تحكي ال أ سطورة اليونانية أن سيزيف اشتغل بالتجارة والإبحار، لكنه كان مخادعا وجشعا واشتهر بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤما، كان ثريًا جدا ويتلاعب بالجميع وكان زيوس كبير الآلهة عند اليونان يحبه ويحكي له أسراره ومغامراته النسائية وذات يوم أراد سيزيف أن يزيح زيوس من علي عرشه فذهب إلى إله النهر وقال له إن ابنتك علي علاقة غير مشروعة مع الإله زيوس وعلم زيوس بما فعله سيزيف فقرر أن يعاقبه بإرساله الي الجحيم ليموت هناك ولكن سيزيف استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس وهرب من الجحيم مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود لرفعها إلى القمة، ويظل هكذا إلى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي. تلك الأسطورة هي تجسيد لواقع مرير يعيشه المصريون الآن فبعد أن ثار المصريين علي كبير الطغاة مبارك في 25 يناير ونجحوا في خلعه كل منهم ظن ان الخير قادم وايام الفقر والشقاء ذهبت بغير رجعة ولكن الشعب المسكين سقط في جحيم الاخوان وذاق من العذاب الوان كلها بمذاق الفوضى والفقر فضلا عن التهديدات باستخدام انصارهم الارهابيين لكل من تطوع له نفسه بمعارضتهم بالإضافة الي تكفيرهم .. وانعدمت الخدمات وقرروا السيطرة علي مفاصل الدولة بأخونتها معتمدين علي اهل الثقة عديمي الخبرة و الكفاءة ..فقرر الشعب ان يهرب من جحيم الاخوان فقام بثورة 30 يونيو وتخلص من الاخوان ولكنه لم يتخلص من الفقر والفوضي والشقاء كانه كتب عليه العذاب الابدي مثله مثل سيزيف الذي ظن نفسه اذكي من الاله زيوس فنال جزاء غروره بان يظل يدحرج الصخرة من اسفل الجبل حتي اعلاه وكلما ظن انه قريب من الهدف فاذا بالصخرة تتدحرج لتعود لنقطة البداية وهكذا ولكن كيف لسيزيف ان يهرب من الجحيم ويعجز عن الهروب من عذاب تلك السخرة الملعونة فمن يفعل الصعب كيف لا يفعل السهل ويهرب من رفع الصخرة ؟ الاجابة بسيطة سيزيف عندما القي في الجحيم شعر ان الامر خطير يتعلق بحياته لذا فكر ودبر حتي خدع اله الموت وهرب وعندما حكم عليه زيوس بالعقوبة الأخرى وهي حمل الصخرة لقمة الجبل استسهل سيزيف الامر وقال زيوس احمق انها عقوبة سهلة لن تأخد مني وقت ومن ثم سأصبح حر طليق.. ولم يفطن سيزيف لمكر زيوس كما لم يفطن شعب مصر لحيلة كبير المستبدين والاخوان في سرقة ثورته لذا استمر في العذاب الابدي وأصبح حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية حلم بعيد المنال و اصبح اكثر طموحه ان يعيش لحظة أمنة دون أن يسمع دوي انفجارات أو قتل او خطف اكثر من ان يري رغيف الخبز صالح للاستهلاك الأدمي .. لك الله يا شعب مصر