ولد الكاتب توماس مان في مدينة لوبيك الألمانية الواقعة على شاطئ بحر البلطيق، لأب كبار تجار الغلال، وتبوأ منصب عمدة لوبيك مرتين، وكان عضوًا في مجلس الشيوخ؛ وأم توماس كانت ابنة أحد أصحاب المزارع الكبرى في البرازيل، وأخيه الكبير هاينريش مان هو أيضا أديب وروائي. كره توماس المدرسة ولم يحصل على شهادة الثانوية، وأثناء دراسته كان يستمد متعته من المسرح الصغير الذي أقامه أخيه في البيت، وأقبل على قراءة حكايات هانز كريستيان أندرسون، وأساطير هوميروس؛ وفي الخامسة عشرة من عمره توفى أبيه، واضطرت أسرته إلى غلق المؤسسة التجارية التي تركها، وبيع المنزل بما فيه من أثاث، ونزحت الأرملة بأولادها الصغار إلى مدينة ميونخ، بينما بقى توماس مع أخيه ليستكمل دراسته؛ وفي تلك الفترة بدأ توماس بنظم الشعر العاطفي، وتقليد جوته وشيلر وهاينه، وعند بلوغه التاسعة عشرة من عمره، نزح هو الآخر لميونخ، حيث توجه للدراسة في الجامعة التقنية، وحصل على عمل بإحدى شركات التأمين ومارس الصحافة في مجلة أسبوعية كان يصدرها أخوه؛ وبعد ذلك بعامين سافر مع أخيه إلى إيطاليا التي مكث فيها عامين، وهناك بدأ كتابة أول رواية له بعنوان "آل بودنبركس"، وهي روايته الأشهر التي قادته إلى العالمية. في ديسسمبر عام 1929 تلقى توماس تلغراف من ابنته إليزابيث وولده مايكل بأنه حاز على جائزة نوبل للأدب، لكن الأديب الألماني أخذ الأمر بهدوء تام وأجاب بطريقة متكبرة "كنت انتظر ذلك"؛ وقدم الجائزة إلى شعبه بعبارة "سأقدم هذه الجائزة العالمية التي تحمل بالصدفة اسمي لشعبي ولبلدي؛ ثم اتسعت شهرة توماس ليُصبح أحد أبرز الكلاسيكيين في الأدب الألماني الحديث، وأطلقوا عليه اسم "الساحر"، وقامت أشهر الجامعات العالمية بتكريمه من خلال دعوتها له ليكون بمثابة أستاذ ضيف فيها، إضافة إلى منحه الدكتوراه الفخرية. ومن بين أعرق الجامعات التي كرمته جامعتي برينسيتون وجامعة وأوكسفورد. توفيَّ توماس مان في السادس من أغسطس عام 1955 في مدينة زيورخ السويسرية.