قال الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام منظمة الاسيسكو إن باكو استضافت اجتماعات المجلس الاستشاري لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بمشاركة ممثلي عدد من الدول الاعضاء التي تمثل المناطق العربية والأفريقية والآسيوية فضلا عن ممثل عن الامانة العامة لمنظمة التعاون الإسلإمي و الدولة المضيفة لبحث عدد من الوثائق التي سوف يناقشها وزراء الثقافة في مسقط في نوفمبر المقبل. وأضاف خلال لقائه وفدا صحفيا مصريا على هامش المنتدي الدولي الثالث للحوار بين الثقافات المنعقد حاليا في باكو،أن هذا الاجتماع ناقش مشروع الوساطة الثقافية التي تهدف إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني التي تعمل في المجال الثقافي ودعم المثقفين والإعلاميين في مساندة جهود الدول الأعضاء لتحقيق أهداف الاستراتيجية التنموية التي وضعتها الاسيسكو. وأفاد بان الاسيسكو تعتمد على العمل مع القنوات الرسمية للدول الأعضاء خاصة اللجان المتخصصة في التعليم والعلوم والثقافة وأن الدول الأعضاء هي التي تختار منظمات المجتمع المدني التي تحصل على الاعتراف الرسمي، مشيرا إلى أن عضوية سوريا مجمدة في منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات المتخصصة التابعة لها بينما المشكلة في ليبيا لها حكومتان واحدة في طبرق والثانية في طرابلس. وتابع أنه يثمن جهود الأممالمتحدة التي تقوم بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي من اجل إيجاد صياغة توافقية نحو تشكيل حكومة وطنية موحدة، مشيرا إلى أنه يتم التعامل مع السفارة الليبية في الرباط على أنها تمثل الدولة على أساس أن مقر المنظمة في المغرب. وأفاد بأنه هناك تعاون بين الاسسكو واليونسيكو والمنظمة العربية للعلوم والتربية والثقافة حول العمل من أجل جودة التعليم وأنه تم التوصل إلي وثائق خلال المؤتمرات الوزارية التي أكدت علي أهمية علي العمل علي جودة التعليم وخلوها من الأفكار التي تؤثر علي االنشيء وسلوكه مؤكدا ان استراتيجية الاسسكو تعمل علي تطوير التربية التي تتضمن ما فيها يفي بالاحتياجات التنموية للدول الاعضاء ومناسبة لسوق العمل في الدول العربية مع الحفاظ علي الثوابت الذي يميز الدول . ونوه إلي أن وزراء التعليم في الدول الأعضاء أن يستفيدوا من هذه الاستراتيجية لبلورة الاستراتيجيات الوطنية التي أعدها الخبراء المتخصصون واعتمدت في المؤتمرات الوزارية وأصبحت وثائق عمل يمكن الاعتماد عليها . وردا علي سؤال حول سبل مواجهة داعش، أوضح الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام منظمة الاسيسكو أن استراتيجية الاسسكو تعمل علي الاستيفاء متطلبات التنوع الثقافي الموجود في العالم الإسلامي والتي لا تنحصر فقط في الثقافة الإسلإمية والتي يجب ان تحترم الجميع والعمل علي منع التطرف والعنف من خلال التعليم والثقافة والإعلام فضلا عن دور العلماء، وتغيير الخطاب الديني الذي يجب أن ينير العقول لا يكون خطابا يقوم علي التحريف والمغالاة . وشدد على ضرورة أن يعمل وزراء التعليم والثقافة علي تعزيز التعاون من أجل إقامة مجتمعات مستقرة فكريا ومتجنسة اجتماعيا بما يحق التنمية وازدهار المجتمع، معربا عن أسفة من مشاهد وأفكار شاذة تنفذ على يد قلة من المسلمين لا تمثل العالم الإسلامي الذي يبلغ 5ر1 مليار نسمة بينما هذه الفئة لا تتجاوز 3 في المائة. و أشار إلي أن الاسيسكو تعاونت مع منظمة اليونسيكو على تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة التيارات التي تستهدف تخريب الحضارات وتدمير وتهريب ونهب التراث والاثار والتعاون بين الدول الاعضاء للتعامل مع الارهابيين و التي لها علاقات مع المنظمات الإرهابية. وأفاد بأنه تم اختيار مدينة مسقط كعاصمة الثقافة الإسلامية عن المجموعة العربية ومدينة كوتونو في بنين عن المجموعة الأفريقية ومدينة الماتا في كازاخستان عن المجموعة الآسيوية عن عام 2015 ومن المقرر أن تنظم فعاليات في هذه الدول ومشاركة بعض الدول الأعضاء . وأكد أن الاسيسكو تعمل على الحفاظ علي التراث المادي وتسجيل و ترميم المعالم الحضارية في الدول الاعضاء فضلا عن إصدار الكتب وعقد الندوات ودعم الفن والفلكور والعمارة والتي تتماشي مع الأهداف الثقافية، لافتا إلى أنه كلما زاد الخلاف بين الدول الأعضاء فإن هذا يؤثر علي الثقافة والعلاقات الإنسانية بين هذه الشعوب. وعن الوضع في اليمن ، أعرب عن اعتقاده بأن دور الأممالمتحدة هو الحفاظ علي الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الدول التي تعاني من الاضطهاد وإيقاف الحروب ولكن هذا لا يحدث ..مضيفا ان مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا رقم 2016 الذي يطالب بتجريد الحوثيين من الأسلحة وخروجهم من المدن التي احتلوها ولكن هذا لم يتم حتى الآن ومازالت فلسطين تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي ولا يوجد أمل في إقامة دولة فلسطينية ولم تنسحب أرمينيا حتى الان من إقليم قره بارخ الذي احتلته بالرغم صدور أربع قرارات من الأممالمتحدة . ودعا إلي إعادة هيكلة الأممالمتحدة و مجلس الأمن الدولي، مطالبا بإلغاء مجلس الأمن الدولي والاكتفاء بتصويت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة .. مشددا على ضرورة اعادة النظر في منظومة الأممالمتحدة بما يخدم الشعوب وأن تكون أداة فعالة لمنع الحروب. وردا علي سؤال حول التقارب بين المذاهب والأديان، أشار إلى أنه تم وضع استراتيجية تعمل علي التقريب بين المذاهب عام 2000 والتي اعتمدت في المؤتمر الإسلامي في ماليزيا عام 2003 حيث تم اعتماد وثيقة رسمية، لكن مع الاسف يشهد العالم الإسلامي حمى تدخلات طائفية مما أوقف هذه الجهود، مؤكدا أنه يوجد اختلاف في العالم الإسلام والذي لا بد أن يكون مصدرا لا غني عنه وليس مصدرا للخلاف وأن يكون خلافا سلميا ومحمودا وليس للتصادم و التنافر. وشدد علي أهمية دور الأزهر الشريف لتحقيق هذا الهدف وأنه من المقرر التوقيع علي اتفاقية تعاون بين الاسسكو والأزهر في الفترة المقبلة بهدف إرسال دعاة معتدلين لمواجهة التشدد والتطرف ونشر رسالة الإسلام السمحة، مشيرا إلى أنه التقى منذ خمسة شهور مع البابا فرانسيس وبحث معه سبل توطيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع بين العلماء والمفكرين للتقارب بين الجانبين.