سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"النور يرث الإخوان".. الحزب يُخطط لاستغلال شهر رمضان في تعزيز شعبيته وتأمين دعم مرشحيه لانتخابات النواب.. بالقوافل الطبية وشنط الزيت والسكر وصلاة التراويح ومعارض السلع وحملات طرق الأبواب
أقر حزب النور ذو المرجعية السلفية مخططًا لتوظيف شهر رمضان المقبل لاستعادة أرضيته في الساحة السياسية وتعزيز تواجده بين القواعد الشعبية بوصفه الحزب الإسلامي الذي أعلن عن خوض انتخابات مجلس الشعب القادم، في ظل مقاطعة أغلب حلفاء جماعة الإخوان وعلى رأسهم الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية وأحزاب الوسط والوطن وغيرها لانتخابات مجلس النواب القادم المرجح الدعوة إليها بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى. ويضم مخطط الحزب لتوظيف الشهر الكريم لتعويض ما فاته عبر استغلال سيطرة الحزب على مئات من المساجد التابعة للدعوة السلفية بعد تسوية الخلافات مع الوزارة وما تبعه من السماح لرموز من الحزب والدعوة بالصعود للمنابر والقيام بدورهم، عن طريق عدد من الفعاليات والقيام بجولات ميدانية بالمدن والقرى في القاهرةوالمحافظات قبل بدء الشهر الكريم بأيام لتوزيع "مطويات" تضم سجل هذه الفعاليات منها دعوة المواطنين لأداء صلاتي الفجر والتراويح بشكل منتظم في المساجد التابعة للدعوة السلفية وتوظيف حضور الجماهير للمساجد للترويج لبرنامج الحزب الانتخابي ومرشحيه سواء للقائمة أو المقاعد الفردية . وتضم "المطويات" التي يوزعها الحزب جدولًا موزعًا على ليالى الشهر الكريم باسم الدعاة التابعين للدعوة السلفية الذين يحيون لياليه ويلقون الدروس على جماهير المصلين بحضور أعضاء الحزب ومرشحيه المحتملين لانتخابات مجلس النواب دون الإعلان عن ذلك بشكل مباشر مستغلين عدم الإعلان عن فتح باب الترشيح مجددًا، للترويج لهم تأمين نوع من الغطاء الديني لهؤلاء المرشحين بشكل يزيد من فرصهم لاقتناص مقعد البرلمان وتعزيز وجود الحزب في المشهد السياسي. وستشهد المساجد التابعة للدعوة السلفية في محافظاتالإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية والشرقية والقليوبية إقامة معارض لبيع السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة ضمانًا لحضور أعداد المواطنين لتوفير احتياجات الشهر الكريم بأسعار مدعومة في تكرار لسيناريو جماعة الإخوان التي كانت توظف هذه المناسبات لتوزيع "السكر والزيت" لتعزيز وجودها في الشارع وهي ورقة سيحاول الحزب السلفي توظيفها في شهر رمضان كورقة رابحة يستطيع من خلالها الحزب استعادة ما فاته بفضل الحملات الشعواء التي شنها عليه التيار الإسلامي والقوى الليبرالية على حد سواء، ولن تكون محافظات الصعيد بعيدة عن إقامة هذه الفعاليات والمعارض، فهناك تصور كامل لأمانات الحزب في المحافظات بقطاعات شمال ووسط وجنوب خلال الشهر الكريم لإحياء لياليه بشكل يعزز وضعية الحزب، حيث يعتزم الحزب تسيير قوافل طبية قبل أيام من دخول رمضان لإجراء الكشوف الطبية لطبقات محدودة الدخل فضلًا عن القيام بجولات على منازل الفقراء لتوزيع شنط رمضان لضمان تأييد هؤلاء للحزب فضلًا عن توزيع شنط زكاة العيد للفقراء والمحتاجين. ويعتمد الحزب على تجارب سابقة في هذا السياق، حيث سيسعى الحزب لإرفاق تصور مختصر عن برنامجه الانتخابي ونبذة عن الحزب داخل هذه الشنط فضلًا عن استغلال سلسلة الدروس الدينية خصوصًا خلال صلاة التراويح، للتأكيد على الدور الذي لعبه الحزب ودعمه للدولة في مواجهتها لنزعات العنف والإرهاب، فضلًا عن التركيز على تعرية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وبيان فساده العقدي وخطورة نزعة التكفير بشكل يضمن دعم مؤسسات الدولة لهذه الفعاليات توفير الحماية لها. سينظم الحزب ندوات دينية مكثفة تشمل رموزه ورموز الدعوة السلفية خلال شهر رمضان، حيث سيحاضر فيها كل من الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور أحمد حطيبة، والدكتور أحمد فريد، والمهندس عبدالمنعم الشحات، والدكتور سيد العفاني، والشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس رئيس مجلس إدارة الدعوة، ضمانًا لحضور جماهيري بارز خلال هذه الندوات بشكل يعكس شعبية الحزب ويؤهله للحصول على عدد من مقاعد البرلمان. من جانبه اعتبر الدكتور أمل عبدالوهاب القيادي الجهادي البارز، أن شهر رمضان يعد من المناسبات المهمة للقوى الإسلامية لتعزيز وجودها عبر توظيف الشق الدعوى والخدمي الذي تقوم به لتوسيع قاعدتها الشعبية وتأمين دعم الفقراء والفئات المهمشة لهذا التيار في الاستحقاقات السياسية والانتخابية المختلفة. وأكد أن حزب النور لن يترك فرصة شهر رمضان القادم بل سيستغل التزامن بين نهاية الشهر الكريم وبداية انتخابات مجلس النواب للانتشار في أوساط الجماهير عبر الندوات والقوافل وشنط رمضان وتوزيع زكاة العيد على الفقراء لمحاولة تأمين دور له خلال مجلس النواب القادم لا يقل عن الدور الذي لعبه خلال مجلس الشعب السابق، حيث شكل الحزب السلفي الكتلة البرلمانية الثانية. ومن جانبه نفى الدكتور شعبان عبدالعليم عضو المجلس الرئاسي للحزب، وجود برنامج واضح ومحدد لدى الحزب لاستغلال شهر رمضان القادم للتقارب مع الشعب والقواعد، مشيرًا إلى أن تواصل حزب النور وفعالياته وأنشطته لا تتوقف طوال العام حتى يُقر برنامجًا خاصًا لشهر رمضان، لافتًا إلى أن الأنشطة الدعوية خلال شهر رمضان تعود للدعوة السلفية وليس الحزب . ونبّه إلى التواصل مع الجماهير بشكل مستمر، لدرجة أن جولاتنا لم تنقطع عن القواعد والجماهير حتى بعد تأجيل انتخابات النواب، منتقدًا بشدة محاولة البعض الزعم باستغلال الحزب لشهر رمضان لتعزيز شعبيته، موضحًا أن التواصل مع الجماهير متاح طوال العام ونحن نقوم بهذا الأمر مع المواطنين بشكل عام، ولم نقف أمام أحد للقيام بهذا الدور.