شكلوا أكثر من 100 جمعية.. وبنك آسيا يمول مشروعات تركيا بالمنطقة العربية مدارس صلاح الدين بالتجمع الخامس وقناة «حراء» قوة أردوغان الناعمة بمصر مئات الشباب يسافرون لأنقرة عبر مركز العلاقات «التركي» لتلقي تدريبات حول المعارضة السياسية حركة «كولن» أقامت 20 جامعة وتدعم الجمعية الطبية الإسلامية التي تشرف عليها جماعة الإخوان بمصر التحركات التي تقوم بها الحكومة التركية، تشير إلى رؤية تنطلق من خلالها ناحية المجتمعات والنظم العربية والإسلامية، رغبة في احتلالها وعودة الدولة العثمانية من جديد، وعبر ما يسمى بالدبلوماسية العامة تتحرك الآن في المنطقة العربية وهو تعبير قديم، ومشروع إستراتيجي كانت الدول الكبرى تستفيد منه لتعزيز نفوذها وتوسيع رقعة انتشارها، وتعتمد في تحركاتها على مجموعة من المؤسسات، لتنفيذ هذه السياسة، لتتمدد «إقليميا»، وتحتل المنطقة العربية بحسب المخطط على وجه العموم. حيث شدد أردوغان منذ بدايات عهده وحتى اللحظة، على القوة الناعمة التي تمثلها الاتصالات الثقافية والاقتصادية، للعمل بطريقة حميدة وناعمة على إعادة خلق نسخة من الإمبراطورية العثمانية من شمال أفريقيا إلى الهضبة الإيرانية وآسيا الوسطى. استغل الدين ودعم الجماعات الإسلامية، باعتبار أن الصلات الدينية الأصيلة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهندى، قادرة أن تؤدى إلى علاقات عمل ودعم سياسي، وهو ما حدث بالفعل بعد عودة تركيا للمنطقة. استخدمت تركيا مجموعة من المؤسسات، أهمها تلك التي تشرف عليها الحكومة ذاتها، أو الجمعيات الخاصة والمنظمات التي يشرف عليها رجال أعمال مقربون من الدولة، أو منظمات ومؤسسات خيرية، ومنها مؤسسات الخدمة والتمويل، أو المؤسسات الإعلامية والفنية، التي مثلت قوة ناعمة في الاتصالات الثقافية والاقتصادية للعمل بطريقة حميدة، وناعمة على إعادة خلق نسخة من الإمبراطورية العثمانية من شمال أفريقيا إلى الهضبة الإيرانية وآسيا الوسطى. الأدوات ذات الطابع الرسمى، ينتمى القائمون عليها لمستويات رسمية في الدولة، أو لحركات ذات طابع فكرى مثل «كولن» التي اعتمدت على التعليم كوسيلة لإنجاح جهودها، فافتتحت عددا من المدارس مثل مدرسة صلاح الدين، وأصدرت ما يعرف بمجلة «حراء»، التي كان أول إصدار لها في عام 2005، وهى مجلة تركية تصدر باللغة العربية، وقامت بعمل عدد من الورش والندوات والمؤتمرات. وتعتبر «جمعية رجال أعمال تركيا»، التي تهدف إلى إنشاء علاقات مع المؤسسات الاجتماعية والتجارية العربية والدخول فيها، مثالا على ذلك، كجمعية رجال الأعمال الأتراك «الموسياد»، هذه الجمعية وإن حملت الطابع التجارى والاقتصادى، إلا أنها تحمل مفاهيم فكرية وسياسية ودينية، تقوم بخدمتها والدعاية لها عبر أنشطتها بالداخل والخارج، وتقدم دعما لمؤسسات مدنية أخرى تسير في ركاب أهدافها. كما استغلت تركيا الإعلام والفن كقوة ناعمة، نظرًا لما للإعلام من دور فاعل وعميق في الترويج لأى سياسة، أو نظام سياسي واتجهت إلى إنشاء عدد من المؤسسات، والمكاتب في عدد من الدول العربية، ومنها قناة «trt» التركية التي تعبر عن الثقافة التركية في شتى المجالات، كالفن والعلم والسياسة ونقلها إلى العالم العربى، وتم افتتاحها ومكاتبها العاملة بالدول العربية، بموجب قرار حكومة حزب العدالة والتنمية لتدعيم التواصل الثقافى، بداية شهر إبريل 2010، وهى تابعة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون في تركيا. هناك أيضا مؤسسات البعد التجارى والاقتصادى، مثل سلسلة سوبر ماركت «راموستور ميجرو الفرعية القابضة»، التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال التركى كوتش، وتحتل 54 فرعا في الدول العربية، وتدير ما لا يقل عن 22 «سوبر ماركت»، كما أن هناك استثمارات متزايدة في عدة دول عربية، منها مصر التي استثمرت فيها تركيا في قطاع المنسوجات، وافتتحت المصانع التركية فروعا لها بمصر، كما أن بعض الشركات افتتحت فروعا أخرى، مثل «أولكر» المتخصصة في قطاع الأغذية، وشركة جاما في قطاع التشييد، وبنك يابى كريدى الموجود في دول مجلس التعاون الخليجي. كذلك أقامت الدولة التركية، عدة منظمات في الدول العربية منها منظمة «الصناعيين المستقلين»، وجمعية رجال الأعمال «موسياد»، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركى، وجمعية المصدرين الأتراك، والاتحاد التركى للغرف «توب»، و«توسياد»، والاتحاد التركى لرجال الأعمال والصناعيين «توسكون»، لتصنع أكبر قدر من التفاعل بين نخبة رجال الأعمال الأتراك وقرنائهم من العرب، وعلى سبيل المثال عمل الاتحاد التركى للغرف «توب». كما استطاعت أن تقطع أشواطا في أهدافها، عبر جمعية رجال الأعمال التي بلغ عدد أعضائها نحو 2650 شخصًا، يمثلون آلاف الشركات، ولها 28 فرعًا في تركيا، و30 مركز ارتباط حول العالم، ومنها عدة أفرع في مصر والكويت والإمارات. كما تم توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة مع 5 دول عربية، منها تونس ومصر والمغرب، والآن هناك دراسات جارية لإنشاء منطقة تجارية، حرة بين دول مجلس التعاون الخليجى وتركيا، وخلال الأربعة أعوام الأخيرة، كان من المزمع نقل 85 مصنعًا للملابس من تركيا إلى مصر، لكن المشروع لم يكتمل بسبب عزل الإخوان من الحكم. أما جمعية «الموسياد»، فمهمتها الأساسية إعطاء معلومات للحكومة التركية حول المميزات الاستثمارية في كل بلد عربى أو إسلامى، فيما تعتبر منظمة «تيكا» التركية واحدة من تلك المؤسسات الناشطة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، بهدف دعم مشروع الصعود الإستراتيجي الإقليمى، وتحسين صورة تركيا، وتجاوزت قيمة مشروعاتها في عام 2012 مثلا 3.5 مليار دولار، فيما قدمت مساعدات بنسبة 46٪ لبلدان الشرق أوسطية، و30٪ لبلدان أفريقية، و18٪ لبلدان آسيوية. وتشير الأرقام أيضا إلى أن المساعدات التركية المقدمة إلى الخارج في عام 2013 فاقت 3 مليارات دولار، قدمتها إلى الصومال وجيبوتى، والسودان، واليمن، على شكل هبات ومشاريع تنجزها «تيكا» بالتعاون والتنسيق المشترك مع البلدان المعنية. وتوجد كذلك في بعض الدول العربية مؤسسات خيرية مختلفة مثل: «رئاسة الشئون الدينية» و«الهلال الأحمر التركي» ومركز «يونس أمره» الثقافى و«رئاسة أتراك المهجر»، لكن هذه المؤسسات أغلقت في مصر عقب سقوط الإخوان، فيما استمرت مؤسسة «تيكا» الإنمائية التي تحمل العبء الأكبر في مشروع تركيا الإستراتيجي نحو الخارج. كما تسير جمعية الدفاع عن المظلومين mazlum-d في نفس السياق، وهى جمعية ناشطة بحقوق الإنسان، منذ عام 1994 يتولاها مجموعة من المحامين، أما عن «وقف الحاج عمر صابانجى» فهو وقف تابع لمجموعات صابانجى التجارية، وهو واحد من أضخم المؤسسات الوقفية الخيرية، التي تستخدمها تركيا للتوغل بالدول العربية، هذه المجموعة بالتعاون مع وزارة السياحة التركية تمول مهرجان «أضنا الدولى المسرحي»، وتقيم مسابقة للرقص الشرقى، وكذلك تدعم مهرجان أنقرة الموسيقي. كما تقوم مؤسسة «محمد الفاتح الخيرية»، بجمع المساعدات وتقديمها إلى المحتاجين في الدول العربية، كما تدعم تقديم منح دراسية للطلاب العرب، ومعها جمعية «ياردم» فتقدم أيضا منحا للطلاب العرب، وقد تأسست الجمعية عام 2007م في مدينة إسطنبولبتركيا بشهادة تسجيل رقم 8164 وتحمل شعار «إخوة لا تعرف الحدود»، وتعمل في 20 دولة حول العالم، وافتتحت أول مكاتبها العربية بقطاع غزة عام 2010م. ويقع اتحاد المنظمات الإسلامية الأهلية في العالم الإسلامى، بإسطنبول، وهو مؤسسة لها وجود بدول مجلس التعاون، ويقيم مؤتمراته في عدد من الدول ومنها الكويت. فيما شهد الاجتماع الأخير الذي عقد منذ شهر بالكويت انضمام 20 عضوا جديدا للاتحاد ليرتفع عدد أعضائه إلى 130 منظمة غير حكومية تمثل 40 دولة، حسبما أشار الأمين العام للاتحاد نجمى صادق أوغلو، مؤكدا أن الاتحاد يضم العديد من المنظمات النسائية النشطة، كما يضم 6 لجان تعمل في إطار الاتحاد إحداها يعنى بأمور الأسرة والطفل. وشاركت في المؤتمر أكثر من 300 منظمة غير حكومية من 40 بلدا، وقد تأسس من 110 أعضاء عند نشأته، ووصل حاليا إلى نحو 130 عضوا، ورغم ذلك يقيم الاتحاد علاقات جيدة مع أكثر من 10 آلاف منظمة أهلية في مختلف دول العالم، ومنها الدول العربية، ويتم التنسيق معهما بشأن القضايا الإنمائية أو تأسيس مشروع يحقق أهداف الاتحاد، كما يدعم الاتحاد المنظمات الإغاثية للقيام بنشاطات مختلفة في 11 دولة عربية، كما ترعى مؤسسة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية تقديم التمويل لبعض المنظمات العربية. ولقطر دور كبير في التعاون مع هذه المؤسسة التي تتداخل مع اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، الذي عقد مؤتمره الثانى في إسطنبول في 20-2-2014 وامتد حتى 22 منه، ثم أقام بعده عدة مؤتمرات، شهدت حضورا لبنانيا وعربيا ودوليا واسعا، بمشاركة ممثل عن الحكومة التركية، ومبعوثة أمين عام جامعة الدول العربية للشئون الإنسانية، الشيخة حصة بنت خليفة آل ثانى، وممثل منظمة التعاون الإسلامى للشئون الإنسانية في تركيا د. إبراهيم ألطان، والرئيس التنفيذى لجمعية قطر الخيرية –راعى المؤتمر- يوسف الكوارى، ورئيس مؤسسة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية بولاند يلدرم، ومسئولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان د. أنابيل بوتشر، بالإضافة لرؤساء وممثلى جمعيات خيرية وإنسانية لبنانية عربية ودولية مختلفة. أما مركز العلاقات التركية، فهو مركز يعنى بالتعاون مع بعض المنظمات الخيرية المنتشرة في العالم العربى، ويقوم مسئولوه في عدة دول عربية باستقطاب الشباب للتدريب المشترك، نظم هذا المركز مبادرة «أنا الحرة» بالتعاون والشراكة مع حركة «نساء ضد الانقلاب»، وحركة «التضامن المصرى رابعة»، وقاموا بوقفات احتجاجية في إسطنبول، ويوجد في مصر مركز «ستا» للدراسات، الذي يصدر مجلة «رؤية تركية» من القاهرة. واهتم الأتراك ببناء الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالتواصل بالعالم العربى، والشركات الفنية التي تتعرف على طبيعة العالم العربى، وتكتب السيناريوهات التي تتوافق مع تطلعاته، ومنها الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون، وهى جمعية أقامها نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين الأتراك والعرب، في مبادرة لربط شعوب وبلدان العالمين التركى والعربى، ووفق ما ورد في بيان الجمعية التأسيسى فإن من أهدافها العمل على بناء أرضية متينة لإقامة جسور جديدة للتواصل الحضارى والتعاون الإستراتيجي في مختلف المجالات لا سيّما مجالات العلوم والثقافة والفنون والإعلام والمجتمع المدني، وذلك للتأثير الواضح للثقافة، والقوة الناعمة لها وقالت المجموعة المؤسسة للجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون إنهم يدركون مدى أهمية هذه المبادرة ومقتنعون بأن نجاحها يبقى مرتبطا بتفاعل مختلف النخب التركية والعربية معها وتعاونهم وهيئاتهم المختلفة الرسمية والأهلية مع الجمعية ومؤسساتها. وحصلت الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون على التصريح الرسمى من السلطات التركية يوم 2 إبريل 2008 كمنظمة أهلية غير ربحية وذات صفة دولية تمكّنها من فتح فروع وممثليات لها داخل تركيا وخارجها وحقّ الانضمام لمختلف الهيئات والمنظمات الدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد صدرت الموافقة الرسمية أيضا على تأسيس المعهد التركى العربى للدراسات والتوثيق كمؤسسة علمية وبحثية تابعة للجمعية، إضافة إلى المنتدى التركى العربى للحوار الثقافى الذي جمع النخب التركية والعربية في لقاءات دورية، وكذلك مجلّة «الحوار التركى العربى» كنشرة بحثية فصلية تصدر باللغتين التركية والعربية. هذا إضافة إلى تعاون مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «أرسيكا» مع عدد من المراكز العربية، ومنها المركز الثقافى التركي في عمان في القيام بأنشطة ثقافية داخل الدول العربية. أما أكاديمية «12 شهر» التركية، فهى مؤسسة غير حكومية تستخدم كستار لتقديم دعوات للشباب في بعض الدول العربية، ومنها مصر، حيث يتم اختيارهم بعناية شديدة وترشحهم منظمات وجمعيات موالية لتنظيم الإخوان داخل مصر من بين الشباب الثورى، دون أن يعرفوا مقاصد المؤسسة التركية، ويتم التركيز على نشطاء الشباب لتدريبهم على ما يسمى بآليات التغيير والديمقراطية. ويتم التعامل مع المؤسسة من خلال منسق داخل الدولة المستهدفة، بإرسال استمارات الدعوة لزيارة تركيا والحصول على التأشيرة داخل مطار إسطنبول دون تكلفة عناء ذهابهم للسفارة التركية بالقاهرة، وتجرى الاتصالات التليفونية به قبل السفر من طرف واحد ويتراوح وفد الشباب في كل دورة بإسطنبولوأنقرة بين 30 و40 شابا وتبدأ الدورة الأولى لمدة أسبوع، وفى حالة إبداء الشاب قدرة على التفاعل في الدورة التدريبية تتم دعوته لدورة أخرى متقدمة لمدة أسبوعين، وتتحمل المؤسسة التركية تكلفة الدورتين. وتقوم المؤسسة التركية بتدريب الشباب على استغلال التحالفات بين منظمات المجتمع المدنى التي تعمل في دعم مشاركة المرأة في العملية السياسية والانتخابات، وتدريب الشباب على إقامة تحالفات حول قضايا محددة لحقوق الإنسان بهدف التغلغل الذي تنشده تركيا للدول العربية. وخطورة هذه المنظمة التركية أنها تفتح أبوابها لمنظمات أخرى مثل «أيركس» و«أيكس» لتدريب واحتضان الشباب على مبادئ الحكومة والإدارة الرسمية، ما جعل المنظمات الأمريكية الأخرى تدخل على الخط وتنقل نشاطها عن الدول الممنوع دخولها فيها، إلى الأراضى التركية ومنها منظمة مبادرة الشرق الأوسط «مبي» و«الغد»، لكى تقوم بتدريبات موسعة على قضايا تتعارض مع سياسات بعض الدول العربية، بهدف استغلال طاقات الشباب وتوجيهها لخدمة مصالحهم الأمريكية والتركية، وللأكاديمية فرع بتونس، وينسق لأعمالها بمصر مركز المحروسة. ولا نستطيع الفصل بين المؤسسات الحكومية التركية العاملة في الدول العربية، والحركات التركية العابرة للقارات، مثل جماعة الخدمة «كولن» التي لها أذرع منتشرة في الدول العربية بالكامل. ورغم خلاف أردوغان وكولن، إلا أن الأخيرة ترى أنها ممثلة لمصطلح «إسلام الأناضول»، وعلى هذا فهى تقدم خدمة متوازية مع الخدمات التي تقدمها المؤسسات العاملة في ذات المجال لخدمة المشروع الإقليمى التركى، ولم تهمل «كولن» التواصل مع العالم العربى من باب إعطاء النموذج والإفادة بالتجربة، فافتتحت عددا من المدارس في الدول العربية، كما أقامت حركة «كولن» منتدى «أبانت» وهو ملتقى يجمع أطيافًا فكرية مختلفة تناقش قضايا تركيا والعالم والإنسانية. وتضمنت إمبراطورية «كولن» بنك آسيا الإسلامى، الذي له أفرع في دول الخليج، وقدرت أصوله وفقًا لتقرير 2008 ما يعادل 5٫2 مليار دولار، وشركة تأمين دولية لها، وفروع في أكثر من 35 دولة تغطى كل أنحاء العالم تقريبًا. وأقامت حركة «كولن» 20 جامعة، وتنتشر المدارس والجامعات التابعة لها على امتداد الدول العربية، ومنها مدرسة صلاح الدين التركية، التي أنشئت عام 2009 في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة. وتمتلك «كولن» وكالة جيهان الإخبارية، وهى وكالة أنباء تبث يوميا أكثر من 500 خبرٍ مكتوبٍ، إضافة إلى 100 خبرٍ تليفزيوني. كما افتتحت مجلة «حراء» التي تعد أولُ مجلة تركية ناطقة بالعربية مكتبا في القاهرة في 2005، إضافة إلى قناتها الجديدة «حراء» التي افتتحتها في 14 مايو الماضى. وهناك أيضًا مجموعة «قَينَق» للنشر، وهى تعد منظومة فكرية متكاملة بدأت بمجلة «الرشحة» التي بدأ إصدارها منذ ثلاثين عامًا، إضافة إلى 30 مجلة أخرى تنتشر بالدول العربية. ويعتبر بنك آسيا للمعاملات الإسلامية، ذراعا اقتصادية للحركة، ويعد من أكبر البنوك التركية؛ إذ يتجاوز عدد العملاء المودعين في البنك مليون عميل، بينما يبلغ عدد فروعه 280 فرعا. وأسست حركة «كولن» مؤسسة متخصصة في الأعمال الإغاثية والخيرية، تسمى «هل من أحد؟» تقوم بالعديد من المشاريع في الدول العربية. وتدعم حركة «كولن» الجمعية الطبية الإسلامية، وهى أكبر جمعية خيرية طبية، تشرف عليها جماعة الإخوان بمصر، كما تدعم جمعية التواصل والإحسان الخيرية، وهى جمعية خيرية غير ربحية. الحاصل أن المؤسسات التركية عاشت 3 مراحل أولها الجمود، وهى المرحلة التي ظلت فيها الدولة التركية الكمالية تولى اهتماما لأوربا، ولا تلتفت فيها للعالم الإسلامى، وثانيها الانطلاق، وهى التي تلت وصول العدالة والتنمية للحكم، وهى المرحلة الأردوغانية، التي اعتمدت على الدبلوماسية العامة والتمدد الإقليمى، وقد حققت في العقد الأخير قفزة نوعية بهذا الاتجاه الذي لا يوفر لها فقط التواصل مع هذه الشعوب والحكومات، بل أكسبها عدة جوانب في التنسيق السياسي والأمنى والتجارى على المدى البعيد. النسخة الورقية