قدّم البروفيسور "مات وايت" مؤسس مختبر "صحافة الطائرات بدون طيار" في جامعة "نبراسكا-لينكولن" بالولاياتالمتحدةالأمريكية، عرضًا وافيًا للوضع الراهن لواقع ومستقبل استخدام الطائرات بدون طيار في العمل الصحفي منوهًا في بداية حديثة إلى أن هذه الأجهزة لا تمت بصلة للطائرات العسكرية، لكنها أجهزة صغيرة يبلغ وزنها بضعة كيلو جرامات ويمكن تزويدها بكاميرات وأجهزة بث. جاء ذلكفي إطار حرص منتدى الإعلام العربي على إثراء الحوار في دورته الرابعة عشرة التي انطلقت اليوم في دبي باستضافة متحدثين ملهمين ذوي تجارب متميزة في مجالات عملهم الإعلامي. وخلال مشاركته ضمن فعاليات "الممشى الإعلامي" أحدث الأضافات لفعاليات المنتدى، التي تقام للمرة الأولى هذا العام، أكد البروفسور "وايت" أن تعلم قيادة الطائرات بدون طيار التي تعرف باسم "الدرونز" لا يتطلب وقتًا طويلًا بل يمكن التدرب عليه بسرعة، وعلى الرغم من ذلك يجب على الصحفي أو الإعلامي احترام خصوصية الأفراد، والحرص على سلامة الأشخاص والممتلكات إذ ليس من المعقول استخدام هذه الأجهزة بجانب الجماهير تفاديًا لوقوع أي ضرار أو حوادث من شأنها أن تعرقل استخدام "الدرونز" في المستقبل. وقدم "وايت" فيلمًا قام بإنتاجه أحد تلاميذه في كينيا بتصوير فيديو في كينيا لحيوان خطر وهو وحيد القرن، وعلق "وايت" على ذلك موضحًا بأن "الدرونز" فتحت آفاقًا رحبة للإعلاميين والصحفيين والمصورين ومكنتهم من الوصول إلى أماكن لم يكن من الممكن الوصول إليها سابقًا نظرًا لخطورتها. ونوه "وايت" بأن العديد من الدول بدأت في منع استخدام الطائرات بدون طيار حتى يتم الانتهاء من سن قوانين وتشريعات تنظم عملها، وتوقع أن يختلف المشهد خلال خمسة أعوام في ظل رغبة العديد من المؤسسات الإعلامية في استخدام "الدرونز" كونها تساهم في إنتاج محتوى مميز يخالف النمط التقليدي، ويستطيع جذب المتلقيين. وعلى الرغم من عدم وجود ميثاق شرف لاستخدام "الدرونز"، لفت "وايت" إلى ضرورة احترام الإعلاميين للقوانين المعمول بها في كل منطقة، إلى أن يتم تطوير تشريعات متكاملة في شتى دول العالم لتنظيم استخدام "الدرونز" كما حدث مع الطيران المدني في أعقاب فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تصدرت دول العالم فيما يتعلق باستحداث وسن قوانين الطيران المدني، إلا أنها في الوقت الراهن غير قادرة على صياغة تشريعات تتماشي مع التقدم التقني وتسمح باستخدام الطائرات بدون طيار، وأكد "وايت" أن القوانين الأمريكية حاليًا تحظر استخدام "الدرونز" وتغرم من يستخدمها بعشرة آلاف دولار للمرة الواحدة. وبسؤاله عن مختبر "صحافة الطائرات بدون طيار" الذي اسسه في جامعة "نبراسكا-لينكولن" عام 2011 وعن مساهمته في هذا السياق، نوه "وايت" إلى أن المختبر يعد الأول من نوعه على مستوى العالم.. حيث يتم فيه دراسة السبل اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من "الدرونز" في العمل الصحفي، والمساهمة في نشر هذه النمط عالميًا ضمن سياق أمن وقانوني.