سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فوضى الأخلاقيات" بمنتدى الإعلام العربي يناقش أهمية دور الإعلام ومسؤوليته أمام الجمهور في نقل الحقيقة وتحري المصداقية وضرورة الالتزام بالمعايير المهنية في ظل الاضطرابات التي نعيشها
ناقش المتحدثون في جلسة "فوضى الأخلاقيات" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني، لمنتدى الإعلامي العربي، في دورته الرابعة عشرة، الانتشار الواسع لوسائل الإعلام الجديد، والاعتماد عليه كوسيلة للحصول على المعلومات والأخبار، محذرين من حالة "الفوضى" التي أصبحت تعمّ أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، وغياب مصداقية المعلومة والتحقق من مصدرها، كما أكد المتحدثون أهمية دور الإعلام ومسؤوليته أمام الجمهور في نقل الحقيقة وتحري المصداقية، وضرورة الالتزام بالمعايير المهنية في ظل الاضطراب التي نعيشها نتيجة التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصال. تحدث في الجلسة ألن جريش، مدير تحرير صحيفة ليموند ديبلوماتيك، وبدرية البشر، إعلامية بقناة "إم بي سي"، ومعتز الدمرداش، الإعلامي بقناة إم بي سي مصر، وسامية نخول، مديرة مكتب رويترز الشرق الأوسط، وأدارت الحوار سحر الميزاري، الإعلامية بشبكة قنوات دبي. في بداية الجلسة، تحدثت سامية نخول، عن التطور الذي حدث في التغطيات الإخبارية حول العالم، وتسهيل التكنولوجيا ووسائل الإعلام الجديد لمهمة الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية، لا سيما وقت الحروب وأثناء الكوارث الطبيعية، حيث يصعب التواصل ونقل وتغطية الحدث لحظة حدوثه. وأشارت نخول، إلى التدفق الكبير للمعلومات والأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أغلبها يُمرر من دون ضوابط أو اتباع للقواعد المهنية، كالتأكد من صحة الخبر ومصدره، وخلوه من الفتن والنعرات الطائفية، والأهداف المُبطّنة، مؤكدة على الضوابط التي تتبعها وكالة "رويترز" في التحقق من محتوى ومصدر الخبر من خلال شبكة مراسليها على الأرض، وإخضاع الصور والفيديوهات إلى عمليات تدقيق مكثفة، يتم من خلالها التأكد من محتواها عبر أكثر من مصدر. وأوضحت مديرة مكتب رويترز الشرق الأوسط، أنه على الرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نقل أصوات الناس وآرائهم فيما يعيشونه من أوضاع، إلا أنه في المقابل هناك حاجة إلى وضع ضوابط للتعامل مع فوضى شبكات التواصل الاجتماعي وما تشهده من محتوى غير أخلاقي، ضاربة مثالا بمشاهد التمثيل بالجثث، وتصوير خصوصيات الناس، وغيرها من انتهاكات وسقطات لا يكترث بها ما يسمى الإعلام الجديد. واختلف معها ألن جريش، حول قضية نقل وسائل التواصل الاجتماعي لأخبار غير صحيحة وكاذبة في بعض الأحيان، مؤكدًا أن الكثير من وسائل الإعلام التقليدي تقع في نفس الأخطاء، بل أن هناك من تتعمد ذلك لموائمات سياسية أو طمعًا في الحصول على حصة أكبر من الإعلانات، لكن تلك التبعية قد تقل في وسائل الإعلام الجديد نظرًا لعدم الحاجة إلى إمكانيات ضخمة ودفع مواقف سياسية مقابل المال. وأكد جريش على صعوبة مقارنة الإعلام العربي بنظيره الأوربي، حيث تهيمن الرقابة في العالم العربي على وسائل الإعلام، وهو ما أدى إلى اعتماد الكثيرين من مستخدمي الإنترنت على وسائل التواصل الإعلامي كمصادر أساسية للأخبار والمعلومات؛ اما الإعلام الغربي فبقدر تمتع بعض مؤسساته بالموضوعية إلا أن أغلبه لا يفهم إلا لغة المصالح. وشدد مدير تحرير صحيفة "ليموند ديبلوماتيك" على ضرورة تكامل الإعلام التقليدي والجديد، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المتلقي وحصوله على المعلومة والخبر وقت حدوثه، مشيرًا إلى أهمية تدريب كوادر الإعلام التقليدي على فنون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ونقلهم لمبادئ المسئولية التي تغيب عن كثير من تلك الوسائل. واتفقت معه بدرية البشر، وقالت إن بعض مواقع التواصل تحمل مضمونا صحافيا جديدا، وهو ما يسمى ب"صحافة المواطن"، مشيرة على دراسة قامت بها جامعة "الملك سعود" بالمملكة العربية السعودية حول استخدام الشباب هناك لمواقع التواصل الاجتماعي، واظهرت الدراسة التي أجريت على 400 طالب جامعي، أن 60% من الشباب السعودي يتفاعلون مع الأخبار ويتبادلونها من دون التحقق من مصدرها، موضحة أن تلك المواقع مع انها إضافة نوعية لوسائل الإعلام، إلا اننا بحاجة إلى تنظيم استخدامها بشكل يتم الاستفادة منه على الوجه الأمثل. وحول محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، أضافت البشر إلى أنه يغلب عليه الطابع الإنساني العاطفي، ينحاز أكثر إلى رأي الناس بطريقة عفوية وغير مهنية، لكننا بحاجة إلى النوع التقليدي من الاخبار والتغطيات، مثل حاجتنا إلى "صحافة المواطن"، حتى لو جانبها شيء من المهنية. أما معتز الدمرداش، فقال إن بعض الإعلاميين يحيدون عن أخلاقيات المهنة للتأثير على الرأي العام، منحازين لطرف على حساب الآخر، متناسين مبادئ الحيادية والتوازن وغيرها من الضوابط الضرورية للعمل الإعلامي، مشيرًا إلى انعدام مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنه لا يستخدمها إلا بغرض التسلية والتواصل مع مشاهدي برنامجه. وأشار الدمرداش إلى ضرورة تحلّي الإعلامي بالأخلاقيات التي تمكنه من العمل في المجال الإعلامي، ضاربًا المثل بإنهاء مؤسسة " بى بى سى" لخدامات مقدم برنامج "توب جير" الإعلامي الشهير "جيرمى كلاركسون"، بعد تعديه على منتجة البرنامج. ولفت الإعلامي المصري إلى غياب القوانين التي تحاسب الإعلاميين الذين يثيرون النعرات الطائفية، والقنوات المنحازة إلى أشخاص بعينها ووجهات نظر تخدم أهدافا محددة، مشيرًا إلى أن المتلقى البسيط لم يعد يمكنه التمييز بين الإعلاميين الملتزمين بأخلاقيات المهنة والرسائل المغلوطة التي يبثها المغرضون.