الشاعر الصعيدي أبو الفضل بدران أمينًا ل"الأعلى للثقافة"

لم يكن قرار الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، بعدم التجديد للأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور محمد عفيفي، مُفاجئًا كما قال البعض، فالمؤرخ الذي تولى أمانة المجلس ذكر قبلًا في حوار ل"البوابة نيوز" أنه يرى نفسه في مهمة محددة سيعود بعدها إلى قواعده التاريخية والأكاديمية، ليتولى الدكتور محمد أبوالفضل بدران الشاعر، وعضو اتحاد كُتاب مصر، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، أمانة المجلس، وهو اختيار يراه الكثيرون موفقًا لوجود الدكتور بدران داخل الوسط وإلمامه بالكثير من مشكلات المثقفين.
ولد بدران عام 1959 في قرية العويضات بمركز قفط التابع لمحافظة قنا، وأتم هناك تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة أسيوط في قنا، ليتخرج عام 1981، وتابع دراسته ليحصل على درجة الماجستير في النقد الأدبي من كلية الآداب بسوهاج عام 1985، ثم سافر إلى ألمانيا في بعثة علمية لنيل درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة بون بالاشتراك مع جامعة أسيوط عام 1990.
تدرج بدران، في وظائف السلك الأكاديمي، فتم تعيينه بالجامعة معيدًا، فمدرسًا مساعدًا، ثم مدرس للنقد الأدبي بكلية الآداب جامعة أسيوط في قنا، وعمل كذلك لفترة مدرسًا للغة والنقد الأدبي في كلية الألسن بجامعة بون بألمانيا، وقضى الفترة من 1994 حتى 1996 أستاذا زائرًا بكلية الآداب بجامعة بون؛ وشغل وظيفة رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب، ليصل إلى منصب عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة جنوب الوادي بقنا؛ كما أُعير للعمل بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
أصدر بدران، ديوانه الشعري الأول عام 1991م بعنوان "النوارس تحكي غربتها"، وانتظر عشرة أعوام قبل أن يُصدر ديوانه الثاني "ديوان بدران" عام 2001؛ ولكنه واصل نشاطه المكثف كأستاذ للأدب والنقد، وكشاعر أيضًا، فسافر إلى العديد من المؤتمرات الأدبية في فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والمغرب وليبيا؛ ونشر أيضًا العديد من قصائده وأبحاثه في الكثير من المجلات العربية، وبعض المجلات الألمانية؛ حيث قدم أبحاثًا نقدية حول الشعر، والرواية، والاستشراق، والعَروض والفكر باللغتين العربية والألمانية، وأقام عدة أمسيات شعرية بالدول العربية وألمانيا، وشارك في برامج إذاعية وتليفزيونية، وكُتبت عن أعماله دراسات نقدية متعددة.
قام بدران، كذلك بتجربة شعرية ناجحة، حيث قام بترجمة بحور الشعر العربية إلى اللغة الألمانية؛ ولم ينس محافظته التي نشأ فيها وتخرج منها، فأنشأ مؤسسة "أبو الفضل بدران للتنمية والعلوم والثقافة والتراث" بمحافظة قنا؛ ومن أبرز الجوائز الأدبية التي حصل عليها جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وجائزة مؤسسة "همبولت" العالمية.