أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية في الحكومة الجزائرية، عبد القادر مساهل، أنه "لا بديل للحل السياسي في ليبيا سوى التجسيد الفوري للحل السياسي". وأعرب مساهل، في تقييمه لنتائج الاجتماع الذي عقد ببرلين حول الملف الليبي، عن ارتياحه "لكون الأمر أضحى أكثر وضوحا أمس الخميس لدى المجتمع الدولي الذي يشاطر نفس التصور الجزائري المتعلق بالأزمة"، قائلا في هذا السياق: "لقد تميز الاجتماع بتطابق في وجهات النظر بشأن الوضع السائد في ليبيا لا سيما و أن مواقف جميع المشاركين تشجع التجسيد الفوري للتسوية السياسية التي لا بديل عنها". كما أبدى الوزير الجزائري، عقب مشاركته في اجتماع برلين، ارتياحه ل"إرادة المجتمع الدولي في تفضيل الحوار كوسيلة وحيدة من شأنها السماح بالتوصل إلى التسوية السياسية المرجوة"، مشددا على ضرورة توافق هذه الإرادة مع إرادة الشعب الليبي الذي أظهر تمسكه بالتسوية السياسية للأزمة التي التزم بها بشكل كامل من خلال المشاركة عبر ممثليه في مختلف المسارات السياسية تحت إشراف الأممالمتحدة. وأشار عبد القادر مساهل إلى تجسيد مبادرات التقارب والحوار التي باشرتها بعض الأطراف و الفصائل في ليبيا هذه الحركية الإيجابية الداخلية التي تسعى بمعية الجهود المبذولة من قبل دول الجوار و كل المجتمع الدولي إلى إنجاح مسار الخروج من الأزمة بعيدا عن كل تدخل أجنبي، مبينا أنه لا يمكن تحقيق الحل السياسي إلا إذا توصلت الأطراف الليبية إلى تجاوز اختلافاتها وتقديمها تضحيات و تنازلات. وشدد وزير الشؤون المغاربية الجزائري على الحالة العاجلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة في ليبيا قادرة على إرساء أسس دولة حديثة تكون باستطاعتها مواجهة مختلف التحديات وأهمها التحديات الأمنية التي يطرحها الإرهاب والجريمة المنظمة والسياسية والاقتصادية والبشرية. يذكر أن البيان المشترك الذي صدر في أعقاب اجتماع الأطراف الليبية يوم أمس في برلين تضمن تجديد حكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التزامها الراسخ بالعمل مع ليبيا موحدة وتتمتع بالسلام وبروح من الشراكة، فضلا عن تأكيده أن حكومة ليبية شاملة تعتمد على الوفاق الوطني، ستوفر الظروف الملائمة لإقامة شراكات في العديد من المجالات، وأن المجتمع الدولي على استعداد لتقديم دعم كبير إلى مثل هذه الحكومة.