سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الفكر التكفيري" آفة تهدد سلم العالم.. عفيفي: عبارة عن برنامج لقتل المقاومة واستهداف سياسة الدول.. شقرة: يشكك في أساس معتقدات الدين الصحيح.. معوض: مشكلة تاريخية
"الفكر الجهادي التكفيري"، هو آفة العصر، حيث يعاني الشرق الأوسط والعالم أجمع من توطن هذا الفكر في عقول الإرهابيين، الذين اتخذوا من العنف وسيلة لفرض رأيهم بالقوة، مستغلين في ذلك اسم الدين الحنيف "الإسلام". ونتيجة لهذا الفكر، ظهرت عدة تنظيمات إرهابية، تفسد العالم، وتسيء للإسلام، أبرزها تنظيم "القاعدة"، منذ مطلع الألفية الجديدة، وتنظيم "داعش" الإرهابي مؤخرًا. وقال الدكتور محمد عفيفي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة: إن الاختلاف سنة إلهية، وإن الناس يتخطون خلافاتهم بالعقل والحوار، وليس بالبطش والقتل، مشيرًا إلى أن من يصدر فتاوى التكفير بحق فئات من المسلمين، إنما يصدرها كما تمليها عليه الجهات التي توظفه. وأوضح عفيفي أن ظاهرة التكفير عبارة عن برنامج لقتل المقاومة، واستهداف سياسة الدول، موضحًا أن العدو الصهيوني يريد تفتيت الأمة، وضرب أبنائها، عبر إيجاد تناقضات بين المذاهب الإسلامية، وخلق شرخ بين الحاكم والمحكوم. وأضاف أن الخلاف بين نهج السلف الصالح، وما يتبعه التكفيريون، له اتجاهات وملامح تشوه الإسلام، وتطوره إلى نزعات تكفيرية، تسهم في زيادة التفريق بين المسلمين، مؤكدًا ارتباط جماعة الإخوان الإرهابية، وتيارات الإسلام السياسي، ببريطانيا والامبريالية العالمية، حيث تعمل هذه التنظيمات على إشاعة النزعة التكفيرية بين الشباب. وأكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث، ورئيس قسم التاريخ بكلية التربية عين شمس، وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الأفكار التكفيرية تقوم على استهداف الدول، والعمل على إسقاطها، إضافة إلى التشكيك في أساس معتقدات الدين الصحيح، ولذلك يجب العمل على مفهوم الانتماء في المناهج التعليمية. وأشار شقرة إلى أهمية إعادة تفعيل دور المنظمات الشعبية، للحد من إدخال أفكار جديدة، بعيدة عن واقع المجتمع الإسلامي، وضرورة إيجاد مشروع قومي وإسلامي، يسهم في تقوية الأمة، ومواجهة المشروع الذي يستهدفها. وقال الدكتور مصطفى معوض، أستاذ الفكر الإسلامي المعاصر: إن التفكير الإرهابي مشكلة تتزايد في المجتمعات الآن، وأصبحت من الأمور الكارثية، وهي مشكلة تاريخية وليست وليدة الساعة، وهي تكمن في الالتزام بالسلفية المحافظة التي تعادي الحركة الاجتماعية، وتعادي الحركة الفكرية، التي تدعو دائمًا إلى التطور والقيم الحضارية العصرية. وتابع: "اشتداد العنف بين المنظمات والمليشيات المسلحة جر الشعوب إلى مواقع التقسيم الطائفي والقتال المذهبي ووجد الفكر التكفيري نفسه يتطور وفق آليات استطاعت تكوين أرضية خصبة لانفلاته من عقاله والخروج تحت مسميات مختلفة وشعارات تدعو لتمسك بالتعاليم الإسلامية ومحاربة الاحتلال، لكن الذي اتضح من خلال الممارسة والنهج لا يمت للدين بصلة".