم. مؤكدة أن الإمام القرطبي رحمه الله يقول إن الله عز وجل ذكر أن من بلغ الأربعين عاما فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرها، كذلك قال الإمام مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا، ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس ". مضيفة أنه كذلك يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: "حتى إذا بلغ أشده" أي: قوي وشب وارتجل "وبلغ أربعين سنة" أي: تناهى عقله وكمل فهمه وحلمه، ويقال: إنه لا يتغير غالبا عما يكون عليه ابن الأربعين. ولفتت عبد الهادي إلى أن سن الأربعين ليس هو حد الحساب والعقاب، ولا تدل الآية بوجه من الوجوه أن الشباب في فسحة من دينهم، فالبلوغ هو مناط التكليف وسن المحاسبة، بدليل الحديث المشهور من قوله صلى الله عليه وسلم: ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ ) رواه أبوداود، ولكن المقصود في الآية أن سن الأربعين هو سن تمام استواء البنية العقلية والجسمية، فذلك أحرى أن يشكر نعمة الله تعالى عليه، ويبذل عمره في طاعة الله.