حذرت دراسة، أمس الخميس، من أن مقاتلي البوسنة العائدين من سوريا والعراق، يشكلون شبكات متشددة إقليمية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن في دول البلقان وغيرها. وذكرت الدراسة التي أعدتها مؤسسة "مبادرة الأطلسي"، التي لا تبتغي الربح، ومقرها سراييفو، "أن العائدين يشكلون حلقات تمتد إلى صربيا والجبل الأسود ومقدونيا وألبانيا وكوسوفو، وربما تجذب شبانًا على هامش المجتمع إلى الفكر المتطرف". وقال "فلادو أزينوفيتش"، الذي شارك في إعداد التقرير: "بعد أن كانت البوسنة يومًا ما بلدًا يقصده المقاتلون الأجانب في التسعينيات، أصبحت الآن البلد الأصلي لمتطوعين في حروب شعوب أخرى". واستنادًا إلى مصادر مخابراتية ووثائق علنية مثل سجلات المحاكم، قالت الدراسة "إن ما بلغ إجمالاً 192 بالغًا و25 طفلاً تتراوح أعمارهم بين خمسة شهور و17 عامًا من البوسنة، سافروا إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق من ربيع 2012 حتى نهاية 2014. ومن بينهم 156 شخصًا معظمهم رجال ذهبوا إلى هناك للقتال، وهو ما يجعل البوسنيين من أكثر مجموعات الجهاديين الأجانب من أوروبا. وأكثر من ثلث هؤلاء لهم سجلات جنائية سابقة وتتراوح أعمارهم بين 18 و74 عامًا. ورغم أن غالبية مسلمي البوسنة معتدلون، فإن بعضهم اتبع مذهبًا متشددًا تحت تأثير المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى البوسنة أثناء حربها في الفترة من 1992 إلى 1995 للقتال إلى جوار المسلمين ضد الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك. وبينما بقي 115 بالغًا في سوريا والعراق دون نية واضحة للعودة عاد 51 إلى البوسنة "بعدما تمرسوا في القتال وتطرفت أفكارهم"، وفقًا لما ذكرته الدراسة، وقتل 26 في المعارك. ودعا التقرير إلى تعزيز التنسيق بين قوات الشرطة، والتي ما زالت منقسمة، وفقًا للخطوط السياسية والعرقية في البوسنة، وزيادة مراقبة شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة رئيسية لإقناع الشبان بفكر متطرف وتجنيدهم. وفي العام الماضي فرضت البوسنة عقوبة السجن لفترات تصل إلى عشر سنوات لمن ينظمون أو يجندون أو يمولون ترحيل مواطنين للقتال في دول أجنبية. وأدين 12 في مايو لقتالهم في صفوف داعش في سوريا، وتجري محاكمة "واعظ مسلم" لتحريضه علانية وتجنيده أشخاصًا للقتال في سوريا والعراق.