«أردوغان» يراهن على ألمانيا لتحويل موقف أوروبا ضد مصر يخوض التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، معركته الأخيرة ضد مصر في العالم، على الأراضى الألمانية، والتي يحرص التنظيم عليها إدراكًا لأهمية ألمانيا الاقتصادية، وتأثيرها الهائل على أوربا بالكامل، فضلًا عن قوة ونفوذ التنظيم الدولى هناك، والمدعوم من الدولة التركية عامةً، والرئيس رجب طيب أردوغان شخصيًا. وحتى الآن؛ خسر التنظيم وأردوغان معركتهما ضد مصر، مع إصرار المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، على استقبال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، في زيارته المرتقبة، غدًا، وإعلان المستشارية الألماينة الترحيب بالرئيس، وتطلع برلين لتعزيز العلاقات مع القاهرة، رغم الضغوط الكبيرة التي حاولت تيارات ومنظمات إخوانية تركية ممارستها على دوائر صنع القرار هناك، لرفض الزيارة. ويراهن أردوغان ومن ورائه تنظيم الإخوان؛ على ألمانيا، لتغيير موقف أوربا من مصر، خاصة بعد التقارب الكبير الذي حدث بين مصر من جانب؛ وكلٍ من: إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، اليونان، وقبرص، وكذلك بريطانيا، فكانت ألمانيا القوة الاقتصادية الرئيسية في القارة، والممول الرئيسى للاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو، هي الأمل الأخير للإخوان لوقف التمدد المصرى في أوربا. ولم تُفلِح تلك الضغوط إلا في تغيير موقف «نوبرت لأمرت»، رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاج)، والذي طلب من السفارة الألمانية في القاهرة منتصف الشهر الماضى إلغاء أي لقاء مع الرئيس السيسى أثناء زيارته لألمانيا، بينما لم يكن جدول أعمال الرئيس يتضمن في الأساس أية لقاءات مع رئيس البرلمان الألمانى. وفى تعليق على الزيارة؛ نشر موقع «دويتش فيله» الألماني، تقريرًا عن الزيارة، أشار خلاله إلى أن هناك استعدادات ألمانية كبيرة لإنجاح زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، خاصة أن ألمانيا ترغب بصورة كبيرة في زيادة التعاون الاقتصادى والأمنى مع القاهرة. وتقود الشركات الاقتصادية الألمانية الكبرى؛ وعلى رأسها «سيمنز»، لوبى قويا لدعم موقف مصر في ألمانيا، بعد تزايد التعاون الاقتصادى بشكل لافت، خاصة في المؤتمر الاقتصادى الأخير، والذي عقد في شرم الشيخ، في شهر مارس الماضي، وتوقيع الشركة عقودًا مع الحكومة المصرية، لإنشاء محطات كهرباء لإنتاج الطاقة، باستثمارات تبلغ 10 مليارات دولار. وأشار الموقع الألماني إلى أن الجالية المصرية البالغ عددها 13 ألف مصرى، بدأت استعدادات كبيرة لاستقبال السيسي، وحصلت على تصاريح من السلطات الألمانية، لإقامة فعاليات احتفالية، وتظاهرات مؤيدة للرئيس. وتقود المنظمة المصرية الألمانية حملة الترويج للزيارة، ومحاولة شرح حقيقة الأوضاع بمصر للمجتمع الألماني، ومواجهة الأكاذيب التي يروجها اللوبى الإخوانى التركى. تبدأ الاحتفالات غدًا، مع أول أيام زيارة الرئيس، وتقام وقفات في عدة مناطق للترحيب بالرئيس، ويُقام بهذه المناسبة احتفال شعبى كبير، بين الجالية المصرية والمواطنين الألمان، تحت اسم «يوم الصداقة المصرية الألمانية»، بهدف الترحيب المُشَرِّف بالرئيس السيسى. من جانبه؛ يقول بريك إسماعيل، رئيس «جمعية الصداقة المصرية الألمانية» في برلين، في تصريحات صحفية: «اجتمعنا بالسفارة أكثر من مرة، ونسقنا مع باقى المصريين، والفعاليات المصرية، مثل: «البيت المصرى في ألمانيا»، و«المنظمة الألمانية المصرية»، وسيشارك فيها مواطنون ألمان وعرب أيضًا، وستكون أمام القصر الجمهوري، والمستشارية، والفندق، الذي يُقيم فيه الرئيس السيسي، وسيأتى المصريون من مدن ألمانية مختلفة، مثل: فرانكفورت، هامبورع، وميونخ، للمشاركة في الاحتفال. ونقل الموقع عن أحد المصريين في ألمانيا، أن أكثر من 70٪ من الجالية المصرية في ألمانيا تؤيد الحكومة المصرية، وما حدث في 30 يونيو، وعزل تنظيم الإخوان، لكن بالطبع سيكون هناك معارضون، خاصة وأن أعضاء تنظيم الإخوان، وجالية تركية كبيرة مؤيدة لهم، ترفض ما حدث. من جهته؛ وصف الراهب القمص جرجس المحرقي، راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا شنودة للأقباط الأرثوذكس، في تصريحات لدويتش فيله، الرئيس السيسى بأنه «الرئيس الشرعى للبلاد»، وقال: «نتشرف بزيارة الرئيس الشرعى عبد الفتاح السيسي، وسنشارك مع الجالية المصرية في الفعاليات المرحبة بسيادته». على الجانب الآخر؛ تحرك التنظيم الدولى لتشويه صورة مصر في ألمانيا، ويقود التحركات تنظيم يدعى «الائتلاف المصرى الألمانى لدعم الديمقراطية»، والذي بذل جهودًا مضنية لإفشال الزيارة، والإساءة لمصر في برلين، وحمْل عددٍ من المسئولين هناك على عدم لقاء السيسى والوفد المرافق له. وتأسس هذا التنظيم في ديسمبر 2013، بدعم من تركيا والتنظيم الدولى للإخوان، بهدف إسقاط النظام المصري، وإعادة الإخوان للحكم. وتؤكد جميع المؤشرات أن مساعى الإخوان فشلت بشكل كبير، في إعاقة زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا، أو التأثير على نشاطه هناك، حيث من المتوقع إجراء مباحثات سياسية وعسكرية واقتصادية، على أعلى مستوى ممكن خلال يومى الزيارة. النسخة الورقية