في دقيقة و42 ثانية، قدمت شركة «فودافون» إعلانها الرئيسى في شهر رمضان، معتمدة على حالة الحنين إلى الماضى، المسيطرة على المجتمع في الفترة الحالية، وكذلك على عادات المصريين في رمضان، واتجاههم إلى «اللمة» على مائدة إفطار رمضان، حيث اختارت الشركة عدة شخصيات فنية بجانب لاعبى الكرة مجدى عبد الغنى وحارس مرمى منتخب هولندا في 1998. يبدأ الإعلان بصوت مصطفى فهمى وهو يهاتف شقيقه حسين فهمى من أجل إعادة شمل الأسرة من جديد، وهكذا في باقى الإعلان، بظهور إيمى سمير غانم ووالدها سمير غانم ووالدتها دلال عبد العزيز، ومى سليم وشقيقتها ميس حمدان، ومحمد عدوية وأحمد عدوية، إلى مفاجأة الإعلان وهو ظهور زوج الفنانة يسرا، خالد سليم، لأول مرة، برفقة شقيقه الفنان هشام سليم، والتي يعتبر لحظة ظهورها هو أهم ما في الإعلان، وربما كان لظهورها بمفردها إعلانا قائما بذاته. الفكرة التي اعتمدت عليها الشركة في الدعاية، ليست قائمة على الأسماء والشخصيات المتواجدة، أو ذات الشعبية، واعتمدت على فكرة «الحنين وحب التجمعات»، وهما فكرتان أكثر شعبية من الشخصيات ذاتها، وقد تبدو الفكرة ملائمة وموجهة إلى زبائن الشركة المغتربين والمفارقين لأسرهم في رمضان، والذي يثير عدة أسئلة حول حقيقة الشريحة المستهدفة من الإعلان، وهل معظم المصريين يفتقدون فعلًا لأسرهم على موائد الفطار؟ وهل تحل هذه المشكلة بوضع كلمات أغانى جميعها حول افتقاد التجمعات أيضا؟ والتي لا تختلف عن الجملة المبتذلة «راحت فين أيام زمان». بجانب الجوانب الجذابة في الإعلان، والتي جعلته أول مادة رمضانية تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى سريعًا، إلا أنه يحمل بعض الجوانب السلبية، مثل اعتماده على الغناء وليس الحديث، ومعظم من شاركوا أصواتهم ضعيفة وغير صالحة للغناء من الأساس، بجانب ضعف اللحن والموسيقى والوحدات الإيقاعية المنظمة بصعوبة على أصوات الفنانين. ولولا اختلاف العلامتين التجاريتين، لاعتبر الإعلان أيضا مكملًا لإعلان شركتى «بيبسى وشيبسي» العام الماضي، والذي دار حول نفس الفكرة «يلا نكمل لمتنا»، وظهور شخصيات مثل هشام عباس وحميد الشاعرى وعزت أبو عوف وشقيقاته وغيرهم، بجانب بعض الشخصيات التي أصبحت مستهلكة إعلانيا وإعلاميا وفنيا أيضا مثل سمير غانم وعائلته، الذين أصبحوا ضيوفا دائمين على الإعلانات والأعمال الفنية والبرامج. وكذلك مجدى عبد الغنى وقصة هدفه الشهير في هولندا، حتى أحمد عدوية نفسه، فقدموا جميعهم عدة إعلانات لعلامات تجارية مختلفة تدور في نفس الفلك، فهل يكون ذلك الإعلان آخر محاولات استغلال الحنين قبل أن يقتله الابتذال.