تاريخ العرض: 1985 إنتاج: قطاع الإنتاج، التليفزيون المصري إخراج ومعالجة درامية: يحيى العلمي تأليف: صلاح جاهين، سناء البيسي موسيقى وألحان: عمار الشريعي، كمال الطويل تمثيل: أحمد زكي، سعاد حسني، تحية كاريوكا، زهرة العلا، حسن عابدين، أبو بكر عزت وعدد كبير من النجوم كضيوف شرف عصام زكريا أي اسم من هؤلاء، أحمد زكي، سعاد حسني، صلاح جاهين، يحيى العلمي، يكفى وحده لتتوقع النجاح لأى عمل فني، فما بالك بعمل يجمعهم كلهم ويزيد عليهم ألحان وموسيقى كمال الطويل وعمار الشريعي، وضيوف شرف معظمهم من كبار ممثلى السينما والمسرح والتليفزيون؟! في لحظة تاريخية من عمر الدراما المصرية قررت سعاد حسنى أن تقدم مسلسلا للتليفزيون، سيظل عملها الأول والأخير، يشاركها بطولته النجم الأكثر شعبية أحمد زكي، وتحت رعاية أبيها الروحى عملاق شعر العامية والغناء والكاريكاتير وأشياء كثيرة أخرى، صلاح جاهين، عن مجموعة قصصية صحفية للكاتبة الموهوبة سناء البيسى. المسلسل يتكون من حلقات منفصلة، كل حلقة قصة مختلفة بشخصيات مختلفة، يجمعها فقط أنها تدور عن العلاقات بين الجنسين، من زواج، وحب، ونفور، وتنافس مهنى.. إلخ بشكل كوميدي، والمسلسل مطعم بعشرات النجوم وعدد كبير من الأغانى التي كتبها جاهين من تلحين الكبيرين الشريعى والطويل. طبعا كل هذه الأسماء لا تعنى بالضرورة أن يكون العمل مضمون النجاح، في الفن يمكن أن يكون كل عنصر جيدا وحده، ولكن لا تضبط الكيمياء، أو «الهارموني»، بالمصطلحات الفنية، فيخرج العمل متنافرا غير متناغم العناصر، والمخرج عادة ما يكون المسئول الأول عن تحقيق هذه الكيمياء أو إفسادها، لكن الإنتاج أو أي عنصر آخر يمكن أن يعوق عمل المخرج ويفسده.. وقد توفر لهذا العمل مخرج كبير هو يحيى العلمى وإنتاج يعتبر نموذجا للدراما المصرية في أبهى صورها وفريق عمل على استعداد لبذل كل جهد في سبيل التفوق.. وهو ما ترجم إلى نجاح شعبى منقطع النظير عند عرض المسلسل لأول مرة. خرج «هو وهى» على الناس في منتصف الثمانينيات كامل الأوصاف، مبهرا للعيون والآذان، جديدا في شكله الفني، مثيرا في مضمونه، مبهجا في صياغته، عمل لا يزال يبدو بعد ثلاثين عاما على صنعه، وكأنه صنع بالأمس القريب. بعض حلقات المسلسل، بما أن كل حلقة تتناول موضوعا مختلفا، قد تكون أكثر جودة أو صلاحية للاستهلاك طويل الأمد من غيرها، مثال على ذلك الحلقة التي تدور في مدرسة بنات إعدادية، حيث تلعب سعاد حسنى دور معلمة موسيقى ويلعب أحمد زكى دور مدرس رجعى يكره الغناء والنساء، تبدو كما لو أنها تتحدث عن مصر الآن، وتتصدر الحلقة أغنية «البنات أفضل الكائنات»، وهى واحدة من أجمل الأغانى التي شدت بها سعاد حسنى ومجموعة الفتيات، وسبقت أغنيات نانسى عجرم للبنات في خفة دمها ورؤيتها التقدمية بعقود. مثال آخر الحلقة التي تدور عن الانتخابات، وتغنى فيها سعاد حسنى أغنية «خالى البيه» والتي تتناول سلبيات النظام البرلمانى في مصر، الذي يعتمد على القبلية والشللية، وخداع الناخبين بالكلمات المعسولة، ثم التنكر لهم بعد دخول البرلمان. «هو وهي» هو أحد درر الدراما المصرية، التي لم تزل تحتفظ بقدرتها على الإمتاع، وفى كل مرة يعاد المسلسل على إحدى القنوات يحظى بمشاهدة جيدة، بجانب نسبة المشاهدات الكبيرة جدا له على اليوتيوب.