يلقبه المصريون وغير المصريين ب«شيخ مشايخ المقارئ»، ويعد صاحب مدرسة مميزة في الأداء، هو عالم في القراءات وأستاذ في علم التجويد، وكان حجة في القراءات الصحيحة، الأمر الذي دفع الكثيرين من دراويش «دولة التلاوة» لأن يطلقوا عليه لقب: «أستاذ جامعة القرآن»، حتى قيل: «الشيخ الحصرى أستاذ الأدب في الجامعة، والشيخ مصطفى إسماعيل نجيب محفوظ». لم يكتف «الشيخ الحصري» بالتلاوة فحسب، بل أخرج ما يزيد على 10 مؤلفات حول القرآن الكريم، والقراءات. ومن الحكايات المرتبطة به ما رواه ابنه الذي قال: « كان يعطى كل من حفظ منا سطرًا من القرآن قرش صاغ بجانب مصروفه اليومى وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن، فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه المزيد». ويضيف ابنه: «في عام 1960 كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشًا وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن». وبعد وفاته أوصى بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم والحفاظ عليه. يقول شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت عن تلاوته: «عرفته قارئًا مجيدًا يخشى الله في قراءته، ويتبع السلف الصالح في طريقهم، فما حاد عنه قيد أنملة، ولا ابتعد عنه ما استطاع إليه سبيلًا، تملأ قراءته القلوب سكينة وأمنًا وطمأنينة، وتبتعد بالقراءة عن تحولها إلى أصوات موسيقية تحجب المعانى عن القلوب». ويعتبر «الحصري» أول من سجل القرآن بروايات: «حفص بن عاصم، ورش عن نافع، قالون والدوري عن أبى عمرو البصري»، وأول من سجل المصحف المعلم، ورتل القرآن بطريقة المصحف المفسر، كما يعد أول من رتل القرآن وأذن الظهر في الأممالمتحدة. ويعد أيضًا أول من رتل القرآن في القصر الملكى في لندن، وأول من قرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونجرس. ويروى عن «الشيخ الحصري» نجاحه في تلقين «شهادة الدخول في الإسلام» ل 18 أمريكيًا، دخلوا الإسلام على يديه، بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم، وتكرر الأمر ذاته في فرنسا والتي شهدت «إسلام» 10 فرنسيين على يديه خلال زيارته هناك، فيما يروى محبوه أن الجماهير الماليزية حملت سيارته حملًا حبًا فيه. من أكثر الحكايات التي ترتبط بقصة حياة «الشيخ الحصري» اتجاه ابنته «إفراج»، والتي عرفت فيما بعد باسم «ياسمين الخيام» إلى الغناء، وعدم قدرته على منعها من الاتجاه لهذا المجال. تبدأ تلك الحكاية عندما ذهب «الشيخ الحصري» إلى منزل الرئيس الراحل أنور السادات، لإصدار قرار منه بتخفيض الضرائب على «مقرئى القرآن». داخل «منزل الرئيس» التقى «الحصري» بالسيدة جيهان السادات، والتي دعته إلى الموافقة على احتراف «إفراج» للغناء، فما كان منه إلا أن رفض رفضًا شديدًا وقال: «كيف لابنة خادم للقرآن أن تتجه للغناء؟»، فحاولت «جيهان» إقناعه بعدم حرمانية الغناء، استنادًا إلى فتاوى من علماء الدين، مشيدة بتميز صوت «إفراج» فأصر الشيخ على موقفه. ورغم رفض «الشيخ الحصري»، لم تنصع «إفراج» لأمره فاحترفت الغناء بتشجيع من زوجها وشقيقها، وهو ما أثار غضب الشيخ، للدرجة التي جعلت مقربين منه يربطون تلك الواقعة بدخوله «غرفة الإنعاش» بعدها بأيام. كما رفض الشيخ محمود الحصري، محاولات نجلته تسجيل القرآن الكريم بصوتها، وقال لها: «أنا بحفظك القرآن للتدبر فقط». حكاية أخرى كشفت عنها ابنته «إفراج» والتي قالت إن الرئيس الأمريكى الحالى تأثر كثيرًا بصوت الشيخ محمود الحصري، ما دعا السفارة الأمريكية إلى دعوتها لحضور خطاب «أوباما» الشهير داخل جامعة القاهرة عام 2009. تقول ابنة الشيخ: «تلقيت دعوة من السفارة الأمريكيةبالقاهرة لحضور خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة». كما أشارت إلى أن «حسين أوباما»، والد الرئيس الأمريكي، كان على علاقة وطيدة بوالدها «الشيخ الحصري»، وأهداه نسخة من المصحف المرتل بصوته في إحدى رحلاته، وقالت: «أعتقد أن أوباما متأثر بتراث والدي».